«موت في فلورنسا»... بدايات عصر النهضة

نشر في 11-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-05-2015 | 00:01
No Image Caption
عن مشروع {كلمة} للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صدر كتاب {موت في فلورنسا... أسرة ميديتشي، وسافونارولا، والصراع على روح النهضة} للمؤرخ البريطاني بول ستراثيرن، وهو كاتب بريطاني ومحاضر في الفلسفة والرياضيات، حائز جائزة سومرست موم في الرواية، فضلاً عن أنه مؤلف خمس روايات وسلسلة الفلاسفة الشهيرة الموسومة بـ {الفلاسفة في 90 دقيقة}، وقد ترجمت كتبه إلى نحو 12 لغة.
يؤرخ كتاب {موت في فلورنسا... أسرة ميديتشي، وسافونارولا، والصراع على روح النهضة} لبدايات عصر النهضة كما تجلت في فلورنسا مع نهايات العصر الخامس عشر، حين مثلت أسرة ميديتشي الروح الإنسانية الجديدة، ذلك بما اضطلعت به من رعاية للفن والفنانين من أمثال بوتيتشيلي، وميخائيل أنجلو.

ويسلط المؤلف بول ستراثرن الضوء على الصراع  الذي شهدته فلورنسا في ذلك العصر. وقد مثّل قطباه لورينزو ميديتشي الملقب بالعظيم والراهب سافونارولا الممتلئ برؤى العهد القديم ونبوءاته القيامية تلك الرؤى التي وجدت صداها بين المواطنين المحرومين، الذين آثروا اليقينيات الكتابية القروسطية على الأسئلة الفلسفية ذات المشرب الإنساني، التي ميزت فكر عصر النهضة.

تمخض عن الصراع، كما يجلِّي ستراثرن ذلك، قتال هلك فيه خلق كثير، وعمليات ما كان يدعى (الامتحان بالنار)، وإعدامات مرعبة، وميتات غامضة. وقد جاء هذا الصراع بين ما هو ديني وما هو علماني ممثلاً لواحدة من أهم اللحظات في التاريخ الغربي.

الأكثر وحشية

ولا تنتهي قصة الكتاب مع أفول عهد أسرة ميديتشي في فلورنسا الذي ينتهي بزحف تشارلز الثامن، أو (سوط الله) كما سماه سافونارولا في واحدة من نبوءاته، على فلورنسا، إذ يحتل الأخير المشهد حاكماً فعلياً ومشرِّعاً لفلورنسا. وتثبت الجمهورية المبنية على رؤية هذا الراهب الصغير، كما درج على نعت نفسه، أنها الجمهورية التي فاقت سواها من الجمهوريات التي عرفتها فلورنسا ديمقرطية وانفتاحاً. ولكنها كانت، أيضاً، الأكثر وحشية في تاريخ فلورنسا.

ويسهب المؤلف في وصف يوميات حكم سافونارولا بالحديث، مثلاً، عن اضطلاع ما دعي بفتية سافونارولا بإنفاذ ما وضعه سافونارولا من تشريعات وتحريمات، إذ أنشأ هؤلاء محارق لحرق كل ما يقع بأيديهم من متاع دنيوي زائل، مثل ورق اللعب، والشعر المستعار، والمجوهرات، والأقمشة المصبوغة، وكتب بيترارك التي تحتوي أشعاراً في العشق.

يمثل كتاب {موت في فلورنسا... أسرة ميديتشي، وسافونارولا، والصراع على روح النهضة} بحثاً استقصائياً حول بدايات عصر النهضة، التي مثلت فلورنسا القرن الخامس عشر بؤرتها الساخنة.

 الكتاب الذي لا يكتفي بعرض طيف واسع من الوثائق، يعمد الى تحليل الأخيرة وكشف غوامضها. ويضع مؤلفه؛ بول ستراثرن، وهو المؤرخ والروائي، ذلك كله بأسلوب سردي رشيق يعود على القارئ بالقراءة النافعة والمتعة.

نقل الكتاب إلى العربية المترجم ناصر مصطفى أبوالهيجاء، من الأردن، له مقالات عدة ودراسات مترجمة في الصحف والمجلات العربية، التي تعنى بالعلوم الإنسانية، وسبق أن ترجم كتاب: {لانهائية القوائم} للفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو، وكتاب {الاستشراق في عهد التفكك الاستعماري} لمؤلفه علي بهداد، وكتاب {موجز تاريخ الجنون} لمؤلفه روي بورتر.

back to top