في وقت تشهد مصر حالة من الاستنفار الأمني، تأتي جلسة الغد بمحكمة جنايات القاهرة، المخصصة للنطق بالحكم على الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير 2011، لتُجدد حالة الانقسام في الشارع بين أنصار الغريمين التقليديين مبارك والإسلاميين، بالتزامن مع تظاهرات "انتفاضة الشباب المسلم".

Ad

وأثار النزول الميداني إلى الشارع، الذي يجمع الغريمين في توقيت زمني متقارب، تساؤلات عدة بشأن تعمد الإسلاميين اختيار اليوم للتظاهر، رغم معرفتهم مسبقا بأن أنصار مبارك حددوا النزول إلى الشارع في 29 نوفمبر، دعما للرئيس الأسبق منذ ان قررت المحكمة مد أجل النطق بالحكم إلى هذا التاريخ.

من جانبها، دشنت حركة "أبناء مبارك" (هاشتاغ) بعنوان "براءة يا ريس"، لمؤازرته قبل جلسة الغد، وأكد منسق صفحة "آسفين يا ريس" على "فيسبوك" عصام أبوالخير أن "الإخوان وحلفاءهم يحاولون استغلال الجلسة التي يتوقعون فيها براءة مبارك أو حكما مخففا".

وقال أبوالخير لـ"الجريدة" إن "أنصار مبارك قرروا الاحتشاد أمام قاعة المحكمة، ثم الانتقال إلى محبس مبارك في مشفى المعادي العسكري، عقب الحكم، وهذا الموعد محدد منذ الجلسة السابقة، بينما نوايا الإخوان تتكشف بمحاولة الصدام مع أنصار مبارك حين حددوا تظاهرهم قبل يوم واحد من نزولنا إلى الشارع تأييدا لمبارك".

نوايا الإسلاميين باختيار الغد، وقبل ساعات من الحكم على مبارك، كشفها القيادي الإخواني الشاب عمار مطاوع، حيث قال لـ"الجريدة": "موعد تظاهرات الغد تحدد مسبقا بناء على موعد جلسة الحكم على مبارك، لاستغلال الغضب الشعبي حال صدور حكم مخفف"، بينما أكد القيادي بالجبهة السلفية مصطفى البدري أن ميعاد التظاهرات له علاقة بأن شهر نوفمبر شهد أحداثا ثورية يعلمها الجميع مثل أحداث "محمد محمود".

في سياق آخر، كشفت مصادر مقربة من مبارك أنه أعرب لهم عن خشيته من حضور جلسة الغد، بعد أن أبدى محاموه تخوفهم من صدور حكم بإدانته، بينما رجح مراقبون عدم نقل مبارك من محبسه بمشفى المعادي العسكري إلى مقر المحاكمة في أكاديمية الشرطة بمنطقة "التجمع الخامس" لسماع الحكم، كجزء من الإجراءات الأمنية لمواجهة تظاهرات الإسلاميين.