حقَّق فيلم {كابتن مصر} إيرادات عالية وتصدَّر شباك تذاكر الموسم. هل يرجع الفضل في ذلك إلى محمد إمام أم إلى الفنانين الشباب الذين استعان بهم في هذا العمل؟

Ad

 

لم يحقق «كابتن مصر» أعلى إيرادات بمفرده، بل جاء أيضاً «زنقة ستات» مقترباً منه في الإيرادات. ولا يمكن إرجاع الفضل في هذه الإيرادات العالية إلى البطلين فقط لأن العملين بطولة جماعية (محمد إمام ونحو عشرة فنانين شباب)، وغالبية مشاهد الكوميديا نتاج المجموعة معه. كذلك حسن الرداد يشارك ببطولة جماعية، وتجمعه المشاهد الكوميدية بشركائه من الفنانين في الفيلم.

 

بهذا الكلام لا يمكن أن نعتبر محمد إمام بطلاً كوميدياً ينتظره مستقبل كبير؟

 

لا يمكن أن نعتبره كذلك في هذا التوقيت، وهو يحتاج إلى مزيد من التجارب كي ينضج ويأخذ لقب نجم شباك، لأننا لا يمكن أن نقول إنه حمل الفيلم على كاهله بمفرده. الأمر نفسه ينطبق على حسن الرداد أيضاً، ويرجع الفضل في نجاح الفيلمين إلى الأبطال المشاركين كلهم.

 

توافرت الخلطة الجماهيرية (الراقصة والمغني الشعبي والبلطجي) في فيلمي «جمهورية إمبابة» و{كرم الكينغ»، ومع ذلك لم يحققا الإيرادات المتوقعة... لماذا؟

 

لأن باسم سمرة لا يعتبر نجم شباك مقارنة بمحمد رمضان على سبيل المثال، علاوة على أن فيلم «جمهورية إمبابة» استنساخ رديء من أفلام البلطجة والعشوائيات، بالإضافة إلى أن المعالجة الدرامية للفيلم سيئة جداً ولا تتضمن الشخصيات أي تفاصيل درامية تذكر.

 ولا ننسى أيضاً أن العلاقات النسائية الإباحية التي جاءت فجة في الفيلم جعلت المشاهدين ينفرون من الفيلم ككل.

هل أصبح الجمهور يملك قدرة أكبر على الفرز بين الأعمال الجيدة والرديئة؟

 

ليس تماماً... لكن الجمهور البسيط الذي يذهب إلى دور العرض السينمائي لمشاهدة ممثلات الإغراء لا يستطيع رؤية هذه العلاقات غير السوية وغير المفهومة. 

عموماً، ثمة حد أدنى للانحلال لا يستطيع المشاهد تجاوزه مهما كانت أخلاقياته أو صفاته.

 

بالنسبة إلى «كرم الكينغ»، لماذا لم يحصل على الإيرادات المرضية أو المتوقعة؟

 

ثمة مشكلة ما بالنسبة إلى محمود عبدالمغني مع الجمهور الذي لا يتقبله كنجم شباك، وأعتقد أن هذه المشكلة تواجه عمرو سعد أيضاً، فالاثنان لديهما قناعة تامة أنهما أقدر وأقدم من محمد رمضان في تجسيد أدوار البلطجي.

 لكن للأمانة كاريزما محمد رمضان أكبر وأفضل منهما بكثير، بالإضافة إلى أنهما استهلكا في المسلسلات التلفزيونية مما جعلهما محروقين بالنسبة إلى الجمهور.

 

هل السبكي وراء نجاح محمد رمضان أم أنه كان من الممكن أن يفرض نفسه في أي ظروف إنتاجية وفنية؟

بالطبع كان من الممكن أن يكون نجماً بعيداً عن السبكي بدليل فيلم «احكي يا شهرزاد» الذي قدَّمه مع المخرج الكبير يسري نصرالله وحقق فيه نجاحاً ملموساً. لكن خلطة البلطجي التي قدمها رمضان في فيلم «الألماني» استفاد منها السبكي في ما بعد وحوَّل هذا الشاب الصغير إلى نجم شباك حتى وصل رمضان إلى قمة مجده الجماهيري بفيلم «عبده موتة».

 

ما السبب المباشر في امتناع الجمهور عن مشاهدة الأفلام التي كانت تحقق إيرادات عالية في أوقات سابقة؟

 

ثمة أكثر من سبب. الأول أن حجم الدعاية لهذه النوعية من الأفلام لم يكن على المستوى المطلوب. الثاني يكمن في المشاهد الفجة والمبالغة في العلاقات النسائية المنحطة. والثالث أن جمهور أفلام العشوائيات والبلطجة يكون متواجداً بكثرة خلال الأعياد.

 

تم عرض فيلمي الرعب «عزازيل» و{شارع 9» خلال الموسم المنتهي ولم يحققا أي إيرادات. لماذا؟

 

لم يمكث الفيلمان في دور العرض السينمائي أكثر من أسبوع، ولم يحققا أي إيرادات لأن جمهور السينما في الدول العربية لا يعرف هذه النوعية من الأعمال، وإذا أردنا أن نقدمها فيجب على صانعي أفلام الرعب أن يأتوا بإبهار سينمائي تكنولوجي مثلما يحدث في هوليوود وبوليوود. لكن في الأساس الجمهور العربي لا يحب هذه النوعية والدليل أنه على مدى 85 عاماً من السينما لا نجد هذه الأفلام إلا بنسبة قليلة جداً.

 

هل من الممكن أن نرى الشباب الذين شاركوا في هذا الموسم نجوماً خلال المواسم المقبلة، مثل هشام إسماعيل بطل فيلم «فزاع» أو محمد فتحي ومحمد سلام وعلي ربيع المشاركين في فيلم «كابتن مصر»؟

 

لا أعتقد أن ذلك سيحدث بسهولة. إذا أردنا أن نراهم أبطالاً خلال الفترة المقبلة فيجب على أحد المنتجين أن يتبناهم، بالإضافة إلى أن ذلك يحتاج إلى ذكاء شديد منهم كي يبحثوا لأنفسهم عن إطار جديد لتقديمهم فيه. أما هشام إسماعيل فقد تعامل بسذاجة شديدة مع شخصية «فزاع» التي تم استهلاكها في مسلسل «الكبير قوي» وإعلانات الشاي التي يتم إذاعتها كل دقيقة مما جعل الجمهور يمل منها.

 

لكن هشام حاول تقليد أحمد مكي في شخصية «دبور» والتي نجحت في الدراما والسينما، فلماذا فشل إذن هشام إسماعيل؟

 

تعامل مكي بذكاء شديد مع شخصياته المتكررة، كذلك محمد سعد ظلَّ لفترة طويلة ينجح بشخصية «اللمبي» نفسها. لكن هشام إسماعيل استنفد «فزاع» مبكراً ويكفي الإعلان التلفزيوني الذي جعل الجمهور ينفر من الشخصية.