مع اقتراب خطر الجهاديين من عقر داره في دمشق، وجد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مبرراً لاقتلاع شوكة مخيم اليرموك المحاصر من خاصرته، في وقت وجّه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أقوى ضرباته لخصومه في «الجبهة الشامية» و«جبهة النصرة».

Ad

 

بعد تمكّن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من السيطرة على غالبية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وبات يوجد للمرة الأولى على بعد كيلومترات من قلب دمشق، بدأ نظام الرئيس بشار الأسد في التمهيد لشن عملية عسكرية واسعة لنسف المنطقة التي تمثل ثقلاً كبيراً لخصومه في المعارضة، مؤكداً أن الوضع الراهن في المخيم يستدعي «حلاً عسكرياً» فرض على الحكومة.

وقال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، بعد اجتماعه أمس مع عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، إن «العمل العسكري بدأ بكل الأحوال، وهناك إنجازات للجيش والقوى التي تقاتل معه»، مضيفا: «كنا قبل أيام نقول المصالحة على الأبواب، ومن قَلب الطاولة هو من يتحمل المسؤولية. وفي الأيام القادمة لا بد منه».

وأوضح حيدر أنه «عندما ترى الدولة أن مستلزمات المعركة تحتاج الدخول، فإنها تقرر ذلك، والسلطة الفلسطينية واللجنة المكلفة متابعة الملف تدعمان ذلك وتنتظران القرار»، مشددا على أن «المخيم أرض سورية، والسيادة السورية هي التي تحكم العلاقة مع المخيم والفلسطينيين».

«داعش» و«الجبهتان»

وفي حلب، وجّه «داعش» ضربة لخصومه في «الجبهة الشامية» و»جبهة النصرة»، إذ استهدف مقار عسكرية لهما في ريف المحافظة بشاحنات مفخخة تحمل أطناناً من المواد المتفجرة يقودها انتحاريون.

وأسفرت أول عملية عن مقتل العديد من قيادات «الشامية» في مارع، كما قتل 40 في انفجار سيارة مفخخة في بلدة حور كلس الحدودية مع تركيا، استهدف مقر مجموعة للجيش الحر قرب مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة «الجبهة الشامية».

وفي حين أعلن حظر التجوال في بلدات الريف الشمالي إثر دخول مفخخة ثالثة، أكد المكتب الإعلامي لـ»جبهة النصرة» في حلب مقتل أميرها في مارع «أبومارية»، بعد استهداف «داعش» أحد المقار العسكرية بسيارة مفخخة، أدت الى مصرعه مع عدد من القيادات العسكرية الموجودة في المكان.

الانشقاق الأول

في غضون ذلك، شهدت «الجبهة الشامية» أول انشقاق في صفوفها، بسبب تصاعد الخلافات بين قادتها والمشكلات في هيكلية وصناعة القرار، مع إعلان عدة فصائل عن تشكيل جديد أطلق عليه اسم «كتائب ثوار الشام».

«حاجز القاهرة»

وفي حماة، تمكنت حركة «أحرار الشام» من تفجير «حاجز القاهرة» قرب قرية البارد الموالية، في سهل الغاب بريف حماة الشمالي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء - الأربعاء.

ويعتبر حاجز القاهرة من أخطر الحواجز النظامية، وأكثرها تحصيناً، كما أنه يقع في عمق السيطرة النظامية، ومنه يتم قصف القرى والبلدات المحررة في الريف الحموي.

معارك إدلب

وفي إدلب، صعّد النظام حملته مع شنّ طيرانه أكثر من سبعين غارة جوية على مختلف مناطق ريفها المحرر، مخلفةً أكثر من مئة مدنيّ بين قتيل وجريح.

ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان 7972 غارة وبرميلاً ألقته طائرات النظام على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية منذ مطلع 2015، مبيناً أمس أنها امتدت من إدلب شمالاً وحتى درعا جنوباً ومن البوكمال شرقاً وحتى جبال اللاذقية غرباً.

«موسكو2»

سياسياً، انطلق رسمياً أمس حوار «موسكو2» بين وفد الأسد ومجموعات المعارضة السورية، التي فشلت في التوافق على موقف مشترك، تحت رعاية وزارة الخارجية الروسية.

وقالت رندا قسيس مؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي، لفرانس برس، «نتحادث منذ يومين، لكننا لم نتمكن بعد من تحديد جدول أعمال ولا نقاط المحادثات مع النظام»، مخخفة من التوقعات بقولها: «قد نحصل على الإفراج عن بعض المعتقلين، ولا شيء أكثر».

اغتيال في لندن

وفي لندن، اكتنف الغموض مقتل الناشط السوري إمام مسجد النور السابق في منطقة آكتون الشيخ عبدالهادي عرواني (48 عاماً)، الذي عثر على جثته في سيارته بمنطقة ويمبلي مقتولاً برصاص في الصدر.

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن محقق شرطة قوله إن عملية قتل عرواني، الذي يعد من أبرز معارضي الأسد، وهو من مدينة حماة وشهد مذبحتها عام 1982 قبل أن يهاجر إلى لندن، «تحمل بصمات اغتيال مدعوم من دولة»، مشيرا إلى أن المحققين يحاولون التأكد من دافع القتل، وما إذا كانت مواقفه المتشددة ضد الأسد وراء اغتياله.

(دمشق، لندن- أ ف ب،  رويترز، د ب أ)