يقول أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما الاقتصاديين، إن بقية دول العالم قد تثق بشدة في تعافي الولايات المتحدة. وحسب المستشار جيسون فيرمان:" إذا كانت خطتك الاقتصادية تعتمد على تحسن حركة التصدير إلى الولايات المتحدة – لتحقيق النمو – فلا يمكنني أن أوافق على مثل هذه الخطة. كما أن أوروبا بحاجة إلى مزيد من النمو، ومن الواضح أنها بحاجة إلى انتعاش الطلب الداخلي". وكان فيرمان يتحدث في مؤتمر نظمته أخيراً مجلة "إيكونوميست".

Ad

بالفعل، حقق الاقتصاد الأميركي تقدماً في الآونة الأخيرة. ويشكك البعض في احتمال أن يؤثر الاقتصاد العالمي الذي يبدو في حالة ركود على وضع الولايات المتحدة. وقد أعرب فيرمان عن نظرة إيجابية إزاء الاقتصاد الأميركي في العام الحالي، وذلك على الرغم من تندره بأن ذلك القول، جزء مما ينبغي عليه أن يقوله، بحكم موقعه، وأن عليه التصريح بذلك في المؤتمرات.

وقال، إن تباطؤ النمو في الخارج سوف يشكل "ريحاً معاكسة" بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه يظن بأن هبوط أسعار النفط سوف يعالج أي أثر سلبي بصورة مرضية. كما أشار الى أن متوسط عمليات الرهن العقاري الشهرية، وغير ذلك من دفعات الديون في الولايات المتحدة الأميركية، وصلت إلى أدنى مستوياتها، وأن ذلك المسار سوف يساعد على تحسن الاستهلاك.

لكن من جانب آخر، فإن فيرمان يعتقد بأن نمو الاقتصاد الأميركي لن يكون كافياً لإخراج بقية دول العالم من محنتها – ويشكل الاستهلاك في الولايات المتحدة نحو 70 في المئة من حجم الاقتصاد الأميركي، فيما يمثل 5 في المئة فقط من الاقتصاد الألماني.

وفيما أعلن البنك المركزي الأوروبي أخيراً أنه سوف يقوم بشراء سندات بغية خفض معدلات الفائدة، مما سيساعد اقتصاد تلك المنطقة، فإن فيرمان يرى أن تلك الخطوة ليست كافية.

ويضيف أن لدى الدول الأوروبية الموارد اللازمة لإنفاق الأموال من أجل تحسين اقتصادها، وهو أمر يتعين على تلك الدول النظر إليه. وفي الشهر الماضي، خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته بشأن نمو اقتصادات فرنسا وألمانيا وايطاليا.

وبصورة عامة يتوقع أن يتوسع الاقتصاد الأوروبي بمعدل يبلغ أكثر من 1 في المئة هذه السنة وليس بأكثر من ذلك في عام 2016.

وخالف أوليفر بلانكارد، وهو كبير الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي وكان يتحدث في مؤتمر مجلة "إيكونوميست" أيضاً، خالف فيرمان الرأي، وقال، إن من غير الصحيح القول إن أوروبا لا تزال في وضعية تقشف، والميزانيات تحقق توسعاً متواضعاً أو انها لا تنكمش على الأقل.

وأضاف، أن على قادة أوروبا القلق إزاء احتمال أن تكون ردّة فعل الأسواق سلبية إزاء مزيد من إجراءات التحفيز المالي.

ويعترض فيرمان على هذا الرأي مجادلاً بأن القادة يقولون في الغالب، إن مستثمري السندات سوف يبيعون عند أول إشارة للتحفيز المالي، وأن الأسواق تدعم مثل تلك الإجراءات. كما أن خطوات التحفيز المالي في اليابان وفي أماكن أخرى لم تفض إلى هبوط أسعار السندات، وإلى ارتفاع معدلات الفائدة، حسب قوله.

(مجلة فورتشن)