عادت الخلافات الكردية- العربية بشأن المناطق المتنازع عليها في العراق إلى الواجهة أمس، بعد أن طالبت "البيشمركة" عناصر ميليشيات الحشد الشعبي بالانسحاب من ناحية جلولاء. وفي وقت أحرز "داعش" تقدماً في منطقة استراتيجية شمال سامراء، أعلنت شرطة الأنبار صد هجوم جديد للتنظيم على الرمادي.

Ad

بعد نحو ثلاثة أسابيع من تحرير ناحية جلولاء، التي يسكنها خليط من العرب والأكراد شرق العراق، من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" على يد القوات الحكومية المدعومة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وعناصر البيشمركة الكردية، أمهلت الأخيرة عناصر الحشد 48 ساعة لمغادرة المنطقة، التي ينص الدستور العراقي على أنها متنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق.

في أثناء ذلك، أفادت مصادر عراقية أمس بأن عناصر "داعش" سيطروا على ناحية دجلة شمالي مدينة سامراء (112 كيلومترا شمال بغداد).

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن "مسلحي الدولة الإسلامية سيطروا فجر أمس على ناحية دجلة مكيشيفة شمالي قضاء سامراء، واحتلوا مقر فوج للجيش العراقي وجميع نقاط التفتيش".

وأشارت إلى أن القوات العراقية انسحبت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط سامراء وتكريت، حيث استهل المسلحون العملية بتفجير شاحنة مفخخة قرب أحد مقار الجيش، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود وإصابة خمسة بجروح رافقها قصف بقذائف الهاون.

وأوضحت أن القوات العراقية من المناطق المحيطة تستعد لشن هجوم للسيطرة على الناحية التي تعد طريقا رئيسيا لإمداد الجيش والقوات العراقية، وسبق تحريرها قبل أكثر من شهر من سيطرة التنظيم المتطرف.

قتلى الأكراد

في غضون ذلك، أعلنت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق مقتل 727 عنصراً وجرح 3564، وفقد 34 من القوات الكردية خلال المواجهات مع "داعش"، منذ أن شن التنظيم هجومه الواسع في التاسع من يونيو الماضي.

وجاء في بيان نشرته الوزارة أن "قوات البيشمركة تمكنت من إبعاد "داعش" عن العديد من مناطق إقليم كردستان، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم". وأكد البيان "استمرار وقوف قوات البيشمركة ضد هجمات داعش بديلا عن العالم".

وسيطر "داعش" على مناطق واسعة من العراق في هجوم كاسح بدأ في التاسع من يونيو الماضي بالسيطرة على مدينة الموصل ثاني المدن العراقية.

وكانت الحصيلة الأخيرة التي أعلنها فؤاد حسين، الأمين العام لرئاسة إقليم كردستان، في الثامن من أغسطس الماضي، تشتمل على مقتل 150 وإصابة 500 من قوات البيشمركة.

ودفع تقدم مسلحي "الدولة الإسلامية" إلى مشارف أربيل، عاصمة إقليم كردستان، قوات "البيشمركة" الكردية لمواجهة التنظيم المتطرف في مناطق واسعة بشمال العراق بعد انسحاب مفاجئ للقوات العراقية، وهي تقوم بدور أساسي في الهجوم المضاد على التنظيم الذي اتاح بدعم من الضربات الجوية للائتلاف الدولي صد هجمات الإسلاميين المتطرفين، واستعادة العديد من المناطق.

وتحتشد قوات البيشمركة حالياً في مواقع ليست بعيدة عن مدينة الموصل، التي مازالت تحت سيطرة المتطرفين.

«إعدامات داعشية»

إلى ذلك، أكد مسؤولون أكراد أن تنظيم "داعش" أعدم أمس واليه السابق في الموصل معمر توحلة وتسعة آخرين من مسلحيه في معسكر الغزلاني جنوب الموصل رمياً بالرصاص.

وكان التنظيم اعتقل توحلة السبت الماضي بتهمة التجسس لمصلحة الحكومة العراقية والتحالف الدولي، بينما ذكرت تقارير أن التنظيم أعدم نحو 211 من عناصره بتهم الخيانة في الآونة الأخيرة.

صد هجوم

من جهة أخرى، أعلنت قيادة شرطة الأنبار أنها صدّت هجوما لقوات "داعش" على المجمع الحكومي الواقع وسط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

وقال قائد الشرطة اللواء الركن كاظم الفهداوي، إن "الدواعش هاجموا امس، المجمع الحكومي من 4 محاور"، مضيفا أن "قوات الشرطة والجيش والرد السريع، بمساندة من رجال العشائر؛ تمكنوا من صدّ الهجوم وكبدوا الإرهابيين خسائر في الأرواح والمعدات". وأشار إلى "أن هناك 15 جثة من المهاجمين مازالت موجودة في المواقع التي هاجم منها التنظيم". وكانت قيادة شرطة الأنبار أعلنت قبل ثلاثة أيام أن مواجهات واشتباكات وقعت بين القوات الأمنية وعناصر "داعش" استمرت 5 ساعات، وأسفرت عن مقتل 30 داعشيا وتدمير 3 مركبات تحمل أسلحة ثقيلة، بينما أصيب في الاشتباكات 4 من أفراد الشرطة.

في سياق منفصل، يتدفق مئات الآلاف من الشيعة من العراق وعدد من الدول العربية والإقليمية إلى مدينة كربلاء العراقية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، في مشهد أخذ يتسع منذ إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في ظل انتشار كثيف للقوات العسكرية والأمنية.

وستبلغ فعاليات وطقوس إحياء أربعينية الإمام الحسين ذروتها السبت المقبل في ضريح الإمام، الذي استشهد سنة 61 هجرية في كربلاء.

(بغداد، السليمانية ـــ

أ ف ب، د ب أ، رويترز)