حملت دورة اليوبيل الفضي في القاهرة شعار {اليوم... الواقع البديل.. خارج الصندوق... عالم بلا حدود}، بمشاركة أكثر من 400 عمل فني، ضمتهم سبعة مواقع عرض لأول مرة في تاريخ الصالون (قصر الفنون- قاعة الباب- ساحة متحف الفن المصري الحديث- مركز سينما الجزيرة) في ساحة دار الأوبرا، وقاعة نهضة مصر، وقاعة إيزيس، والحديقة الثقافية في مركز محمود مختار الثقافي.

Ad

من جهته لفت د. جابر عصفور إلى أهمية تلك التظاهرة الثقافية، وتميزها هذا العام بجرأة الطرح والتجريب الفني، وتقديم ممارسات إبداعية تنم عن فنانين واعدين وقادرين على حمل شعلة الإبداع، واستكمال مسيرة رائدة للفن التشكيلي المصري.

كذلك أشار د. أحمد عبد الغني إلى تلبية هذه الدورة الاستثنائية لطموحات شباب الفنانين، وإتاحة سبعة مواقع عرض مختلفة، وتقديم فعاليات موازية من بينها برنامج الأنشطة الثقافية، والورش الفنية.

أوضح عبد الغني أن صالون الشباب منذ انطلاقه في عام 1989، عمد إلى اكتشاف عناصر التجديد والتحديث في الفن التشكيلي المصري المعاصر، ودفع المغامرة الإبداعية نحو التجريب والرؤية الفلسفية وحرية البحث من دون صدام مع الموروث الحضاري والشعبي والثقافي.  

سبقت الاحتفال باليوبيل الفضي، إقامة معرض «الحصاد» في نوفمبر الماضي، واحتفت فعالياته بأعمال مئة فنان وفنانة من نجوم الدورات السابقة، بحضور قوميسير المعرض إيهاب اللبان، ولفيف من الفنانين والنقاد.    

يذكر أن فكرة صالون الشباب، أطلقها وزير الثقافة المصري السابق الفنان فاروق حسني،  وأسسه الفنان د. أحمد نوار، ورسخت فعالياته على مدى ربع قرن، فقدم للساحة التشكيلية أسماء متفردة، وأجيالاً من المبدعين، وتجارب طليعية وحداثية، وخاض القيمون عليه معارك ضد رجعية بعض الأفكار والأطروحات المحافظة.    

 أتاح «الصالون» أجواء تنافسية بين أجيال متطلعة إلى المستقبل والتحرر والتغيير، وحقق هذا التوازن الفني لدى أجيال متعاقبة، وجاءت تجاربهم الطليعية متحررة من الأنساق البنائية للجمالية التقليدية للعمل الفني، وحملت ملامح أسلوبية جديدة تعكس وعياً بمتغيرات المشهد التشكيلي في ظل الثورات التكنولوجية والمعلوماتية.

جوائز وانتقادات

أعلنت لجنة التحكيم لصالون الشباب (دورة اليوبيل الفضي) عن أسماء الفنانين الفائزين بهذه الدورة، وذلك خلال مراسم شهدها قصر الفنون وستة مواقع أخرى لقطاع الفنون التشكيلية، بحضور وزير الثقافة المصري د. جابر عصفور، ورئيس قطاع الفنون د. أحمد عبدالغني، ومئات من الفنانين الشباب والكبار ولفيف من النقاد والصحافيين والإعلاميين.

ضمت لجنة التحكيم الفنان د. حازم المستكاوي «رئيساً»، وعضوية كل من الفنانين: سعيد بدر، حنان الشيخ، هيثم نوار، ووائل دوريش، فضلاً عن لجنة الفرز والاختيار، وضمت الفنانين: ناجي فريد، خالد حافظ «القوميسير العام للصالون»، وهشام نوار.

جاءت النتيجة بفوز الفنانين: أحمد الحسيني (خزف)، أويس أبوزيد (فوتوغرافيا)، إيمان علي ومحمود مرعي وياسمين المليجي ومنة الله سعيد وهدير عبدالحميد ومي عبداللطيف وزينب نورالدين، (تجهيز في الفراغ)،  سهى السرجاني (فيديو)، محمد منيصير وكريم حلمي (تصوير)، وهبة صالح (بيرفورمانس).

كذلك حصل كل من الفنانة ماريان فهمي (تجهيز في الفراغ) والفنان معاوية صلاح هلال (نحت) على جائزة تشجيعية، والفنانة سماح حمدي (فيديو إنستاليشن) على جائزة الشهيد الفنان أحمد بسيوني، والفنانة نهى مصطفى علي (رسم) على جائزة الشهيد الفنان زياد بكير، والفنانة لميس حجاج  ومحمد صبري ونهى سلطان (تصوير) ومحمد علام «فيديو» على جائزة شركة سيراميكا رويال، بينما حصل الفنان أحمد حافظ على منحة لمدة أسبوعين في الكاديمية المصرية للفنون في روما.

في سياق متصل، انتقد فنانون تهميش دورة اليوبيل الفضي لأعمال جيدة، وعرضها في ممرات ضيقة، وضعف مستوى بعض اللوحات، وغياب التنسيق وتجاهل مجالات فنية اتسمت بالتجريب والمغامرة الإبداعية.

من جهته قال الفنان عمرو العطار: «شاركت بلوحة في مجال التصوير الزيتي (عرض 4 أمتار وارتفاع متر ونصف المتر)، وتم عرضها في ممر ضيق بإضاءة خافتة، وفوجئت برفض المسؤولين نقل لوحتي إلى مكان لائق. تقدمت بمذكرة رسمية إلى رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. أحمد عبد الغني، الذي اعتذر عن عدم تغيير مكان العرض، وتسليمي لوحتي إلى حين انتهاء الفعاليات، ما دفعني إلى تحرير محضر بالواقعة في قسم الشرطة}.