أكد وكيل الأزهر الشريف الشيخ الدكتور عباس شومان أن «الجماعات الإرهابية التي تتبنى العنف وفي مقدمتها داعش جماعات لا تخدم مصلحة العرب أو المسلمين»، مضيفاً «ولا نعتقد أن هذه الجماعات تنطلق من منطلق ديني كما يرفعون من شعارات، لأن ديننا الإسلام ليس فيه شيء مما يظهره هؤلاء، فالدين يؤخذ من القرآن الكريم والسنة، ومن أفعال السلف الصالح، وكل ما يفعله هؤلاء المجرمون المفسدون على الأرض ليس من الإسلام في شيء».

Ad

 وقال شومان في لقاء مع «الجريدة»، إن «الدول العربية بحاجة ماسة هذه الأيام إلى التكاتف لمواجهة التحديات التي توجه إلى المنطقة العربية بصورة واضحة»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الأمور المقلقة والتطورات السريعة تتطلب تواصلا أكثر لقراءة هذه الأبعاد، ومعرفة مدى تأثيرها على المنطقة العربية واستقرارها، فهذه الفترة نحن بحاجة إلى تبني رؤية موحدة بيننا كعرب واستراتيجية محددة للحفاظ على التواصل بين الأشقاء».

وأضاف  أن «الأزهر وصف داعش بكل الأوصاف ما عدا الكفر، قلنا إنهم خوارج العصر، ومحاربون لله ورسوله، وإنهم من المفسدين».

 وأشار إلى أن «الأزهر أول من دانهم وندد بهم، وأول من برأ الإسلام من أفعالهم وحذر منهم، ولكن ربما أُخِذ عليه، وهو خطأ شديد من فاعليه، أنه لم يكفر (داعش)، وهذا الذي أوجد اللغط، فالأزهر لم يتعرض في الحكم على عقيدة داعش».

وعن علاقة الأزهر الشريف بجماعة الإخوان المسلمين، لا سيما بعد تصنيفها جماعة إرهابية في مصر، أكد أن الأزهر أحد مؤسسات الدولة المصرية وينظر إلى «الإخوان» كما ينظر إلى «داعش». وفي ما يلي نص اللقاء:

• بداية حدثنا عن زيارتك للكويت؟

- العلاقات بين الكويت ومصر متميزة وقديمة والعلاقات الشعبية علاقات تواصل وترابط والحمدلله حتى في أوقات الصعوبات التي مرت في العلاقات بين الدول العربية كانت العلاقة الشعبية مميزة بين الشعبين والعلاقات الرسمية أيضا، وهذه الزيارة وهي الأولى بالنسبة لي لدولة الكويت تأتي تلبية لدعوة كريمة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للبحث في مجالات التعاون خلال هذه الفترة الحرجة والدقيقة التي تمر بها الأمة الأسلامية والعربية تحديدا، وكيفية مواجهة هذه التحديات من خلال تبني خطاب ديني معتدل يعالج الصورة التي شوهت من بعض الجماعات غير المنضبطة وغير المنتمية إلى الفكر الوسطي الذي ينتهجه الأزهر الشريف.

 ونهدف من وراء ذلك إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، لأن الإسلام شوه كثيرا على يد هذه الجماعات الإرهابية مثل "داعش" وغيرها التي تتبنى أعمالا تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية، وتنسب هذه الأفعال إلى ديننا الإسلامي، الأمر الذي شوه صورته كثيرا، خصوصا في المجتمعات الغربية مما يحتاج إلى استراتيجية معينة لمواجهة هذا التشويه وإعادة الصورة بما يخدم مصلحة الاستقرار والسلم العالمي ويجنب الدين الإسلامي هذه الاتهامات التي دست عليه ظلما وعدوانا من تصرفات هؤلاء الذين لا يعرفون كثيرا عن تعاليم الدين الإسلامي.

التعاون بين الأزهر والكويت

• هل ستكون هناك مجالات للتعاون بين الأزهر الشريف ودولة الكويت في مجالات محددة؟

- التعاون موجود بين الأزهر الشريف وجميع الدول الإسلامية، وكذلك العديد من الدول غير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون، فعلماء الأزهر الشريف يوجدون في الدول العربية وفي دولة الكويت وهو يؤدون دورهم، والأزهر الشريف على استعداد لتقديم المزيد، خصوصا ان التعاون ليس في مجال الدعوة فقط بل في مجالات أخرى كالتعليم ونشر الكتب.

 ونحتاج في المرحلة المقبلة إلى التركيز على هذا النوع من التعاون الذي يعد صورة من صور العلاج المطلوبة، فهناك كتيبات يقوم بها الأزهر حاليا مبسطة تعرف الإسلام وسماحته ونبذ العنف وقبول الآخر وتكشف الغطاء عن هذه الجماعات المندسة التي تحسب على الإسلام ظلما وعدوانا وتشوه الصورة، إذ نسعى إلى إرسال هذه الكتيبات إلى العديد من دول العالم باللغات التي تتحدثها هذه الدول، لتكون خير رد على الافتراءات التي توجه للدين الإسلامي.

الوضع العربي

• العديد من الدول العربية شهدت في السنوات الأخيرة حوادث إرهابية دموية أودت بأرواح آلاف الأبرياء، كيف تقيم الوضع العربي في الوقت الحاضر؟

- نحن بحاجة ماسة في هذه الأيام إلى التكاتف أكثر لمواجهة التحديات التي توجه إلى المنطقة العربية بصورة واضحة، وكثير من الأمور المقلقة والتطورات السريعة تتطلب تواصلا أكثر لقراءة هذه الأبعاد ومعرفة مدى تأثيرها على المنطقة العربية واستقرارها، فهذه الفترة نحن بحاجة إلى تبني رؤية موحدة بيننا كعرب واستراتيجية محددة للحفاظ على التواصل بين الأشقاء.

• ما شهدته بعض الدول العربية من ثورات شعبية أطلق عليها الربيع العربي، هل تعتقد أن هذه التسمية صحيحة في ظل النتائج التي نشهدها حاليا من قتل وتشريد آلاف العرب والمسلمين؟

- المسميات ليست المشكلة، فالعبرة بالنتيجة، والنتيجة لم تستقر حتى الآن في أي دولة من الدول، يمكن استغلال ما حدث إذا أحسن الناس استغلاله قطعا سيحقق نتائج إيجابية، لأن الناس أصبحت لديها حرية أكبر في الاختيار والتدخل في حرية من يحكمونهم، وهناك شيء من التغيير والشفافية الموجودة، لكن إذا لم نحسن الاستغلال يمكن أن نتضرر أكثر مما نستفيد، فالمرحلة حتى الآن لا يمكن أن نقول إنها عادت بالنتائج المرجوة أو أن الصورة اكتملت، ويمكن أن تسير في طريق يحقق نقلة كبيرة جدا للشعوب العربية، كما أننا إذا لم نحسن استغلالها فسيلحق الضرر بنا، وأخيرا المسميات يختلف فيها الناس، وكل يعبر عن وجهة نظره، لكن لا شك أن هناك حراكا كبيرا أصبح موجودا.

«داعش»

• ما رأيكم فضيلة الشيخ في ما تقوم به الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش" من أعمال في بعض الدول العربية؟

- هذا لا يحتاج إلى اختلاف آراء، فهذه الجماعات الإرهابية التي تتبنى العنف وفي مقدمتها داعش جماعات لا تخدم مصلحة العرب أو المسلمين، ولا نعتقد أنها تنطلق من منطلق ديني كما يرفعون من شعارات لأن ديننا الإسلام ليس فيه شيء مما يظهره هؤلاء، فالدين يؤخذ من القرآن الكريم والسنة، ومن أفعال السلف الصالح، كل هذا ليس فيه مما يفعله هؤلاء المجرمون المفسدون على الأرض، رسولنا الكريم صلى الله وسلم عندما انتقل إلى المدينة المنورة التي كانت زاخرة بالقبائل اليهودية لم يقطع رقاب أحد ولم يحرق أحدا، بل تعاهد مع الجميع عهود أمان التزموا بها جميعا ولم ينقض واحدة منها حتى نقضوها هم، فهذه الجماعات آثمة مجرمة يجب على جميع الأحرار وفي مقدمتهم العرب، لأنهم هم من يكتوون بنارهم، أن يتوحدوا لمجابهة هذا الخطر، ومن الخطأ الشديد أن نعتقد أن غيرنا سيقوم بهذه المهمة.

دور الأزهر

• ذكرتم في تصريح قبل أيام أن "داعش" ابتلاء ابتليت به الأمة، وهناك من يقول أن الأزهر الشريف تأخر في إطلاق هذا التصريح، خصوصاً أن داعش عاثت في الأرض فسادا في أكثر من دولة، ما رأيك؟    

- هذا الكلام ليس صحيحا، فنحن وصفناهم بكل الأوصاف ما عدا الكفر، قلنا إنهم خوارج العصر، ومحاربون لله ورسوله وأنهم من المفسدين، من بداية ظهورهم ومن الأيام الأولى التي أُعلن عنهم ورأينا خلالها افعالهم وممارساتهم، فالأزهر أول من أدانهم وندد بهم وأول من برأ الإسلام من أفعالهم وحذر منهم، لكن ربما أخذ على الأزهر، وهو خطأ شديد من فاعليه، أنه لم يكفرهم، وهذا الذي أوجد اللغط، فالأزهر لم يتعرض في الحكم على عقيدة "داعش"، فلم يكفرهم ولم يحكم بإسلامهم ولم يتعرض لمعالجة هذه القضية أصلا، بل قال إنهم جماعية إرهابية مجرمة آثمة هم وغيرهم من الجماعات التي تسير على شاكلتهم ويجب ردعهم وتأمين الناس من شرورهم ولو أدى ذلك إلى قتلهم جميعا، هذا رأي الأزهر واضح.

 أما مسألة العقائد فتحتاج إلى التحقيق مع الشخص بنفسه، وسؤاله عما يفعل وينتمي، وهي مسألة أخرى وقضية ثانية، لكن ما أود التأكيد عليه أن الأزهر لم يتهاون في شأن "داعش" أو مع من هم أقل خطرا منهم، فكل الجماعات التي تتبنى العنف مدانة ونعتبرها من الجماعات المفسدة في الأرض المحاربة لله ورسوله، ويجب أن تعاقب بأشد العقوبات التي يجب استخدام القوة المناسبة لردع شرورهم.

الأزهر و«الإخوان»

• كيف تقيم العلاقة في الوقت الحالي بين الأزهر الشريف والإخوان المسلمين؟

- لا يوجد أي نوع من العلاقة بيننا وبين الإخوان المسلمين، الأزهر تعامل معهم أثناء توليهم الحكم، لا بصفتهم الإخوان المسلمين بل لأن أحدهم أتى لرئاسة الدولة ومن واجب مؤسسات الدولة أن تتعاون معه وتعطيه الفرصة لعله ينجح، ونحن كنا نتمنى للدكتور مرسي أن ينجح، ولم نكن نتمنى له الفشل ولم نضع العراقيل في وجهه، لأنه جاء بصفته ينتمي إلى جماعة ترفع شعار الإسلام تمنينا له التوفيق والنجاح، ويتمكن من خدمة الإسلام والمسلمين.

 وتعامل معه الأزهر كغيره من مؤسسات الدولة، وهذا واجب لا نندم عليه، إلى أن ثبت أنه ليس كذلك ولفظه الناس، فكان الأزهر الشريف ممثلا في شيخ الأزهر من أوائل من انضم إلى إدارة الشعب في 30 يونيو، ولم نتردد في ذلك، وانقطعت الصلة تماما بحكم الإخوان، أما جماعة الإخوان قبل وأثناء وبعد فلا يمكن أن يتلاقى الأزهر معها، فالأزهر له منهجه الواضح المحدد المنهج الوسطي الذي يصعب أن يتفق مع فكر "الإخوان" ولا غيرهم من الجماعات.

• كيف يصنف الأزهر الشريف جماعة الإخوان، خصوصا أنه تم تصنيفهم كجماعة إرهابية؟

- الأزهر جزء من الدولة المصرية، وإن كانت له رسالة عالمية ومحلية، فنحن ننظر الآن إلى هذه الجماعة أنها من الجماعات الإرهابية، وهم أعلنوا عن هذا، ولم نحكم عليهم إلا بعد أن أعلنوا عن تبنيهم للعنف، فأصبحت المسألة في غاية الوضوح، كما بثت قبل أيام قناة رابعة بيانا تهدد وتتوعد الأجانب وحتى الدارسين في الأزهر الشريف وغيرهم، ولا نعتقد أن جماعة أجنبية دخلت قناتهم لتعلن ذلك، فحين يعلنون هذا يثبتون أنهم جماعة عنف، ويجب أن نتعامل معهم على هذا الأساس، فنحن الآن ننظر إلى "الإخوان" كما ننظر إلى "داعش".

• صدرت أحكام بالإعدام بحق المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، ألا تعتقد فضيلة الشيخ أن هذه الأحكام يمكن أن تزيد العنف في مصر؟

- لا يمكن أن نتدخل في أحكام القضاء، والقاضي يجب أن يحكم بما يستقر في قناعته دون النظر عما يترتب عليه، لأن ما يترتب على الحكم تتولاه مؤسسات أخرى، فالقاضي لا يمكن أن يحكم بغير ما  يقتنع به من أجل ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الحكم، فحين يستقر القاضي أن هذا الشخص قاتل عن عمد يحكم عليه بالإعدام.

تهديد بالقتل

• هل بالفعل تعرضتم للتهديد بالقتل من جماعة الإخوان المسلمين؟

- تعرضت لأكثر من تهديد، فهم اعتدوا على بيتي وأشعلوا فيه النار من خلال الاعتداء بالمولوتوف في الساعة الثالثة من فجر أحد الأيام، ولكن الحمدلله الأضرار كانت خفيفة ولم يؤذ أحد، وهذا لن يثنينا عن أداء الرسالة والتعبير عما نقتنع به، فالأعمار بيد الله ولا يمكن أن يتغير النهج نتيجة استهداف، لأن أي إنسان يمكن أن يأتي أجله ولن يبقى لحظة بعدها.

 والأمور في الحقيقة تدل على انفلات تام وتغييب للعقل والمنطق، لأننا دائما نقول إنه حين يُستهدَف شخص بعينه يمكن مناقشة الأمر، أما حين توضع قنبلة في الطريق لتنفجر فيمَن يمر في هذا الطريق، وحين يتم الاعتداء على الجيش وهم مَن يحرسون حدود الوطن، وحين يتم الاعتداء على الشرطة والعلماء والناس، فإن كان الإخوان يقصدونني أنا ويرون أنني أستحق أن أُحرق أو أُقتل فما ذنب أطفالي الذين كانوا نائمين حين اعتدوا على منزلي، فهذا فقد للوعي وأمور غير مقبولة على الإطلاق.

• من وجهة نظرك، كيف يمكن التصدي للجماعات الإرهابية؟

- المسألة ليست أمنية أو فكرية أو ثقافية أو اجتماعية، بل كل ذلك يجب أن يتضافر للتصدي لهذه الجماعات، ويجب أن تكون المواجهة فكرية أيضا، لأنهم يعلنون عن أمور يجب تصحيحها فكريا، كثير من المفاهيم حرفوها وغيروا معناها، استدلوا بها على ما يقومون به من أعمال إجرامية، هذا يحتاج إلى معالجة فكرية لتحصين الشباب، وهذا ما يفعله الأزهر، ولدينا مبادرة أطلقها شيخ الأزهر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في مصر أطلق عليها "الأزهر يجمعنا"    

هذه الحملة تناقش الشباب وتصحح المفاهيم المغلوطة التي دست في أذانهم حتى لا ينجرفوا إلى هذه الجماعات التي تبنت العنف.

 كما أن هذا التصدي يحتاج أيضا إلى معالجة إعلامية ينضبط فيها الخطاب الإعلامي ليتوافق مع الخطاب الديني الذي يخرج من الأزهر الشريف حتى لا يشتت الناس بين هذا وذاك، ويحتاج إلى الثقافة، والفن، والأمن، والجيش، كلّ له محوره الذي يعمل عليه، ولابد من تضافر هذه الجهود كلها ليس داخل مصر فقط، لأن الخطر ليس فيها وحدها، بل في سورية والعراق وكثير من الدول، ولعل  الكويت من الدول صاحبة المجهودات الكبرى في سورية ودعم الشعب السوري والدفاع عن حقوقه.

 كل هذا يحتاج إلى تعاون بقية دول المنطقة لمواجهة هذه المخاطر، لأن جماعة "داعش" لا تستهدف منطقة بعينها، بل تريد أن تستقر في منطقة ترى أنها بيئة صالحة لتستقر وتنطلق منها ثم تستهدف جميع الاتجاهات لنجد الخطر موجودا في كل دول المنطقة إذا لم ننتبه إليه.

مواجهة «داعش»

• لماذا لا يكون هناك اتفاق بين مختلف التيارات الدينية لوضع آلية للتعامل مع هذه الجماعات، بحيث يكون للأزهر دور في توحيد هذه التيارات لمواجهة "داعش"؟

- الأزهر لم يقصر في ذلك، قبل شهرين عقدنا مؤتمرا حاشدا لمناهضة التطرف والإرهاب، وتم توجيه الدعوة لأكثر من 120 دولة، وحضره المسلمون بكل انتماءاتهم شيعة وسنة وأزيدية، كما تم توجيه الدعوة إلى الكنائس، خصوصا الكنائس الشرقية، وحضرته الفئات المضطهدة من "داعش"، وخرج المؤتمر ببيان قوي ناشد فيه كل دول العالم للتلاقي فيما بينها، وحذر الأزهر خلاله من أن الغرب ليس بريئا من الإرهاب في المنطقة بكل وضوح، وأن الإرهاب سيرتد على الغرب، وهذا ما حصل في فرنسا، وقلنا إنهم إن كانوا صنعوا ذلك لينالوا من المنطقة فإنهم لن يكونوا بمنأى عن الإرهاب.

 وأكدنا خلال البيان أن الإرهاب لا يحقق مصلحة لأحد ولن يأمنه أحد حتى من صنعه، لأن هؤلاء لا ولاء لهم بل لمصالحهم الشخصية فقط، فلا ينبغي أن يأمن لهم أحد، وهذا بالفعل ما وقع في فرنسا، والذي نتوقع أنه لن يكون الأخير، لذا على العالم جميعا أن يعي أن مصلحته تكمن في اجتتثاث الإرهاب، وأنه لن يحقق مصلحة لأحد، وهذا ما يقوم به الأزهر الذي لم يقصر يوما في هذا الجانب.

 لكن الأزهر الشريف لا يستطيع التحكم في من لا يؤمن بفكره، خصوصا أن هناك بعض التيارات تكفّر الأزهر والقائمين عليه، فكيف يستمعون إليه. فالأزهر وإن كان الأكثر انتشارا وتأثيرا إلا أن هذه الجماعات القليلة لا يمكن أن تستجيب للأزهر لأن هذا لا يرضيهم.

الإرهاب في مصر لن يعرقل عجلة التنمية

رداً على ما شهدته الأسابيع الأخيرة من أحداث إرهابية دامية في مصر، قال شومان: الوضع في مصر مع كل ذلك يسير إلى الأفضل، فالدولة تتقدم، وعجلة التنمية بدأت الدوران، والأمور بدأت الانتظام، فهذه الضربات المؤلمة لا تعبر عما يدور على  أرض مصر، ومن يسير في شوارع مصر يجد أن الأمور طبيعية، وهذه الهجمات التي تحدث هنا وهناك تستهدف في الغالب القوات المسلحة، وأصبحت تتركز في منطقة واحدة وهي شمال سيناء، لأن هذه المنطقة تنتشر فيها جماعات تكفيرية، والقوات المسلحة تقوم حاليا بدور كبير جدا في تطهير هذه المنطقة.

 وربما يكون هذا السبب هو في زيادة الأحداث الإرهابية، فحين تكون هناك أشياء مؤذية مختفية في مكان ما ربما لا يظهر خطرها بالصورة الكبيرة، لكن حين تبدأ معها باستخدام أي وسيلة تهيجها تخرجها من هذه الجحور تكون أخطر، لاسيما أنهم يشعرون بخطر حقيقي يهدد وجودهم، وهذا ما تفعله القوات المسلحة، لذلك هم الآن يتصرفون بلا وعي ولا منطق لإحداث أكبر قدر من الضرر ليقولوا نحن هنا.

واضاف: أن مصر تسير إلى الأفضل وهذا ما نلمسه كل يوم، تسير إلى الاستقرار، إذ أصبح لدى كل فئات الشعب، حتى التي كانت مترددة في فهم ما دار، أصبحت لديها قناعة كبيرة بأن ما حدث كان يجب أن يحدث، وهو أن الجماعة التي استولت على الحكم مدة سنة، كانت مرحلة ما كان يجب أن تكون، لذلك المترددون حين ظهرت هذه الحوادث وأعمال العنف أصبحوا الآن يميلون إلى الجانب الآخر، فالأمور تسير كل يوم إلى الأفضل مع وجود هذه الهجمات.

استخدام «داعش» للنيل من العرب والمسلمين

عن الجهات التي تقف وراء الجماعات المتطرفة قال شومان: على المستوى الشخصي لا أبرئ الغرب من دعم الجماعات المتطرفة، حتى التمثيلية التي تساغ أن هناك حربا ضد "داعش" نحن نشك فيها تماما، لو أن الغرب جاد في مواجهة هذا التنظيم لتمكن من القضاء عليه، خصوصا أن التقارير الواردة تؤكد أنه جماعة ليست بالكثيرة، لكنها تمتلك تقنيات ووسائل لا تمتلكها الجماعات المحلية، نحن لا نبرئ الغرب من الوقوف خلفها ونخص أميركا التي نشعر أنها تقف معهم تماما بدليل أنها ألقت ثلاث مرات لـ"داعش" معونات بداعي الخطأ، وهذه مسألة غريبة، فنحن نشعر أنهم يستخدمون هؤلاء للنيل من وحدة العرب ووحدة المسلمين، لذا من الخطأ الشديد أن نبقى ننتظر من هؤلاء أن يخلصونا من "داعش"، فهذه أكذوبة كبرى وعلينا نحن التحرك للدفاع عن أنفسنا وأوطاننا.

وعما اذا كان يعتقد أن هناك دولا عربية أو إسلامية تدعم الجماعات الإرهابية، سواء "داعش" أو غيرها، قال: لا نريد الدخول في النوايا، لكن هناك اختلاف في وجهات النظر بين بعض الدول، ونأمل ان تكون فهمت خطأ ما حصل في مصر، وعليها أن تقف على أرض الواقع وتعلم أن هذا اختيار الشعب المصري وأن تحترم ذلك، لكننا لا نريد توجيه الاتهامات إلى أحد، لاسيما أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- كان قد بدأ في المصالحة بين مصر وغيرها من الدول.

 وأنا أرى أن الأمر لا يعدو اختلاف في وجهات النظر، وعلى الجميع أن ينتبه إلى الخطر الذي أصبح معلنا، فمثلا "الإخوان" تبرأوا من العنف، لكنهم يوجهون بيانات من خلال قنواتهم تهدد جميع الفئات، فماذا ننتظر أكثر من ذلك؟!