الشتاء هذا الفصل الجميل، المحمل بالحب، بالأناقة، بالعطور، بتصارع المصممين على سلخ الحيوانات وإلباس غرورنا الفرو المزعوم أنه طبيعي، زينة الكريسماس في السفر، احتفالات السنة الجديدة يليه عيد الحب.

Ad

ليس الشتاء سوى إرهاصات للحب والجمال والأناقة، لكن هذا اللاجيء السوري أين هو من كل هذه الروعة؟

يعاني بخيمة مساحتها أمتار، حيث ملّ العالم تقديمَ المساعدات إليه بعد العام الثالث، يعيش على بعض تبرعات الأفراد والجمعيات الأهلية، وهذا اللاجئ الآخر من كردستان، وهذا الطفل المشرد في جنوب السودان، ومئات الأطفال يموتون بالهند فقط بسبب الإسهال، والمئات من الأسر تعاني الأمرّين في اليمن، فقر ووضع أمني مخيف، قاسٍ هو هذا الشتاء!

رغم جمال الشتاء لدينا، إلا أنه مستحيل على من يقطن خيمة، وتتركز المأساة الآن على اللاجئ السوري والكردستاني مع كل أسف!

شتاء قادم وهم بحالة قلق وخوف، وهمّ مستيقظ لا ينام، من أن يمرض طفلهم، من أن تمرض الأم وتموت ويبقى طفلها دون عناية، من أن يموت الأب ويُيتَّم الجميع! يكفي يتمهم من وطنهم.

إحدى أكبر مآسي الشتاء هي موجات البرد القارسة في لبنان والأردن وتركيا التي تصل إلى حد هطول ثلوج مخيفة، كما حدث في شتاء 2013! حيث قد يموت برداً من يقطن الخيم.

تتسع رقعة المأساة حين لا نوفر لهذا المسكين سبل العيش، والعيش فقط، نحن لا نطمح إلى المستحيل هنا.

على جميع المهتمين بالعمل الإنساني، وجمعيات الهلال والصليب الأحمر أن يقوموا بحملة مكثفة لمجابهة خطر هذا الشتاء الذي سيكشر عن أنيابه خلال شهر بحد أقصى، نحتاج إلى حملة شرسة تحث على توفير التدفئة والملابس الشتوية وكل ما يحتاج إليه اللاجئ ليتمكن من حق العيش.

ويجب تعزيز ثقة الأفراد بهذه المؤسسات، لأن الجميع يمتلك مخاوف من أن تبرعاته لن تصل وستسرق، لذا يجب توفير خاصية إمكانية سفر المتبرع مع هذه المجاميع التطوعية، وتوثيق جميع التبرعات خلال كل وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الكثيرين يعتقدون أن هناك ملايين دُفِعت بإمكانها أن تخلق للاجئ السوري وطناً بأكمله، ورغم ذلك مازال اللاجئ يصارع، أين ذهبت هذه الملايين؟

هذا هو رأي جميع من أقابلهم وأحثهم على دفع زكاتهم وصدقاتهم للاجئ السوري، دائماً أسمع تخوفاً من عدم وصول المساعدات إليهم.

قفلة:

سعر برميل النفط في نزول، وتصريحات المسؤولين كوميدية، ونرجع إلى النقطة التي نطالب بها دوماً، أين هو بديل النفط؟ في بلد همّش إمكانات الشباب للاستثمار به من خلال البيروقراطية العقيمة، وحرم السياحة به لتخوفه الدائم من الإسلاميين، أين هي الكويت خلال الخمس سنوات القادمة، هل ستكون مجرد بلد واختفى؟ كما صرح العديد من الشخصيات حول زوال الكويت عام 2020 بسبب الفساد المستشري بها؟