قال عدد من الخبراء إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، غير القادر على الاعتراض على ضربات التحالف الدولي لمواقع الجهاديين، يفضل الظهور بموقف إيجابي عبر تأكيده أنه أبلغ مسبقا بذلك، كما يأمل أيضا في اغتنام الفرصة لكي يعود شريكا في «الحرب على الإرهاب».

Ad

ويقول سلمان شيخ، مدير معهد بروكينغز في الدوحة، إن «النظام كان مرغماً على قبول الواقع»، ويضيف «كان بإمكانه أن يرفع الصوت عاليا أو التهديد وإحداث جلبة، لكنه اختار كما يبدو أن يظهر وجها إيجابيا. لا أعتقد بوجود تعاون واسع (مع التحالف)، لكن هذا هو الانطباع الذي يريد أن يعطيه».

ويعتقد النظام السوري المعزول من قبل دول غربية وعربية، بسبب قمعه الوحشي لحركة احتجاجات بدأت سلمية، لكنها تحولت الى تمرد مسلح أن الحرب ضد الجهاديين تشكل فرصة لها لكي يعود شريكا مقبولا.

وإذا كانت الولايات المتحدة تسيطر على الأجواء، فإن النظام يعتبر أنه لا بديل عن جيشه للقضاء على الجهاديين.

من جهته، يقول بسام أبوعبدالله، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق، ويعتبر مقربا من النظام إن «التحالف سيكون مضطرا للتعاون مع سورية، نظرا لعدم وجود أي قوة برية قادرة على محاربة الإرهاب، باستثناء الجيش السوري وحلفائه، وقد يكون هذا التعاون مقدمة لمفاوضات سياسية».

وهذا هو بالضبط ما تبحث عنه دمشق دائما: إعطاء الأولوية لمحاربة «الإرهاب»، وتعني بهذه العبارة جميع المتمردين الذين يعارضونها.

وسيسمح لها ذلك، وفق اعتقادها، بتأجيل دائم لأي محادثات حول إصلاح النظام المتسلط الذي أعلن قيامه قبل نصف قرن.

بدوره، يرى كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية أن «الضربات بإمكانها - بشكل غير مباشر- أن تفيد النظام، أقله على المدى القصير» بمواجهة الغرب الذي ما انفك يردد رغبته في التخلص منه.

ويضيف أنه «كان من المفترض بالمجموعات الأكثر تطرفا مثل الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة أن تحاول تجنب الضربات أو التخفيف من وطأتها. وبالتالي، فقد تصبح الضغوط التي تمارس على النظام أخف».

الى ذلك، فإن «التنسيق غير المباشر والخفي (عبر الحكومة العراقية) السائد قد يتحول رويدا ليتطور نحو تنسيق أكثر انفتاحا مع الولايات المتحدة كلما تورطت هذه الأخيرة أكثر فأكثر في حرب طويلة مع «الدولة الإسلامية».

وهذا ما يأمله الأسد بالضبط»، وفق الباحث.

على الصعيد الميداني، يبدي المعارضون المعتدلون خشية إزاء تطورات كهذه. ويقول الناشط أبويوسف (من محافظة الرقة معقل «داعش»): «بالطبع نريد أن يغادر داعش الرقة، لكننا نخشى أن يكون ذلك مفيدا للنظام، بسبب إمكان أن ينتشر مجددا في المناطق التي يخليها داعش».

لكن سلمان شيخ يبدي تحفظات قائلا: «يجب الانتظار لمعرفة من سيستفيد من الضربات الجوية على المدى الطويل. والأمر الواضح هو عدم وجود قوات قادرة من المعارضة حاليا على تحقيق مكاسب، كما أن نظام الأسد لا قدرة لديه على التمدد شرقا».

ويضيف أن النظام سيسعى الى إجراء اتصالات مع دول أوروبية ودولة او دولتين عربيتين لتزوده بمعلومات استخباراتية ضمن إطار محاربة الدولة الإسلامية.

(بيروت ـــ أ ف ب)