وداعاً لوحدة التراب اليمني
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كانت وحدة عام 1990 استسلاماً لعلي عبدالله صالح بكل معنى الكلمة، بعد أربع حروب طاحنة بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، وحقيقة إنه ثبت أن هذا الرجل الذي ارتقى درجات سلَّم المسؤولية برشاقة «طرزانية» لا يهمه مما يسمى «وحدة التراب اليمني» إلا الحفاظ على موقعه و«تنفيع» أقاربه وتحويل نظام، من المفترض أنه جمهوري، إلى نظام وراثي، على غرار ما فعله حافظ الأسد بإيصال رئاسة سورية إلى نجله بشار الذي أوصل هذا البلد العظيم إلى ما وصل إليه. لقد كان طبيعياً أن يهدد علي عبدالله صالح أبناء الجنوب اليمني، الذي كان اسمه «الجنوب العربي»، بحرب جديدة كحرب عام 1994، وأن يهددهم أيضاً بإغراقهم في مياه البحر، فالمثل يقول: «الطبع غلب التطبع»، والمعروف أن هذا الرجل إن كان يتقن شيئاً فإن أكثر ما يتقنه هو استغلال الفرص السانحة، والاستفادة من صراعات الآخرين بالتدخل في اللحظة المناسبة.وحقيقة إن هذا هو ما حدث عندما انقلب إبراهيم الحمدي على عبدالرحمن الإرياني، وعندما تم التخلص من الحمدي بمؤامرة دنيئة، وعندما حلَّ المقدم أحمد حسين الغشمي بطريقة حامت حولها الشبهات محل سلفه إبراهيم الحمدي، ثم عندما جرى تفجير الغشمي واتُّهم بعملية الاغتيال تلك الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي الذي أصدر عليه رفاقه حكماً بالإعدام، وكان المستفيد من كل هذا المسلسل «التراجيدي» هو علي عبدالله صالح لا غيره.مؤامرات في مؤامرات، ومؤامرة بعد مؤامرة، والمؤكد أن عبد ربه منصور هادي لن يرى صنعاء مرة أخرى إطلاقاً، فكل ما جرى بالنسبة لانقلاب الحوثيين هو من إعداد وإنتاج علي عبدالله صالح، والغاية هي إيصال الحكم إلى ابنه أحمد، وهذا معناه أنه وداعاً لوحدة التراب اليمني!