أحمد عزمي: «الدنيا مقلوبة» حلم المصريين

نشر في 20-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-03-2015 | 00:01
No Image Caption
قدَّم الممثل المصري أحمد عزمي دوراً مختلفاً في {الدنيا مقلوبة} فيلم ينافس مجموعة أعمال مطروحة في دور العرض المصرية راهناً. حتى إنه غيَّر إطلالته بما يتَّفق مع شخصيته في الفيلم، والتي تقدم إسقاطات على حال مصر السياسية.
حول أسباب قبوله تجسيد الشخصية، وتقييمه مشاركته في الفيلم كانت لنا معه هذه الدردشة.
ما الذي دفعك إلى قبول المشاركة في {الدنيا مقلوبة}؟

كونه يضم مجموعة كبيرة من النجوم أبرزهم باسم سمرة، وإدوارد، وراندا البحيري، وعبد الله مشرف، بالإضافة إلى أن قصة الفيلم نفسها تشبه حلم المصريين بأن تصبح مصر أفضل دولة في العالم، وأن تكون تأشيرة دخولها صعبة، وتطمح الشعوب كافة في أن تزورها. لذا كان من الأفضل في رأيي أن يكون اسم الفيلم {الدنيا مقلوبة... حلم} لكونه أكثر تعبيراً عن الفكرة.

ماذا عن الإسقاطات التي يتضمنها العمل؟

يسخر من الحوادث في البلد، وينتقد الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياسية. حتى إن أحد المصريين في الفيلم يسخر من فكرة إلغاء الدعم. نتخيَّل أن الجنيه يساوي سبعة دولارات، وأن مصر أعلنت الحرب على هولندا لأنها تدخلت في شؤون أيرلندا، ونرى متظاهرين في خيام مكيفة... تُعرض هذه الإسقاطات في إطار كوميدي ساخر لأننا نملك خيراً كثيراً في البلد، ولكن لا أحد يلتفت إليه.

هل الفيلم سياسي ساخر؟

لا يعتمد الفيلم على فكرة الإفيه الكوميدي والإضحاك فحسب، بل ينتمي إلى نوعية أفلام {الكباريه السياسي}، والتي قُدمت أعمال عدة من نوعيتها أبرزها مسرحية {مساء الخير يا مصر} من بطولة محمد منير، وسوسن بدر، وأحمد صيام. وفي الفيلم نقدم خلاف الواقع، ومن هنا يتحقق الضحك.

حدثنا عن دورك.

أجسد شخصية شاب نصَّاب، يمنح باسم سمرة سبع محاولات للمجئ إلى مصر كتزوير جواز سفر، أو تأشيرته، أو دفعه إلى السفر مع منتخب كرة القدم، أو الهروب عن طريق البحر، كما يفعل المصريون، ويصل إلى إيطاليا، ولا يعرف كيف يتصرف.

ماذا عن الإطلالة التي ظهرت بها؟

فرضتها طبيعة الشخصية التي أجسدها، وإن كنت استغربتها كثيراً في بداية التصوير. حتى إننا بعدما انتهينا، وذهب زملائي لمتابعة النسخة النهائية من العمل، رفضت مرافقتهم خشية رد فعل الجمهور إزاء شكلي، إذ ارتديت شعراً مستعاراً أصفر.

هل اقتصرت أوجه الحلم على المظاهر الاقتصادية والسياسية؟

تطرقنا أيضاً إلى الأمور الفنية؛ فنتحدث عن الأغنية الشعبية في الفيلم كأننا أبناء الولايات المتحدة الأميركية ونقول إنها وصلت إلينا عن طريق النجم العالمي عبد الباسط حمودة، كذلك من شدة عشقنا للفراعنة نرتدي أزياءهم، ويصبح الأمر أشبه بغزو الفراعنة أميركا.

في رأيك أي نوع من الأفلام يحتاج الجمهور إلى مشاهدتها راهناً؟

الجمهور بحاجة إلى متابعة أفلام تحترم عقله بعد ثورة يناير التي كسرت القيود، وإن كان ذلك قد تسبَّب بوجود حالة من الانفلات على المستويات كافة. وفي مجالنا الفني، يكمن الانفلات في تقديم أفلام دون المستوى، تظهر كل قبيح في المجتمع، ويتبادل أبطالها الألفاظ الخارجة. صحيح أن علينا نقل الواقع، ولكن ليس بهذه الفجاجة التي تقلل من شأن بلدنا.

كيف تجد سيطرة أفلام البلطجة على السينما؟

يغضبني هذا الموضوع بشدة، فقد أصبحت الأفلام عبارة عن {بلطجي وراقصة} ومجموعة أغانٍ، ما يؤثر بالسلب على سلوك المواطنين بعد متابعتهم لها. حينما شاركت مع زملائي في فيلمي {قبلات مسروقة} و{أحاسيس} ثار النقاد والجمهور علينا بأننا نقدم رومانسية زائدة. أسألهم اليوم عن تقبلهم فكرة البلطجي الذي يطارده ضابط الشرطة، وتصاحبه راقصة خلال فترة هروبه هذه!

لكنك شاركت في فيلم {وش سجون} الذي يقترب من هذه الفكرة.

صحيح، ولكن المختلف أن هذا الفيلم كان يتناول عنف الحكومة مع المساجين، وأظهرنا فيه أن السجن مختلف عن الصورة الخاطئة التي  تقدمها عنه الأعمال الفنية، حيث لكل مسجون فراشه الخاص، وللطعام مواعيد تُحترم، مع الأخذ في الاعتبار أن السجن ليس معسكراً.

أي الأفلام التي تابعتها أخيراً أعجبتك؟

{لا مؤاخذة} عمل أكثر من رائع، قدَّم فيه صانعاه عمرو سلامة ومحمد حفظي، وبطله الطفل أحمد داش، وزملاؤه في المدرسة لوحة فنية متكاملة الأركان، كذلك اختلفت القصة عن القصص كافة في هذا الإطار.

ماذا عن فيلم {روميو السيدة}؟

انتهينا من تصويره، ومن المقرر عرضه في عيد الربيع. تشاركني بطولته أيضًا علا غانم، بالإضافة إلى مجموعة من النجوم من ضمنهم ميمي جمال، وسعيد طرابيك، وعبد الله مشرف. أما التأليف فتولاه مصطفى السبكي، والإخراج هاني صبري، والإنتاج عمرو مكين.

حدثنا عن مشاركتك في الفيلم القصير {برواز}؟

سعيد للغاية بالتجربة. مدته 30 دقيقة، وشاركني بطولته كل من سهر الصايغ والفنان القدير صبري عبد المنعم، وعُرض داخل جدران إحدى الكنائس فحسب.

لماذا لم يطرح في دور العرض؟

لأننا لا نملك رفاهية عرض أفلام قصيرة ولا جمهوراً لها يتابعها باهتمام. يجب تخصيص دور عرض للأفلام القصيرة لما في ذلك من دعم للشباب لتقديم مزيد من التجارب. حتى إن لم تكن تجاربهم الأولى بالمستوى المطلوب، فربما يجد بعض المنتجين فيهم من يستحق المساندة.

هل مشكلة الأفلام القصيرة متعلقة بالمنتجين وحدهم؟

لا. الأمر مرتبط أيضاً بوزارة الثقافة التي يتوجب عليها أن تمنح هؤلاء الشباب الفرصة من خلال تخصيص إحدى حفلات السينما لعرض تجاربهم، كذلك يجب توفير مهرجانات تهتم بهذه الأفلام فلا تعرضها على الهامش، وذلك لرفع شأنها وقيمتها.

ما الذي دفعك إلى المشاركة في فيلم قصير؟

هذه ليست المشاركة الأولى لي في هذا النوع من الأفلام؛ سبق وقدمت مجموعة تجارب في هذا الإطار، ولم أعتذر عن أي منها، انطلاقاً من ضرورة وقوفي إلى جانب الشباب ودعمهم مثلما حدث معي في بداية مشواري. هذا ما تعلمته من النجم الكبير يحيى الفخراني، والمتابع لمشواره يجد أن أول فيلم للمخرج شريف عرفة {الأقزام الصغيرة} كان من بطولة الفخراني، كما كان أول فيلم لساندرا نشأت {مبروك وبلبل} من بطولته.

ومن المخرجين الذين تطمح في العمل معهم؟

محمد ياسين الذي يملك القدرة على تغيير الفنانين شكلاً ومضموناً، كذلك يسري نصر الله الذي أحلم كثيراً بالتعاون معه والدخول إلى مدرسته الإخراجية.

ما جديدك؟

أحضر لفيلم بعنوان {مش وش نعمة}، يشارك في بطولته كل من هالة فاخر، وسارة سلامة، وهاني حسن الأسمر، وصبري عبد المنعم، ومنير مكرم. أجسد دور شاب يتاجر بالمخدرات، يدخل السجن ويخرج ليعرف أن شقيقته قد اغتصبت فيحاول الثأر لها.

back to top