جلفار... مرحباً الساع
مرحباً الساع، وأهلاً وسهلاً، وكل مصطلح ترحيبي معروف في الجزيرة العربية، أو حتى باللغات الأجنبية، تستقبلك منذ دخولك إمارة رأس الخيمة التي تملك موقعاً جغرافياً فريداً جعلها أولى الإمارات العربية المتحدة إطلالاً على الخليج العربي.ومن سهولها الخصبة إلى جبالها الصخرية، مروراً بالصحراء التي تبهرك كثبانها الحمر التي تنتثر على السواحل والشواطئ الجميلة، تنتشر الفنادق وأماكن الضيافة في أنحاء الإمارة، ما مكّنها من حجز مكان متميز لها على الخارطة السياحية العربية والخليجية على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي تحرص عليه حكومة الإمارة التي تسعى عبر لجانها المختلفة إلى جذب المزيد من الزوار إلى «جلفار».
ويؤكد رئيس دائرة الطيران المدني في الإمارة، الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، لـ»الجريدة» أن استضافة الإمارة لمؤتمر القمة العربية للطيران تدل على اهتمام الحكومة بتطوير قطاع السياحة.وأشار القاسمي إلى وجود مشروعات تطويرية في رأس الخيمة وجزرها.وأغلب السياح روس، يليهم الألمان، فالإيطاليون، فضلاً عن بعض الخليجيين من الكويت والسعودية. ومن الأمور التي جعلت من رأس الخيمة مقصداً ووجهة مرغوبة للأجانب والعرب توفر الفنادق الرخيصة، مع احتفاظها بدرجة جيدة من النجوم، مع وجود تلك التي تتجاوز خدمتها 7 نجوم هو ما ينعكس على أسعارها.وكذلك مما يجعل الإمارة تحظى بالكثير من الضيوف ماضيها العريق الذي تشهد عليه الآثار القديمة التي تجاوز عمر بعضها إلى ما قبل الميلاد، ويحرص الزوار على الذهاب إليها لمشاهدتها على الطبيعة.وكان الرئيس التنفيذي، لهيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة ستيفن رايس، قال في تصريحات صحافية «إن الإمارة، تشهد إطلاق فنادق جديدة ذات مستوى عالمي، مشدداً على أن تسهيل إمكان الوصول إلى الإمارة من خلال شبكة الرحلات التي توفرها «العربية للطيران» أسهمت في جذب المزيد من الزوار، لافتاً إلى أن النمو الذي تشهده الإمارة يعد شهادة حية على القوة التحويلية لقطاعي الطيران والسياحة».تراث منذ 4 آلاف سنةيضم المتحف الوطني بين أرجائه الكثير من الآثار التي تعود إلى حفلات ما قبل الميلاد، كالقطع الأثرية التي تتنوع بين الخزف والنقود، فضلاً عن صور للمقابر القديمة التي عثرت عليها البعثات الأثرية التي نقبت في إمارة رأس الخيمة.ولعل أهم الاكتشافات التاريخية في الإمارة المدافن، ومنها مدفن «أم النار» في منطقة المنيعي، والذي اعتبر أول دليل على وجود تلك الحضارة في رأس الخيمة، ورغم أنه تم العبث وسرقة الكثير من القبور فإنه عثر على عينات جيدة من تلك الحضارة، أبرزها الفخار وبعض الأواني الحجرية.كما توجد في المتحف صور وعينات لمدفن «شمل» الذي يعود تاريخه إلى أربعة آلاف سنة ما قبل الميلاد، وعثر في بعض القبور على أسلحة وسكاكين و»خواتيم» إلى جانب جرة ومزهرية.وأيضاً تظهر الصور القديمة للإمارة المنازل والحياة المعيشية التي كانت سائدة خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.والمتحف كان قصر الحاكم السابق المغفور له بإذن الله الشيخ صقر القاسمي، وهو عبارة عن مجموعة غرف قسمت على حسب الآثار الموجودة، سواء كانت قطعاً أو نقوداً أو صوراً، بشكل مرتب وجميل.شارع الكويت... في المدينة القديمة تتميز المدينة القديمة في رأس الخيمة بالسوق أو شارع الكويت، والذي أخذ اسمه من المستشفى الذي بنته الكويت في السبعينيات من القرن الماضي في هذه الإمارة.ورأس الخيمة كل شيء موجود فيها، فهناك تباع الأواني المنزلية والملابس مروراً بمجموعة من المحلات التي تختص بعباءات النساء تباع في سوق يطلق عليه سوق الحريم.وكما السوق ظلت المنازل الواقعة خلف الشارع على حالها الذي كانت عليه قبل 30 سنة، لكن أهلها تغيروا وحل محلهم الهنود، البعض منهم عازب، كما تتميز المدينة برخص السكن العائلي، إذ تتراوح الإيجارات بين 30 و35 ألف درهم إماراتي سنوياً.الأشباح بين الميناء والمنطقة السكنيةبين الميناء والمنطقة السكنية... بيوت مهجورة وخربة كانت عامرة بأهلها قبل أن يتركوها إلى أماكن جديدة، يطلق عليها «مدينة الأشباح»، وتدور حولها الكثير من القصص، ينفيها البعض، بينما يؤكد آخرون وقوعها.يقول سائق الأجرة محمد إقبال «أقام أخي حفلة عشاء شواء مع أصدقائه قبل نحو 3 سنوات، وقبيل انتهائها وضع يده في جيبه، باحثاً عن مفاتيح المركبة، ولم تكن موجودة، وبدأ مع المعازيم رحلة البحث عنها، وبعد وقت ليس بالقصير ذهب إلى المركبة، ووجدها في موضع التشغيل»!ويضيف إقبال: «وكانت السيارة مقفلة، وبعد عناء فتحها أخي، وعندما أدار مفتاح التشغيل لم يدر المحرك، وفجأة ارتفعت المركبة من الأرض وسط دهشة الحضور الذين غلب عليها الخوف»، ويكمل: «بعدها اشتغلت وهرب الحضور وأخي من المكان، بينما كانت تودعهم صرخات وضحكات هستيرية كانت أصداؤها تجوب المنطقة».ويلفت سائق الأجرة إلى أن «البعض يتجرأ في النهار ويقطع المنطقة، سواء ذاهباً إلى الميناء أو مغادراً منه، أما في الليل فمن المستحيل أن يدخله أحد، حتى الشرطة تمنع التجول فيها، أو حتى دخول المساكن في النهار».وفي المقابل، يؤكد بائع في سوق مركزي صغير (بقالة) يدعى محمد إمداد أنهم يملكون مخزناً في «مدينة الأشباح»، وأنه يضطر للذهاب إلى هناك ليلاً، مشيراً إلى عدم سماعه لأصوات أو رؤيته أشياء مخالفة للمألوف أو غير طبيعية، وقال إن كل ما يثار حولها مجرد إشاعات وأقاويل راجت بين الناس، حتى كاد البعض يعتبرونها حقيقة.وبين إقبال وإمداد جالت «الجريدة» وسط البيوت المهجورة التي نبتت فيها الأعشاب البرية، وطالت أشجارها وتمددت غصونها حتى دخلت إلى غرف هذه المنازل وغطت أحواشها، ولبس التراب أرضيتها وسقطت ألواح الأسقف، مصدرة صوتاً يشابه حفيف الأوراق كلما هب الهواء، مضفياً رهبة تعزز من الشائعات عند سامعيه الذين يعتقدون أنها أصوات الجن!اللجنة المنظمة... شكراًكان للجهد الكبير الذي قام به الإخوة في اللجنة المنظمة للقمة العربية الرابعة للطيران والإعلام دور كبير في إنجاحها وتسهيل عمل الإعلاميين والصحافيين.والزملاء إيمان أحمد وعمر وتميم من «أصداء» يستحقون باقات ورد معطرة بالجوري والفل على ما بذلوه من أجل راحة زملائهم الإعلاميين والصحافيين، والشكر موصول للأخت ميساء الضاهر من الكويت، التي كانت حلقة الربط مع الإخوة في رأس الخيمة.