يقع متحف «السيرة الهلالية» في قرية أبنود التابعة لمحافظة قنا، ويضم مبنيين أولهما خاص بمتحف السيرة الذاتية واستراحة الدارسين، أما الآخر فخاص بمكتبة أبنود.

Ad

لفت د. عبد الواحد النبوي إلى أهمية الاحتفاء بمتحف ومركز الأبنودي للسيرة الهلالية، تقديراً للشاعر الراحل، ومكانته في وجدان العرب جميعاً، وتفرد إبداعه في تنمية الوعي الثقافي والفني والسياسي، بالإضافة إلى دوره في جمع وتوثيق أهم وأشهر السير الشعبية الخالدة في التراث الثقافي العربي. 

أوضح النبوي أن المتحف هو الأول من نوعه في مصر، ويهتم بهذا النوع من التراث الأدبي الشعبي، ويضم نتاج رحلة الأبنودي في جمع هذا التراث الإنساني المتفرد على مدى أكثر من ربع قرن، ويجسد جزءاً من إسهاماته كأحد رموز الثقافة المصرية، وصاحب تجربة شعرية متفردة، أثرت الوجدان العربي من المحيط إلى الخليج.   

من جهته قال د. حمدي أبو المعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، إن السيرة الهلالية، أكبر عمل أدبي ملحمي في التراث الشعبي العربي، وتبلغ نحو مليون بيت من الشعر. وتحتل سيرة {بني هلال} جزءاً مهماً من التاريخ العربي، كأحد أشهر القبائل العربية، ولا يزال أبناؤها يعيشون على امتداد المنطقة العربية.

يتكوَّن المتحف من طابق واحد يضم قاعة عرض لمحتويات السيرة الهلالية التي هي حصيلة مجهود الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي خلال ما يقارب من ثلاثين عاماً أمضاها في جمع السيرة ليجعل منها إلياذة للشعر العربي، فتكون ملتقى لمفكري التراث الشعبي وأدبائه الدارسين حيث يوجد بقاعة العرض بعض الصور الفوتوغرافية بمقاسات مختلفة تمثل حقبا زمنية مختلفة، طاف خلالها الأبنودي بين رواة وشعراء السيرة الهلالية.

مادة علمية

 

يعتبر المتحف أول موقع ثقافي وفني تابع لقطاع الفنون التشكيلية بجنوب الصعيد، وقد تم افتتاح المكتبة عام 2008 .

كذلك يضم المتحف بعض الكتب والمجلدات عن السيرة الهلالية من إعداد الشاعر وتأليفه، فضلاً عن بعض أشرطة الكاسيت والفيديو، وهي تحتوي على صوت شاعر الربابة جابر أبو حسين ومعها شرح تفصيلي لمربعات السيرة، كذلك بعض النصوص الأصلية، ما يجعل من المتحف مادة علمية خصبة ومنهلا مهما لكل باحث في مجال الدراسات الشعبية.

يضم المتحف أيضاً بعض متعلقات الأبنودي والتي تتمثل في دروع أهديت له، بالإضافة إلى بذلة وقميص وجلباب ونظارة، وقلم وعصا، فضلاً عن صور فوتوغرافية تمثل مراحله العمرية المختلفة.

 

اختيارات

 

 في كلمة للأبنودي عن المتحف عام 2013 وكان في طور الإعداد له آنذاك قال: {كنا نعيش زمن التحاريق الثقافية في أبنود الطفولة، كنت أقرأ قراطيس الترمس والطعمية في جوع ثقافي لا حدود له. كان كل همي أن أسهم في توفير الكتاب لأبناء قريتي التي تتشعب في شراييني حياة وكتابة، وبقية الحلم كانت أن يتوفر مكان لإقامة متحف صغير يضم شقاء رحلتي في جمع  ملحمة العرب {السيرة الهلالية} وأن يوفر المتحف غرفة للدارسين الذين يجتذبهم هذا التراث الفريد}.

وكان الأبنودي قد كشف عن سبب اختياره موقع المتحف بقرية أبنود لأنها تقع بين أغنى منطقتين حافلتين بالتراث الشعبي: قنا والأقصر، وبالتالي فإن هذا الموقع سيسهل الحركة والوقت على الدارسين. 

أما شعراء السيرة الذين يقيمون في مناطق بعيدة فقد تحرك أيام الشباب لجمع محصولهم الوفير الخالد مثل الشاعر جابر أبو حسين بسوهاج، ومبروك الجوهري بمحافظة كفر الشيخ.

ويضم مبنى المكتبة الملحقة بالمتحف مكتبة للأطفال وقاعة للندوات والاجتماعات وقاعة للهوايات وقاعة للتكنولوجيا وصالة اطلاع للشباب والكبار ومخزناً فرعياً، ومكتبة اطلاع الأطفال معدة خصيصاً لاستقبال الأطفال ومجهزة بالكتب التي تتناسب مع أعمار زوار المكتبة، حيث تضم 1332 كتاباً وبعض اللوحات الفنية الورقية، كذلك مجهزة بأربع طاولات اطلاع محاطة بكراسٍ خشبية صغيرة لتتناسب مع أعمار الرواد من الأطفال، وتوجد إلى جوار مكتبة الطفل قاعة للمحاضرات مجهزة بالوسائل اللازمة لإقامة الندوات والمحاضرات.

 وفي كلمة زوجته الإعلامية نهال كمال قالت إن هذا {يوم الحصاد نجني فيه ثمار جهد عبد الرحمن الأبنودي، فقد سعى إلى جمعها على مدار 30 عاماً بقروشه القليلة وجهاز كاسيت أهداه له عبد الحليم حافظ، ولم يكن وقتها يملك ثمنه}، مؤكدة أن هذا المركز سيكون محط تواصل الأجيال لتتبع تاريخ السيرة الهلالية، والتي اختار لها أبنود عرفاناً واعتزازاً منه بأهله في أبنود.