أكدت الولايات المتحدة أمس ثقتها بسرية المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران حول الملف النووي الإيراني، إثر إعلان السلطات السويسرية والنمساوية فتح تحقيقات حول شبهات بحصول تجسس معلوماتي في فنادق استضافت جلسات من هذه المفاوضات.

Ad

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيفري راثكي إن الإدارة الأميركية على علم بالتحقيقات التي تجريها سويسرا والنمسا، مشيرا إلى أن الدول الثلاث تربطها علاقات عمل وثيقة، لكن دون أن يفصح عما إذا كان سيحصل تعاون قضائي بين واشنطن وفيينا وبرن بشأن هذه القضية.

وجدد راثكي ثقة واشنطن بسرية المفاوضات الجارية منذ خريف 2013 بين الدول الكبرى وإيران، والتي جرى القسم الأكبر منها في فنادق كبرى في جنيف ولوزان ومونترو وزيوريخ بسويسرا وفي العاصمة النمساوية، مضيفا: "لقد اخذنا ونأخذ اجراءات لضمان أن التفاصيل السرية والحساسة للمفاوضات تبقى في إطار سرية الجلسات المغلقة".

واتى تصريح المسؤول الأميركي بعد إعلان السلطات السويسرية والنمساوية فتح تحقيقات حول شبهات بحصول تجسس معلوماتي في فنادق استضافت بعض جولات المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ويشتبه في وقوف إسرائيل خلفه، وهو ما سارعت إسرائيل إلى نفيه.

من جهته، قال أحد أعضاء الوفد الإيراني إلى المفاوضات مع القوى الكبرى إن المفاوضين من بلاده كانوا دائما حذرين إزاء مخاطر التجسس والتنصت أثناء المحادثات.

وذكر عضو فريق التفاوض الايراني، الذي لم تكشف هويته، "ان المفاوضين الايرانيين يضعون دائما في الاعتبار الامكانية والمخاطر الكبيرة للتنصت والتجسس. وقد توخوا باستمرار الحذر"، مضيفا ان "المفاوضات لديها أعداء يستخدمون كل الوسائل وأثناء المفاوضات حاولنا دائما الحفاظ على الأسرار ونجحنا في ذلك".

وبحسب التلفزيون السويسري فإن ثلاثة فنادق استضافت المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووي أصيبت أجهزتها بفيروس معلوماتي. وجرت عدة جلسات مفاوضات غالبيتها في سويسرا منذ نوفمبر 2013 بين دبلوماسيين وخبراء من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا الى جانب المانيا) وإيران.

واستضافت سويسرا والنمسا غالبية جلسات التفاوض، التي جرت منذ نهاية 2013، بهدف التوصل الى اتفاق تاريخي بين إيران والقوى الكبرى. وكشف باحثون الأربعاء أن فيروسا معلوماتيا استخدم للتجسس على المفاوضات، ويشتبه بقوة في وقوف إسرائيل وراء ذلك، إلا أن تل أبيب نفت ذلك.

في سياق متصل، بدأت إيران ومجموعة (5+1) أمس مباحثات في فيينا على مستوى مساعدي وزراء خارجية والمديرين السياسيين في مسعى للتوصل إلى صياغة اتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي.

(واشنطن، فيينا، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ)