منذ عام ٢٠٠٣ والنفوذ الإيراني يتوسع ويتمدد بصورة مخيفة ومريبة حتى بلغ الأمر بقادة إيران المجاهرة بتبعية أربع عواصم عربية لنفوذها وسيطرتها، ورغم دبلوماسية دول الخليج والمنطقة معها، وحثها على عدم التدخل في شؤون الدول العربية فإن طهران لم تكترث ولم تعر أي اهتمام لتلك المساعي، بل تمادت لتهدد أمن دول الخليج العربي ومصالحها، وتتدخل في شؤونها الداخلية من خلال أدواتها المنتشرة في تلك الدول.
واعتقد الإيرانيون أن الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج منشغلة بشعوبها وبالربيع العربي الذي فاجأها؛ الأمر الذي جعلها تعتقد أنها لقمة يسهل ابتلاعها، ولن تكون مستعدة للدخول في صراع معها، غير مدركة أنها تسير في طريقها إلى فخ لن تستطيع الإفلات منه.لقد ترك العرب، وخصوصا دول الخليج، الساحة لإيران منذ ذلك التاريخ تسرح وتمرح وتستنزف قوتها وقدراتها، فهي تحارب في العراق، وتمد الميليشيات العراقية بالمال والسلاح، كما تفعل ذلك في سورية ولبنان واليمن، هذا إذا ما أضفنا دعمها إلى تنظيمات وتيارات أخرى في دول الخليج العربي وغيرها من الدول العربية، وكل ذلك على حساب شعبها ومقدراته، ثم جاء قرار خفض أسعار النفط ليكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وكل ذلك كان بمثابة رسائل لها لعلها تستوعب وتكفّ عن عبثها بالدول العربية، إلا أن إيران وساستها لم يفهموا ذلك، ولم يستوعبوا كل تلك الخسائر التي جنوها بالحرب الباردة مع العرب، فاستمرت في غيها وتعنتها إلى أن جاءت "عاصفة الحزم" لتبعث لها برسالة قوة وحزم بأن الأمر ليس كما تصورته وخططت له، فأذعنت لشروط الغرب والأميركيين ووقعت صاغرة على شروطهم بخصوص برنامجها النووي، وسوف تخرج من كل الدول العربية حين يطلب منها ذلك، خصوصا بعد أن استوعبت رسالة "عاصفة الحزم" التي أيقظتها من حلمها.يعني بالعربي المشرمح:لولا "عاصفة الحزم" في اليمن والتأييد الدولي لها لاستمرت إيران في بسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة برمتها، ولما أذعنت لشروط وقف تخصيب اليورانيوم وبرنامجها النووي، وسوف تنسحب من سورية والعراق ولبنان لتحاول ترميم بيتها الداخلي الذي أعتقد أنه لن يهدأ حتى يسقط قياداته التي عبثت في مستقبله ومقدراته طوال تلك الفترة!!
مقالات
بالعربي المشرمح: عاصفة الحزم بداية النهاية!
11-04-2015