عودة حرب التوزيع والإيرادات بين المنتجين
تسببت إيرادات أفلام موسم الصيف التي يُعلن عنها يومياً في أزمة حادة بين المنتجين الذين يحاولون زيادة إيرادات أفلامهم في التصريحات الإعلامية، لجذب المزيد من الجمهور، خصوصاً مع استمرار الأفلام في الصالات لنحو شهرين مقبلين.
تضاربت تصريحات المنتجين في مصر بشأن الفيلم الأكثر تحقيقاً للإيرادات، خصوصاً بين فيلمي «زنقة ستات» و{كابتن مصر». يتقاسم بطولة الأول كل من حسن الرداد وآيتن عامر وإيمي سمير غانم ونسرين إمام، ويقول منتجه أحمد السبكي إن إيراداته وصلت إلى أكثر من ثمانية ملايين في أسبوع عرضه الأول.أما شركة «نيو سينشري»، منتجة «كابتن مصر» الذي يتقاسم بطولته محمد عادل إمام وعلي ربيع وأحمد فتحي وعدد من الفنانين الشباب، فتؤكد أنه حقق أكثر من تسعة ملايين في فترة أقل بمعدل تخطى المليون و300 ألف جنيه في اليوم، منذ بدء عرضه.
في المقابل، زادت نسخ الفيلمين بشكل كبير في الصالات، ورفع عدد حفلاتهما مقارنة بأفلام أخرى في الموسم، فيما تراجعت إيرادات أفلام أخرى مثل «فزاع» للفنان هشام إسماعيل، و{تسعة» الذي تتولى بطولته مجموعة من الفنانين الشباب، فلم يحقق أي من الفيلمين أكثر من 300 ألف جنيه، وفقاً لمنتجيهم.وأعلنت غرفة صناعة السينما في مصر عن اتخاذها قرار عدم الإعلان عن إيرادات أي من أفلام الموسم من دون وصول الإيرادات اليومية من الصالات السينمائية حتى الآن، متجاهلة الإيرادات التي يعلنها المنتجون، خصوصاً أنها تصدر عن شركات الإنتاج وغير موثقة، فيما زادت نسخ الأفلام المعروضة بشكل كبير على حساب نسخ الأفلام الأخرى المتنافسة في الموسم نفسه.وجاء قرار الغرفة بعد تزايد الإيرادات على الفيلمين من المنتجين، خصوصاً مع تأخر الصالات في إرسال حصيلة التذاكر إليها، وعدم تحديد الإيرادات الحقيقية للفيلمين حتى الآن، ما منع الغرفة للمرة الأولى من إعلان إيرادات الأفلام بشكل أسبوعي كما كان معتاداً، حين كانت تأتي إيرادات الغرفة أقل بكثير من تصريحات المنتجين، وهو ما حدث في أكثر من موسم سابق.«واحد صعيدي» اللافت أن حرب التوزيع التي يتعرَّض لها بعض الأفلام وبالتالي يُرفع من الصالات لصالح أفلام أخرى تكررت خلال موسم عيد الأضحى بعد رفع فيلم «واحد صعيدي» من بطولة محمد رمضان لصالح «الجزيرة 2» من بطولة أحمد السقا، وكان الأخير من إنتاج الشركة الموزعة له ففتحت جميع الصالات لحسابه، ما أسهم في زيادة إيراداته، خصوصاً في أيام المواسم.بطل فيلم «فزاع» هشام إسماعيل قال لـ «الجريدة» إن فيلمه تعرَّض لحرب شرسة في التوزيع بعد زيادة نسخ أفلام أخرى في الموسم نفسه، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من دور العرض رفض تشغيل الفيلم للجمهور لصالح فيلمي «كابتن مصر» و{زنقة ستات».وأضاف إسماعيل أنه قام بمحاولة مشاهدة الفيلم وحجز تذاكر مع الجمهور، لكنه فوجئ بإلغاء الحجز وعدم عرض الفيلم في الصالات، ما جعله يتواصل مع المنتج والموزع من دون أن يصل إلى حل، لافتاً إلى أن الفيلم لم ينل حقه إذ رُفع قبل أقل من أسبوع على عرضه بداعي عدم وجود إيرادات، وهو أمر غير منطقي مع فيلم جديد.وأكَّد أنه خاطب الفنانة إسعاد يونس باعتبارها مالكة الشركة الموزعة، وكذلك منتج الفيلم لمعرفة سبب رفعه من الصالات، لكن لم يصله أي رد، بينما وُضع العمل في صالات سينمائية غير مرتبطة بالجمهور المستهدف من العائلات بعد رفعه من الصالات الأخرى لصالح أفلام محددة.وأوضح أن الحكم على نجاح الفيلم من عدمه سيكون للجمهور عندما يشاهده تلفزيونياً، واصفاً ما تعرض له الفيلم بـ «حرب قذرة» قضت على العمل باعتباره منافساً لأفلام كوميدية حققت إيرادات كبيرة.وأكَّد الناقد محمود قاسم أن جزءاً من نجاح أي فيلم تواجده في الصالات السينمائية، لأن الجمهور عندما لا يجده سيضطر إلى دخول فيلم آخر من دون تردد، خصوصاً في المواسم السينمائية، مؤكداً أن المنتجين يعلنون عادة عن إيرادات غير حقيقية لجذب المزيد من الجمهور.وأضاف قاسم أن وجود احتكار التوزيع بين شركتين فقط يؤدي إلى ظواهر سلبية، من بينها مجاملة فيلم على حساب آخر، خصوصاً إن كان أحدهما يحقق إيرادات كبيرة، حيث يسعى الموزعون إلى زيادة عدد نسخ الأفلام الناجحة لجذب الإيرادات إلى الصالات وإلى الفيلم أيضاً.