انتشرت في مصر أخيراً مراكز وورش تعليم المهارات السينمائية المختلفة تمهيداً لمشاركة المتدربين في أعمال جديدة أو إنتاجها. وأصبح عدد من صانعي السينما شركاء في هذه الدورات أو مؤسسين لمراكز خاصة في هذا المجال، من بينهم المخرجان علي بدرخان الذي أسس مؤسسة تحمل اسمه، وأحمد ماهر الذي أنشأ مدرسة {سكيب هوم} لتعليم أصول السينما بمشاركة خبراء في السينما العالمية.
اللافت في المدارس أنها تؤهل الشباب في حين يعاني خريجو المعهد العالي للسينما مشاكل متعددة مرتبطة بقلة الإنتاج السينمائي وعدم استيعاب سوق العمل لهم، الأمر الذي يشكل منافسين جدداً للشباب في سوق عمل ترتفع فيه نسبة البطالة جراء مشاكل صناعة السينما الكثيرة أصلاً.يقول المخرج أحمد ماهر إن مدارس تعليم فنون السينما لا تنافس الدراسة الأكاديمية في معهد السينما، إذ يمكنها تأهيل الشباب للالتحاق بنقابة السينمائيين ولكنها تسهم في صقل خبرتهم لتقديم أعمال مميزة، مشيراً إلى أن الرهان الحقيقي يكون على الموهبة وتطورها واستجابتها في التعلم وقدرتها على الإبداع.وأضاف ماهر أن فكرة تأسيسه مدرسة سينمائية حلم قديم بالنسبة إليه وتحقق، مشيراً إلى أن اختيار المتدربين لا يرتبط بأي أمور مالية بل بالموهبة، مع انتقاء عدد محدود يمكنه الاستفادة من الدراسة ليطبقها لاحقاً في سوق العمل.مزايا كثيرةعميدة المعهد العالي للسينما الدكتورة غادة جبارة تحدثت عن مزايا عدة لتعليم أساسيات السينما للشباب من مختلف الأعمار بغض النظر عن خلفيتهم الدراسية السابقة، مؤكدة أهمية هذه المدارس في الارتقاء بذوق الجمهور والمشاهد أيضاً، على اعتبار أنها تزيد من فرص تحسين صناعة السينما التي تشهد انتعاشاً بفضل أجيال جديدة كسرت تابوهات كثيرة.وأضافت جبارة أن وزارة الثقافة تحضر عبر مركز التنمية الثقافية ورش سيناريو لغير الخبراء سيكون نتاجها تقديم 15 فيلماً متنوعة في المحتوى من تنفيذ خريجي قسم الإخراج من معهد السينما، مؤكدة أن الورش تعكس تبادل الخبرات بينها وبين الدراسات الأكاديمية، فضلاً عن توفير فرص عمل لخريجي المعهد.وأضافت أن تصاريح العمل التي تمنحها نقابة السينمائيين وفقاً لضوابط قانونية محددة هي الضمان الرئيس لحماية صناعة السينما من غير المؤهلين، سواء بالدراسة أو المعرفة، مشيرةً إلى أن العبء الأكبر يقع على النقابة وليس على أي جهة أخرى.وبينت غادة أن معهد السينما افتتح دراسات حرة لمدة عامين لمن يرغب في دراسة السينما أكاديمياً، خصوصاً أن سرعة تطور التكنولوجيا وصغر حجم الكاميرات شكلتا فرصاً أكبر للشباب لاحتراف التصوير والإخراج بإمكانات أقل، ما يعزز لدى كثيرين الرغبة في التطبيق العملي من دون الاهتمام بالجانب الأكاديمي.بدوره يؤكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أن النقابة حريصة على الالتزام بالنسب التي حددها القانون للعاملين للمرة الأولى في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى استيفاء كامل شروط العضوية من غير خريجي معهد السينما، مشيراً إلى أن الإجراءات صارمة على الجميع.وأضاف أن الدراسة في المدارس السينمائية المختلفة تعطي الشباب خبرة سينمائية وحساً فنياً في اختيار الأعمال التي يتابعونها لاحقاً، حتى إن لم يعملوا في المجال السينمائي، مشيراً إلى أن لا علاقة للنقابة بأي مدارس سينمائية خاصة.كذلك أوضح أن دراسة السينما في الجامعة الفرنسية هي الدراسة الأكاديمية الوحيدة بخلاف معهد السينما الذي تمنح فيه النقابة تصريح عمل لمرة واحدة لخريجيها، مؤكداً أن القوانين في صياغتها الراهنة تحمي المهنة بوجود صلاحيات واسعة للنقابة لمواجهة أي تأثيرات سلبية قد تنال من صناعة السينما.وذكر فودة أن احتراف العمل السينمائي ليس بالأمر السهل الذي يتحقق بمجرد الالتحاق بدورة تدريبية، مؤكداً أنه يرى في المراكز فرصة جيدة لتعليم السينما ولكن من دون أن يكون للنقابة دور فيها، خصوصاً أن أياً من القيمين عليها لم يتواصلوا مع النقابة لمعرفتهم بالقوانين التي تحول دون ارتباط خرجيها بها بشكل مباشر.
توابل - سيما
مدارس السينما الحديثة... بين البحث عن موهوبين وزيادة البطالة
09-02-2015