فيما يلي جولة قصيرة في صحف مصرية وتونسية تلملم شتات الربيع العربي، وتتأرجح بين الإصلاح الداخلي والخوف من الإرهاب.

Ad

• شريف يونس يكتب في الأهرام عن الصراع على الهوية بين الإسلامية والعربية والمصرية، ودخول العملية قضية التشخيص لحقيقة الشعب إذا ما كان يسعى إلى الاشتراكية أم الليبرالية أو للدولة كمؤسسة، ولا بد أن يعرف المسؤول كلمة السر التي ستأتي له بالشعبية المنتظرة، فالهوية مبنية على أسس تاريخية وفكرية ولها أسباب في التراجع و"التوحش" على حد تعبير الكاتب، وهو الانتقام الداعشي الذي أصبح بحاجة إلى تغيير.

• القاهرة استضافت شينزو آبي رئيس وزراء اليابان قبل عدة أيام، وهي الزيارة الأولى بعد ثورة 30 يونيو في عهد الرئيس السيسي والأولى بعد إعادة انتخابه كرئيس وزراء لليابان، وفوز حزبه بالأغلبية بالبرلمان، وحمل رسالة لمصر وللعالم العربي، وهي أن الاقتصاد والأمن عنوانا السياسة الخارجية اليابانية، وتنتظر مصر بفارغ الصبر الشركات اليابانية للمشاركة في المشاريع الكبرى كتنمية قناة السويس، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، ودعم المشروعات التكنولوجية والتنموية، وبناء ملحق جديد لمستشفى جامعي للأطفال، بالإضافة إلى بناء مرحلة جديدة من مترو الأنفاق، ونتمنى ألا تؤثر الحوادث الإرهابية على الإصلاح الاقتصادي بمصر.

• فاروق جويدة يكتب بالأهرام عن كيفية اختيار الشخصيات القيادية في الدولة، ويرى ضرورة أن يكون لديها ابتكار أو خيال أو إبداع وضرب مثلا برئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة المصري في السابق، والذي شاهد شبابا يلعبون الكرة في الشارع، فسألهم عن طموحهم فاشتكوا من عدم وجود إضاءة لاستكمال اللعب، فاتصل بوزير الكهرباء لإنارة الملعب، ورسخ رسالة لحب الانتماء والرياضة، وأمر بتطوير الملعب، وقارن جويدة الوضع بما يجري اليوم من تجاهل طلب الشباب، وقارن الوضع بمسؤول آخر قرر بيع الأرض لشركة خاصة فأصبح الشباب يجتمعون قرب "مقلب الزبالة" لعدم دفعهم للرسوم، وطوروه لملعب بسيط قبل أن يقتل أحلامهم "الغفر" العاملون لدى المحافظ، ويشعلوا الأخشاب للتدفئة.

• محمد بركة يكتب بالصحف المصرية عن فنجان قهوة مع الوزيرة التي وجدت نفسها بالسلم الوظيفي من بدايته، ولم تهبط على المقعد الوزاري بالباراشوت أو عبر شبكة العلاقات الاجتماعية أو على حد تعبير الكاتب "بالفذلكة الإعلامية"، فكرسي الوزير بمصر أصبح بعد الثورات (الثورتين) عرضة لحرية النقد والمحاسبة للمسؤول، والمحاسبة الإعلامية وهي الأهم في الوقت الحالي، الكاتب يتحدث عن وزيرة القوى العاملة ناهد العشري، وتواضعها المفرط رغم تلقيها التهديدات لتطبيقها قوانين العمالة.

• الصحف التونسية مهتمة بأخبار اليمن وليبيا والصراعات المدمرة، فجريدة الصباح التونسية تصف الوضع بأنه تطاحن على السلطة لبناء المستقبل العربي، وتبحث في النقاط المشتركة بين ليبيا واليمن رغم البعد الجغرافي، لكن الخطورة واضحة على المستويين المحلي والخارجي، فاليمن سيطر الحوثيون عليه وسحبوا البساط من أمام الرئيس اليمني منصور هادي، فأصبحت الساحة مفتوحة لسيناريوهات مخيفة، وحام شبح التقسيم، أما ليبيا فتعاني من الفوضى الهدامة منذ أربع سنوات، والمبعوث الأممي إلى ليبيا يحذر من الانهيار الوشيك نتيجة للصراع المسلح، واليوم أكثر من مليون ونصف المليون ليبي هجَر البلاد تاركاً مؤسسات الدولة للانهيار، وانهار القانون وأصبح لكل من يحمل السلاح قانون، ويتكرر المشهد في العراق الذي يعيش نفقا مظلما منذ اثني عشر عاما، وانهيار مؤسساته الأمنية وانتشار الميليشيات، وتسمي الصحيفة الوضع بالنكبة الجديدة، فلم تكن نكبة عام 48 هي الوحيدة، فالدول تضعف أمام تحديات الإرهاب الزاحف.

• النموذج التونسي فريد في مسار الثورات، ومفتوح لبناء الديمقراطية لكنها أيضا محاطة بالمخاطر، ورغم التفاؤل والتنجيم حول المشهد السياسي الخارج عن الانتخابات فإن خطر الإرهاب مازال قائما، والشباب يتعرض للاستقطاب بين الأفكار المطروحة، ومازالت تونس مذهولة أمام الشباب التونسي الذي ذهب للقتال في سورية والعراق (نحو عشرة آلاف) وهو تحد كبير وخطير ينذر بتغيرات بعد عودة المقاتلين.

وللحديث بقية!!