تلقيت تكريمات عدة أحدثها من مهرجان الإسكندرية السينمائي. ما تأثيرها على الفنان؟

Ad

تأثير كبير بالطبع، فرغم مرضي ومعاناتي من وجود مياه على الرئة، نتيجة لمشكلة في قدمي أدت إلى عدم وصول الدم إلى العضلات، فإنني حينما تلقيت دعوة من القيمين على مهرجان الإسكندرية، حرصت على السفر في يوم التكريم لأن لها بالغ الأثر في حالتي النفسية وحالة أي فنان يتلقى تكريماً، ويشعر بأن الدولة والسينمائيين يهتمون به، لا سيما أن هذه الدورة من المهرجان حملت اسمي، وهذا يعني لي الكثير.

لماذا تغيبت عن السينما طوال السنوات الست الماضية منذ مشاركتك في بطولة «مسجون ترانزيت»؟

لأسباب عدة، من بينها الأحداث السياسية التي أثرت على مجالات الحياة كافة، ومن بينها بالطبع الفن، إلى جانب الانفلات الأمني الذي أثر على إقبال الجمهور على دور العرض، كذلك صناعة السينما ذاتها، لا سيما بعد تضاؤل الإنتاج فيها. ولكن اختلف الوضع اليوم تماماً إلى الأفضل، وبدأ المنتجون والمخرجون يقدمون مشاريع سينمائية جديدة ستُحدث انتعاشة قوية عند طرحها في المواسم المقبلة.

لماذا اخترت «بتوقيت القاهرة» للعودة من خلاله إلى شاشة السينما؟

إعجابي بفكرته، والقصة المتميزة التي كتبها أمير رمسيس، إلى جانب اشتياقي الكبير للسينما، لذا حينما تلقيت عرض الفيلم من أمير وافقت فوراً بعد قراءتي الأولى للسيناريو، خصوصاً أنه تم نسج أحداثه بطريقة رائعة لا توحي بأن مؤلفه شاب، لذا أتوقع أن الإخراج سيكون كذلك، وأتمنى أن يلقى استحسان المشاهدين عند عرضه.

ماذا عن دورك فيه؟

أجسد شخصية رجل كبير في السن يدعى «يحيى شكري مراد»، وهو ممثل اعتزل العمل الفني، ويعاني مرض الزهايمر، ويبحث عن امرأة، لا يعرف تفاصيل معينة عنها، ولكن اعتقاده بأن علاقته بها ستغير حياته يدفعه للسفر من الإسكندرية إلى القاهرة، تاركًا أبنة مرتبطة به للغاية، وابناً علاقته به ليست قوية، وفي خلال هذه الرحلة يقابل شريف رمزي الذي يبحث عن أهله، وتتوالى الأحداث في هذا الإطار.

هل الفيلم يحمل هدفاً أو رسالة معينة للجمهور؟

يستعرض «بتوقيت القاهرة» أبرز التغيرات والتناقضات التي طرأت على سلوك الأفراد بعد قيام ثورة 25 يناير حتى سيطرة التيار الديني، وذلك بطريقة غير تربوية والتي تشير إلى توجيه نصائح كما لو كانت تعليمية مباشرة، ولكن بأسلوب درامي بسيط.

يضم العمل مجموعة من الشباب في مجالات التمثيل والتأليف والإخراج. إلى أي مدى أثر تواجد هذه الأعمار على قبولك للفيلم؟

بنسبة كبيرة. أحاول دائماً تقديم الشباب في أعمالي، والمتابع لتاريخي يتأكد من ذلك سواء في السينما أو التلفزيون، فقدمت في مسلسل «الدالي» مجموعة من الممثلين هم نجوم السينما راهناً من بينهم عمرو يوسف وآيتن عامر التي تشاركني «بتوقيت القاهرة». كذلك كنت منتجاً وبطل أول أفلام المخرج سمير سيف «دائرة الانتقام»، إلى جانب أن مشاركتي السينمائية الأخيرة كانت مع أحمد عز في «مسجون ترانزيت». أفضل هذا الشكل من التعاون والتواصل بين الأجيال. أما عن أمير رمسيس فأثق في قدراته كونه تلميذاً في مدرسة يوسف شاهين.

هل تعتبر منح الفرصة للشباب واجباً على النجوم الكبار؟

ليس بهذا المعنى، ولكنني أتمنى أن يمارس النجوم الكبار هذا الدور إذا ما حانت لهم الفرصة وفي المجالات كافة وباستمرار لتجديد دماء الفن فلا يترددون في ذلك، خصوصاً إذا كانوا يملكون الموهبة الحقيقية.

تشاركك بطولة «بتوقيت القاهرة» ميرفت أمين التي سبق وقدمت معها أعمالاً عدة. حدثنا عن الثنائي الذي شكلته معها.

ميرفت صديقة عمري، وتعاوني معها في 28 فيلماً متنوعة بين الرومانسية والتشويقية والاجتماعية، زاد نسبة التفاهم بيننا، وجعلنا صديقين إنسانياً وفنياً. حتى إن المخرجين كانوا يتصارعون لنقوم ببطولة أفلامهم، لذا فإن فكرة عودتنا إلى التعاون كانت ضمن عوامل قبولي للفيلم أيضاً، إلى جانب سمير صبري الذي قدمت معه مجموعة كبيرة من الأفلام.

لماذا توقفت عن الإنتاج السينمائي؟

لدي رغبة كبيرة في الإنتاج بمفردي أو بالمشاركة مع أحد المنتجين من أصدقائي، ولكنني لا أملك المال الكافي لتقديم أعمال كبيرة، لذا أعتبر «بتوقيت القاهرة» مغامرة إنتاجية.

وما تقييمك للأفلام المطروحة في دور العرض؟

سعيد بمعظمها من بينها «الفيل الأزرق» الذي أظهر جرأة صنّاعه، ورغبتهم في التحدي بتقديم طاقات تمثيلية لبطليه كريم عبد العزيز وخالد الصاوي، عبر رواية بقلم المؤلف أحمد مراد، الذي كتب أيضاً سيناريو الفيلم، ولا ننسى التنفيذ برؤية إخراجية لافتة بتوقيع المخرج الشاب مروان حامد الذي ظهر كما لو كان مخرجاً كبيراً.

كيف ترى الهجوم على الأفلام التي يقدمها الأخوان أحمد ومحمد السبكي؟

لست ضدها، وأرفض إصدار أحكام مطلقة على أفلام بعينها، بأن هذا جيد وآخر مستواه الفني سيئ، وفي الوقت نفسه أرفض منع أي عمل فني مثلما حدث مع «حلاوة روح»، وضد الهجوم على منتج يقدم أفلاماً تدفع إلى استمرار صناعة السينما، فضلاً عن أنني سبق وتعاونت مع السبكية في فيلم «عيون الصقر»، وتعاون معهم أيضاً كبار النجوم مثل الراحل أحمد زكي في فيلم «الرجل الثالث».