الخالد: «المانحين 3» يعقد في الكويت نهاية مارس المقبل

نشر في 28-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2015 | 00:01
وزير الخارجية الفرنسي: لا للسلاح النووي الإيراني... والعداء للمسلمين في فرنسا جريمة
أجرى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مباحثات ثنائية مع نظيره الفرنسي، تناولت مختلف المواضيع الرامية إلى توطيد أواصر علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، مؤكدا أن فرنسا شريك اقتصادي مهم للكويت.

أعلن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الكويت ستستضيف مؤتمر المانحين الـ3 للشعب السوري في 31 مارس المقبل، وسيتم بحث التفاصيل بين الوزارة والامم المتحدة قريبا، مؤكدا "اننا نتابع بألم ما يجري في سورية، والحالة الانسانية المريرة للشعب السوري في الداخل والخارج".

وقال الخالد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، أمس،  "تشرفت والوزير فابيوس بلقاء سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، حيث استمعنا إلى الرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة التي ستسهم بلاشك في ترسيخ أواصر العلاقات الكويتية - الفرنسية، والارتقاء بها إلى أعلى مستويات التعاون المنشودة"، مضيفا: "أجرينا معا مباحثات ثنائية معمقة وبناءة، تناولت مختلف المواضيع الرامية إلى توطيد أواصر علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين".

التطورات الإقليمية

وفي ما يخص التطورات الإقليمية والدولية أوضح الخالد انها أخذت حيزا كبيرا من نقاشاته مع الوزير الفرنسي، مشيدا بالدور البناء والإيجابي الذي تقوم به فرنسا من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي لإعادة استئناف مفاوضات عملية السلام، كما أن لفرنسا دورا بارزا ومهما في ما يخص الأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا واليمن.

وبين ان وجهات النظر تطابقت في ما يخص الإرهاب، وضرورة توحيد الجهود لمكافحته، مجددا إدانة الكويت الأعمال الإرهابية البشعة التي وقعت مؤخرا في فرنسا، ورفضها التام للإرهاب بكل أشكاله.

وعن مواجهة داعش قال إن "الكويت وفرنسا ضمن تحالف من 60 دولة لمساعدة العراق، وكان هناك اجتماع في لندن لمتابعة كل ما يقوم به التحالف ضد الإرهاب"، مؤكدا ان "الارهاب خطر علينا جميعا، والمسؤولية الدولية مطلوبة لردع هذه المخاطر، وهناك خطط استراتيجية لطريقة التفكير وطرق التمويل والتجنيد والاتصالات التي تقوم بها المجموعات الارهابية، وكل هذا اخذ بعين الاعتبار بين دول التحالف، وكل ما يتعلق بامدادهم وانتشارهم".

شكر حار

من جانبه، ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "يسعدني ان اكون هنا في الكويت في هذه الزيارة الرسمية الاولى، وأود ان أتوجه بالشكر الحار إلى الكويتيين على استقبالهم مع هذا الوفد الذي يرافقني، وقد تشرفت بلقاء سمو امير البلاد، ثم سمو رئيس الوزراء، وفي بداية هذه الفترة دشنا معا مصنعا متقدما جدا لتحلية مياه البحر، ومشروع ساهمت فيه شركة فرنسية، واجتمعت ايضا بعدد من الوزراء ورئيس مجلس الامة".

واضاف فابيوس: "سنلتقي وزير المالية الكويتي وممثلين عن المجتمع المدني، كما اجتمعنا مع غرفة التجارة والصناعة الكويتية، وضم الاجتماع ممثلين عن رجال الاعمال الكويتيين والفرنسيين"، متابعا ان "هذا اليوم كان مليئا وحافلا وحمل رسالة صداقة حارة من رئيس الجمهورية الفرنسية لسمو الامير".

وزاد ان "مغزى الزيارة هي ان نقول لأصدقائنا الكويتيين إننا نريد ان نرتقي بالعلاقات وشراكاتنا الى اعلى المستويات"، لافتا الى ان "علاقاتنا السياسية ممتازة منذ مدة طويلة، وفرنسا وقفت مع الكويت في اوقات صعبة، كما كانت الكويت الى جانب فرنسا في الافراح والاوقات الصعبة".

واردف: "على الصعيد السياسي نحن اكثر من اصدقاء، بل أشقاء، وعلى صعيد المجالات الاخرى العلمية والتجارية والاقتصادية والعسكرية نحتاج إلى ان نرتقي بها لتكون على مستوى العلاقات السياسية".

واوضح ان هذه الزيارة تهدف ايضا الى تعزيز مجالات التربية والعلوم والاقتصاد والثقافة، "وقد وقعنا اتفاقيات بهذا المجال، وهناك قرارات فورية اتخذناها وتتعلق بالاستثمار وكيفية زيادته، من خلال افتتاح فرع لوكالة بزنز فرانس في الكويت".

وتابع انه وجه دعوة إلى رئيس مجلس الوزراء لزيارة فرنسا، وقبل هذه الدعوة، مؤكدا ان زيارة سموه ستسمح بمزيد من التقدم في الشراكة بين البلدين.

النووي الإيراني

وعن الملف النووي الايراني، وأين وصلت المباحثات بشأنه، قال فابيوس: "السؤال صعب جدا، لأنه يتعلق بالقدرات النووية الايرانية والمحادثات الجارية"، لافتا الى انها "تجرى ضمن مجموعة 5+1، وامامنا في المقابل الايرانيون، وهذه محادثات معقدة".

وشدد على ان "ايران يجب ان يكون لها الحق كاملا في استخدام الطاقة النووية السلمية، لكن إنتاج القنبلة النووية لا، وايران وافقت على هذا الموقف المبدئي، لكن يجب استخلاص كل الامور التقنية، مثل عدد آلات الطرد المركزي، ونوع الوقود، وماذا يحل ببعض المفاعلات، وكيف يجب تطبيق الاتفاق، والعقوبات اذا توجهت ايران نحو السلاح النووي"، مبينا ان "ايران في حال استخدامها الطاقة النووية السلمية فلا عقوبات عليها".

واستدرك: "حتى الآن لم نتمكن من الوصول الى اتفاق مؤكد، واجلنا مهلة الحد الاقصى الى نهاية يونيو"، لافتا الى ان "فرنسا تمتلك السلاح النووي، ونتمنى ان نتوصل الى حل لمنع كل التحركات نحو انتشار الاسلحة النووية، وهذا سيولد مناخا نأمل ان يساعدنا على ايجاد حل لازمات اخرى".

والمح الى انه "لكي يحصل اتفاق مع ايران يجب ان يوافق الايرانيون على عناصر لم يوافقوا عليها بعد"، متابعا ان "إضافة عقوبات جديدة سيكون له اثر سلبي، وبعض اعضاء الكونغرس الاميركي لديهم نية بفرض عقوبات جديدة على ايران، ونحن قلنا: دعونا نناقش الامر قبل فرض العقوبات، ونأمل ايجاد حل جدي يسمح لنا بأن نخطو خطوة هامة نحو رفض انتشار السلاح النووي".

قوة داعش

وحول القوة الحقيقية لداعش على الارض ومواجهتها، قال فابيوس إن "الارهاب خطر دولي، وعلينا جميعا مواجهته، ولهذا السبب نقف جنبا الى جنب"، موضحا ان "الطريقة التي يقدم بها الارهابيون أنفسهم بأنهم يعملون تحت اسم الدين زعم خاطئ، فلا أحد يقتل باسم الله، ونحن عندما نقاتل هؤلاء نقاتل الكذابين والقتلة، وقبل كل شيء نحمي المسلمين لانهم اول ضحايا هذا الارهاب".

واستطرد: "عندما قررنا مساعدة العراق فعلنا ذلك لوقف تقدم داعش، ونظرا للمفاهيم التي تجمعنا من الطبيعي ان نكون معا لمواجهة هذه المعركة الصعبة، وعلينا ان نربحها، فكل ما نمثله موجود على المحك".

وعن الهجوم الذي شنته الصحافة الفرنسية عليه لدفاعه عن قطر بأنها لا تدعم الارهاب، أكد انه "في بعض الاوساط بفرنسا انتشرت مزاعم تتعلق بعدد من الدول بشأن دعمها للإرهاب، ونحن في فرنسا نكافح الإرهاب، ولا نتساهل ابدا معه بأي شكل من الاشكال، لكن لا يمكننا اتهام الدول هباء".

وزاد: "أما بالنسبة للدول التي تدعم الإرهاب فنحن لن نتساهل معها، ولن نكون لطفاء مع اشخاص لا يستحقون"، لافتا الى ان "فرنسا تكافح الارهاب ومن يموله، ولو عرفنا ان هذه الدولة او تلك تمول الارهاب فسنستخلص النتائج دون شك".

هجوم إعلامي

وبشأن حديث أحد السياسيين اليمين في فرنسا عن وجود مخابرات خارجية كانت وراء ما حدث في شارلي ايبدو، أوضح فابيوس "نحن لا نرد على اساس تصريحات هذا السياسي الفرنسي او ذاك، وانما على اساس الوقائع والحقائق، وما حصل في فرنسا صدمة كبيرة لنا".

واضاف ان "منفذي الحادث قتلوا صحافيين زملاءكم ورسامين، ثم قتلوا افرادا من الشرطة، ويهودا لمجرد انهم يهود، وفي اي دولة متحضرة هذا امر مرفوض، والقتلة تم التعرف على هوياتهم، وهناك تحقيق عما اذا كان لهذه الشبكة امتدادات".

وعن أهداف قمة محاربة التطرف في العالم، التي ستعقد في واشنطن 18 فبراير المقبل، قال: "لا يمكنني ان اجيب بدقة، لكن هذا الاجتماع مخصص للتفكير معا في اساليب مكافحة الارهاب وخصوصا المقاتلين الاجانب".

جهاديو فرنسا

في ما يتعلق بالجهاديين الفرنسيين أفاد فابيوس: «حسب تقديرات وزير الداخلية الفرنسي لسوء الحظ، الارقام سيئة، فعدد الفرنسيين الذين قاتلوا في سورية والمنطقة المجاورة 400 شخص، لكن هناك اشخاصا مشكوكا في إرادتهم بالذهاب الى هناك والى ليبيا وعددهم 1000 شخص، وهذا رقم صعب بالنسبة لنا، وهم يخضعون لمراقبة عن قرب، وان قاموا بشيء ضد القانون فسيتم اتخاذ الاجراءات تجاههم».

وعن المسلمين في فرنسا، الذين يشعرون بالخوف، وكيفية حمايتهم، شدد على ان «كل المواطنين الفرنسيين أيا كان دينهم، أو لم يكونوا مؤمنين، يعاملون بالتساوي، واي شعور عدائي للاسلام مرفوض، فالاسلام دين الاعتدال، وفي فرنسا ومنذ بداية القرن العشرين هناك فصل بين الدين والدولة».

وزاد: «في كل مرة يشعر فيها مسلم بأنه مهدد لانه مسلم، او يهدد مسجد، تكون ردة الفعل قوية جدا تجاههما، وهي جريمة يعاقب عليها القانون، وما نقوله عن الاسلام ينطبق على باقي الديانات»، مؤكدا ان العداء للاسلام ليس رأيا، وانما جريمة يعاقب عليها القانون.

وبخصوص تمويل المنظمات الارهابية قال إن «التمويل ليس بالضرورة ان يكون عبر مبالغ كبيرة جدا، فبإمكان اي شخص شراء بطاقة سفر والذهاب الى سورية عبر الاراضي التركية».

ولفت الى ان «احد مصادر التمويل أيضا تجارة الاسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر، وحضرت في جلسة مجلس الامة نقاشا عن موضوع جمع الاسلحة في الكويت، وهذا الموضوع مهم ومنتشر في انحاء العالم»، مؤكدا «ضرورة بحث ظاهرة الارهاب بكل جوانبها، بما فيها العمل التربوي والوعي والانترنت والمحطات الفضائية».

back to top