عنف النواب!
يحضرني موقف قديم حصل في البرلمان الكويتي، إذ قام وفد من مجلس النواب البريطاني بزيارة مجلس الأمة الكويتي لمشاهدة الديمقراطية الكويتية، وأثناء سير الجلسة كان أحد النواب من فئة الصوت العالي الجارح يخاطب سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، بصوت مرتفع وصراخه يصم الآذان.فقال المسؤول الكويتي المرافق للوفد البريطاني بكل فخر واعتزاز: هذه هي الديمقراطية الكويتية، فنظر إليه المسؤول البريطاني ورد عليه قائلاً: هذا أسلوب غوغائي لا ديمقراطية، هذا ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء يجب عليكم أن توقروه وتخاطبوه بكل أدب واحترام.
تذكرت هذا الموقف عندما قرأت في صحفنا المحلية الأربعاء 3 الجاري عن الهوشة التي حصلت في مجلس الأمة بين النائبين الهرشاني ودشتي، حيث تبادلا الضرب والألفاظ النابية، ولولا تدخل الوزراء والنواب لحدث ما لا يحمد عقباه، بالله عليكم هل هذه هي ديمقراطيتنا الكويتية؟!النائب قبل أن يمثل نفسه فهو يمثل الشعب، ويجب أن يكون قدوة صالحة للآخرين، لاسيما الشباب، وما حدث داخل قاعة عبدالله السالم يجب ألا يمر مرور الكرام، فعلى رئيس المجلس أن يفعّل دور مكتب المجلس باستدعاء كل من تسول له نفسه الإساءة إلى الديمقراطية الكويتية واتخاذ إجراءات صارمة بحقه؛ ليكون عبرة لغيره من النواب، فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.