{نوبل الآداب» تتوِّج الفرنسي باتريك مونديانو

نشر في 10-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-10-2014 | 00:02
منحت الأكاديمية السويدية الفرنسي باتريك موديانو {نوبل الآداب}، قائلةً في بيان إن الروائي كُرم بفضل {فن الذاكرة} (كما وصفت أدبه) الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصياناً على الفهم وكشف عالم الاحتلال والظلام. وهو روائي باريسي بامتياز، فعاشق العاصمة الفرنسية يدور معظم أعماله خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يتخبّط القارئ في فظاعات عاشتها شخوص مستمدة من الواقع.
اختارت لجنة {نوبل الآداب} الفرنسي باتريك موديانو ليكون فائزاً بالجائزة لعام 2014، وهو تُرجم إلى 36 لغة ومن ضمنها العربية والمعروف في السويد (موطن نوبل) منذ 1968، أي مع ظهور كتابه الأول {ساحة النجمة}. موديانو ربما هو الأشهر والأهم فرنسياً راهناً. وكان موقع {لوفيغارو} تحدث عن أن الروائي باتريك موديانو يبدو مرشحاً مرجحاً له الفوز، فاسمه الذي ظهر ضمن الترشيحات منذ سنوات، لم يدخل آنذاك إلى دائرة الفائزين المحتملين الضيقة التي وصل إليها أخيراً، كما ذكر ناشر كتبه {غاليمار».

وُلد موديانو في عام 1945 لأب يهودي وأم بلجيكية، في بلدة بولونيه- بيلانكور، جنوب غرب باريس. في الثالثة والعشرين من عمره، نشر روايته الأولى {ميدان النجم} (1968). حصلت رواياته على أهم الجوائز الأدبية في فرنسا وخارجها (غونكور في (1978)، وجائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية (1972)، وجائزة روجيه نيمييه (1968). وهو أغنى الوسط الثقافي خلال الأربعين سنة الماضية بأكثر من 20 رواية، أبرزها: {دائرة الليل- 1969، شوارع الحزام- 1972، المنزل الحزين- 1975، كتيب العائلة- 1977، شارع الحوانيت المعتمة- 1978، شباب- 1981، أيام الأحد- 1984، مستودع الذكريات- 1986، دولاب الطفولة- 1989، سيرك يمر- 1992، محلب الربيع- 1993، بعيداً عن النسيان- 1994، دورا بروريه- 1997، مجهولون- 1999، الجوهرة الصغيرة- 1999، حادث مرير- 2003، مسألة نسب- 2005، في مقهى {الشباب} - 2007. تحكي رواياته عذابات كثيرة، مسرحها باريس حيث تغوص الشخوص في محنة الهوية والعجز عن فهم العالم، وهو يكتب بأسلوب الإنسان العاطفي المحب للإلفة ويستعيد الماضي ليقاوم الظلام. يكتب عن الأمكنة بطريقة تغيب ملامحها أحياناً ولكنه يتمسك بعناوين الحانات الفرنسية والمطاعم القديمة، ما جعلت الأوساط الأدبية تطلق عليه مسمى {روائي الأزقة}. يلملم موديانو الروائي شتات شخوصه، وهي غالباً غامضة ومهمشة وباهتة، ترضى بالقليل أو ربما باللاشيء، أو تتخبط بأزماتها.

وحظي القارئ بالعربية بمطالعة روايات للفائز من بينها {مجهولات} عن دار {ميريت}، و{شارع الحوانيت المعتمة} عن {الهلال}، و{مقهى الشباب الضائع} عن الدار العربية للعلوم، و{الأفق} عن {ضفاف} و{الاختلاف».

ترشيحات

 

فاز الأدب الفرنسي هذا العام بالجائزة الأشهر في العالم، وأعطيت لكاتب مولع بالحنين يرى أن الحياة عبارة عن مجموعة من الصور القديمة في صندوق الذاكرة. وكانت الأوساط الثقافية العالمية تداولت أسماء أدباء كثراً قالت إنها ربما تحظى بالجائزة، أولها وأبرزها الياباني هاروكي موراكامي، اسم لم يفارق التكهنات والمراهنات منذ سنوات، فيما لم تلتفت إليه اللجنة يوماً، لا سيما أن بعض النقاد اعتبره يفتقد إلى العمق. حتى إنها قدَّمت الميدالية سنة 2012 لكاتب أسيوي آخر هو الصيني مو يان، الذي فاز لاعتبارات بعيدة تماماً عن {العبقرية الأدبية} وتتعلَّق مباشرة بهويته نفسها. فقد اشتهر بأعمال تصف واقعية تاريخ بلاده المضطرب وتؤكد تمسكه بمسقط رأسه في شرق الصين حيث ترعرع، وحازت بشعبية لمزجها {القصص الشعبي والتاريخ والمعاصرة بواقعية تتسم بالهلوسة».

أما الكاتب الفرنسي (التشيكي الأصل) ميلان كونديرا الذي قرَّر الجلوس ربما بعدما أرهقه الانتظار، فاختار كرسياً يسعفه من تعب سنوات خمس وثمانين لم تعرها اللجنة أي اهتمام، مع أن شهرته وحضوره ربما تخطيا الزخم الذي يمكن أن تضيفه الجائزة إلى حياته. أما الشاعر أدونيس، العربي الحاضر منذ سنوات ضمن ترشيحات الجائزة، فيبدو أن اسمه أصبح يعيش ما يمكن تسميته {عقدة نوبل}، بين ترشيحه الجدي والدائم للجائزة وبين تهكم خصومه الكثر منه، خصوصاً من خلال تعليقات فيسبوكية حوله. حتى إن إحداها تحدثت عن {خسارته} نوبل، فبدا كثيرون غير مهتمين بمبدأ الفوز الذي تطرحه الجائزة، بل بخسارة هذا الشاعر وذاك الروائي. ولم يتوانوا عن السخرية من السوري مُذكرين بقوله: {مشكلة تغيير النظام مشكلة ثانوية في سورية والأهم هو تغيير المجتمع».

حضر أيضاً ضمن الترشيحات كل من الألباني إسماعيل كاداريه الذي كان يوماً ما قريباً من النظام الشيوعي، و{أمير} الشعر الكوري المعاصر كو أون الذي كتب يوماً: {اقطفوا النجوم وأعطوها لي}. ومن الولايات المتحدة الأميركية فيليب روث الذي اعتزل الكتابة، والمغني والشاعر بوب ديلان وجويس كارول أوتس وريتشارد فورد، ومن إيطاليا أمبرتو إيكو الذي لا يمكن ان تفيده الجائزة بشيء معنوى باستثناء المبلغ المادي (نحو 878 ألف يورو)، ومن الصين الشاعر بي داو.

وتطول اللائحة متضمنةً بعض الأسماء غير المعروفة عالمياً والتي وضعها المراقبون ضمن اللائحة التي قد تشكل مفاجأة، ومنها الكاتب المسرحي النرويجي جون فوس، والروائية والصحافية الكرواتية المقيمة في هولندا دوبرافكا أوجاريسك، والكاتبة الفنلندية صوفي أوكسانين، والكاتبة النيجيرية تشيماماندا نجوزي أديشي، والكاتبة والصحافية من روسيا البيضاء سفيتلانا أليكسيفيتش، وكانكايد أوف أنتيجوا من جامايكا.

الأكاديمية السودية التي تعد في فبراير قائمة بترشيحات تصلها (210 أسماء هذا العام) وتختزلها في مايو إلى خمسة، كانت اختارت سابقاً 27 أديباً باللغة الإنكليزية في مقابل 14 باللغة الفرنسية، و13 باللغة الألمانية. أما أفريقياً، فحاز الجائزة أربعة كتَّاب منذ1901، وطُرحت هذه السنة أسماء الصومالي نور الدين فارح، والكيني نغوغي واثيونغو، والجزائرية آسيا جبار، العضو في أكاديمية اللغة الفرنسية منذ 2005، وهي إحدى أشهر الروائيات العربيات، كتبت {العطش} و{نافذة الصبر} و{نساء الجزائر} و{ظل السلطانة} و{الحب والفانتازيا»...

 

back to top