بدء محاكمة المتهم في اعتداءات بوسطن

نشر في 05-01-2015 | 12:17
آخر تحديث 05-01-2015 | 12:17
No Image Caption
بعد عشرين شهراً على اعتداءات بوسطن تبدأ الأثنين محاكمة المشتبه به الوحيد وهو مسلم من أصل شيشاني مع اختيار أعضاء هيئة المحلفين.

ويواجه جوهر تسارناييف "21 عاماً" الذي سيمثل الأثنين أمام المحكمة الفدرالية في بوسطن "شمال شرق" عقوبة الإعدام بسبب الاعتداءات التي تعتبر الأخطر منذ اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

وأوقعت الاعتداءات ثلاثة قتلى من بينهم طفل و264 جريحاً في 15 أبريل 2013 عند انفجار قنبلتين يدويتي الصنع بفارق 12 ثانية وسط الحشد عند خط وصول الماراثون مما أثار مخاوف من حصول اعتداءات إرهابية جديدة في الولايات المتحدة.

ولا شك في أن المحاكمة التي من المتوقع أن تستمر ثلاثة أشهر على الأقل ستعيد ذكريات لا تزال أليمة، ويعتزم بعض الضحايا مثل ليز نوردن التي تعرض نجلاها لبتر أعضاء، عدم تفويت يوم من المحاكمة لمحاولة فهم ما حصل.

في المقابل، ظل قسم آخر من الضحايا على غرار هيذر ابوت "40 عاماً" وهي أيضاً تعرضت لبتر أحد أعضائها متردداً حتى النهاية.

ويرفض آخرون نهائياً أن ينظروا إلى تسارناييف الطالب الذي كان يبدو مندمجاً في مجتمعه قبل أن ينفذ الاعتداء، وكان جوهر وصل إلى الولايات المتحدة في سن الثامنة ونال الجنسية الأميركية في 2012.

وسيمثل وحيداً أمام المحكمة لأن شقيقه تيمورلنك "26 عاماً" الذي سيسعى الدفاع إلى تقديمه على أنه العقل المدبر للاعتداءات، قتل بعد أربعة أيام خلال مواجهة عنيفة مع الشرطة.

وبعد مطاردة شارك فيها آلاف من عناصر الشرطة وخلت فيها شوارع بوسطن من الناس، اعتقل جوهر بعد عدة ساعات على مقتل شقيقه بينما كان مختبئاً في مركب بضواحي المدينة وكان مصاباً بجروح خطيرة.

ويُفترض أن تستغرق عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين أسبوعين على الأقل، فقد استدعي 1200 شخص إلى المحكمة، ويتعين على مجموعة أولى من 200 إلى 250 شخصاً أن تملأ استمارة صباح الأثنين مرفقة بسلسلة من التوصيات، وسيتم استدعاء مجموعة ثانية بعد ظهر الأثنين على أن تتكرر العملية يومي الثلاثاء والأربعاء.

وسترجأ المحاكمة حتى نهاية الأسبوع المقبل لافساح المجال أمام الدفاع والادعاء لمراجعة الاستمارات، لتبدأ بعدها عملية الاستبعاد إلى أن يتفق الجانبان على 12 محلفاً وستة احتياطيين.

وهؤلاء المحلفون هم من سيقرر في حال ادانوا تسارناييف ما إذا كان سيحكم عليه بالإعدام، وذلك في المرحلة الثانية من المحاكمة.

وتسارناييف معتقل في عزلة شبه تامة في سجن مستشفى فورت ديفينز (70 كلم عن بوسطن) ولم يظهر علنا سوى مرتين: الأولى عندما كان لا يزال جريحاً في يوليو 203 ليدفع ببراءته من الاتهامات الموجهة إليه من بينها استخدام أسلحة دمار شامل تسببت بقتل أشخاص وتنفيذ اعتداء في مكان عام، والمرة الثاني في 18 ديسمبر الماضي وبدا فيها متعافياً من اصابته عندما مثل لفترة وجيزة امام المحكمة.

ويقول الادعاء أن الشقيقين عملا بمفردهما وتعلما صنع القنابل على الانترنت من خلال مجلة يصدرها تنظيم القاعدة.

وقبل اعتقاله كتب على جدران القارب حيث اختبأ ما يشبه التبرير لتلك الاعتداءات، وكتب أن "الحكومة الأميركية تقتل مدنيينا الأبرياء، لا أستطيع التغاضي عن بقاء هذا العمل الشرير من دون عقاب، نحن المسلمين جسم واحد، وإذا ما أسأتم إلى واحد منا تسيئون إلينا جميعاً".

وهذه المحاكمة الفدرالية هي إحدى أبرز المحاكمات منذ محاكمة تيموثي ماكفاي الذي أعدم بتهمة ارتكاب اعتداءات أوكلاهوما عام 1995.

وسيتولى فريق من خمسة محامين بينهم جودي كلارك المتخصصة في القضايا المتعلقة بعقوبة الإعدام، الدفاع عن جوهر الموقوف اثر اصابته في السجن-المستشفى فورت ديفينس على بعد حوالي 70 كلم من بوسطن.

وتمكنت كلارك من تجنيب العديد من موكليها عقوبة الإعدام بينهم منفذ اعتداءات اتلانتا عام 1996 اريك رودولف "قتيلان وأكثر من مئة جريح" وتيد كازينسكي الذي أُرسل بين 1978 و1995 طروداً مفخخة إلى جامعات وشركات طيران أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى و23 جريحاً.

لكن من أجل ذلك، يجب التوصل إلى اتفاق مع المدعين، الأمر الذي يبدو غير وارد في هذه المرحلة.

back to top