تركت كلمة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء أمس الأول، شكوكاً حول مصير الحوار بين الحزب و«تيار المستقبل»، إذ شن هجوماً علنياً على المملكة العربية السعودية على خلفية تدخلها العسكري في اليمن. واستخدم نصرالله عبارات ونعوتاً عنيفة في حق المسؤولين السعوديين والعائلة المالكة، قائلاً، إن «من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع ويقاوم، وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر، لأن هذه هي قوانين الله والتاريخ». ورأى أنه «لا تزال هناك فرصة أمام حكام السعودية لكي يتعاطوا مع اليمنيين بأخوّة ويجنبوا أنفسهم المذلة، ويجب ألا يفرحوا ببعض الغارات الجوية، فكل المدارس العسكرية تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصراً».

Ad

ورأى أن «السبب الحقيقي لهذه الحرب، هي أن السعودية فشلت في اليمن.. والهدف استعادة السيطرة والهيمنة عليه، واليوم المطلوب من أجل أن يستعيد أمراء آل سعود الهيمنة، أن يقتل ضباط وجنود من الجيش اليمني ومن جيوش أخرى»، داعياً إلى «وقف هذا العدوان من الآن، وإلى استعادة مبادرات الحل السياسي، وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع»، مطالباً «شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرها ودينها».

واستذكر نصرالله الدور السعودي في العراق، وقال: «كنت أطالب ولا أزال أطالب العراقيين بأن يظهروا الحقيقة لكل شعوب العالم، بأن من كان يرسل الانتحاريين والسيارات المفخخة إلى العراق هي المخابرات السعودية، وجنيتم على الشعب العراقي وآخر جنايتكم كانت داعش».

وأعلن نصرالله تمسكه بالحوار بين تيار «المستقبل» و»حزب الله»، وتجاوزه الرد على شهادة الرئيس فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

وجاء الرد الفوري على نصرالله، في ما كتبه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليلاً عبر موقع «تويتر» إذ قال: «استمع اللبنانيون هذا المساء (الأول) إلى عاصفة من الكراهيات ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج... عاصفة الكراهية لا تستحق سوى الإهمال لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر». وأضاف: «الإصرار على وضع مصالح إيران فوق مصالح لبنان أمر قائم منذ سنوات، ولن نعترف بجدواه، ولن يدفعنا اليوم إلى مجاراته بردود متسرعة. أما العلاقة مع السعودية ودول الخليج فكانت وستبقى أكبر من أن تهزها الإساءات والحملات المغرضة. السعودية قدمت للبنان والدول العربية الخير والسلام والدعم الأخوي الصادق وسواها قدم ويقدم مشاريع متطورة للحروب والنزاعات والهيمنة».

إلى ذلك، سأل النائب محمد كبارة في بيان أمس: «هل يصدق السيد حسن نصرالله ما قاله هو في كلمته المتلفزة التي حدد موعدها من دون مناسبة؟ لو كان نصرالله يلقي كلمته على الأموات في المدافن، لخرجوا من قبورهم وهتفوا «هذا كذب، هذا إفتراء». فعلاً هل يصدق نصرالله الكلام الذي قاله؟».

وتابع كبارة: «الحوثيون في اليمن ملائكة، لم يتعرضوا لأحد ولم يقتلوا أحداً ولم ينقلبوا على النظام وما حاصروا الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء التي ما احتلوها ولا قتلوا أهلها. نحن لا نصدق كلامك يا سيد حسن، ولكن بالله عليك أتصدق أنت ما قلته؟ أما المملكة العربية السعودية فما قلته عنها يا سيد حسن لا قيمة له ولا يستحق رداً ولا تعليقاً، إذ بدا واضحاً أنه أولى نتائج الحزم مع من لا يفقه الحكمة القائلة: «احذروا غضب الحليم».