القاهرة تتجه شرقاً: تقارب مع موسكو وشراكة مع بكين
على مدى عام 2014 نجح الرئيس عبدالفتاح السيسي في ضخ دماء جديدة في الدبلوماسية المصرية، وبدا أن القاهرة تجني في نهاية العام حصاد النجاح على الصعيد الدولي بلقاءات دولية بين السيسي وقادة الدول الكبرى بدءا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومروراً بقادة ايطاليا وفرنسا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس انتهاء بالرئيس الصيني شي جين بيغ، لكن الملاحظ أن السيسي يقود السياسة المصرية نحو علاقات أكثر انفتاحاً على الشرق.
التقارب المصري مع بكين وموسكو بدأ مبكراً عندما زار السيسي روسيا، وكان لايزال وزيراً للدفاع في فبراير الماضي، أعلن خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه الكامل لمصر وعزمه زيارة القاهرة مطلع عام 2015، في حين أنهى الرئيس المصري زيارة ناجحة لجمهورية الصين استغرقت ثلاثة أيام في نهاية ديسمبر، رفع خلالها مستوى العلاقات بين بلاده والعملاق الاقتصادي الآسيوي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مع توقيع 26 اتفاقية اقتصادية، وسط حديث عن اتفاقيات تسلح مع الصين وروسيا.وأعلن الرئيس المصري صراحة، خلال لقائه وفدا إعلاميا صينيا في 19 ديسمبر الماضي، أن "مصر حريصة على سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة ولا يمكن تفسير علاقاتها مع طرف على حساب طرف آخر"، وهو ما تمثل في عودة العلاقات إلى مستواها الطبيعي مع الولايات المتحدة الأميركية، عقب لقاء السيسي مع نظيره الأميركي أوباما، على هامش القمة الأممية في نيويورك سبتمبر الماضي، مما ساعد في تحول واشنطن عن موقفها الرافض لإطاحة الجيش والقوى المدنية بالرئيس الإخواني محمد مرسي من الحكم.