سيارات الشباب في «حلبات» شوارع الكويت
لا عين لـ «التجارة» ولا أذن لـ «الداخلية»
حصدت حوادث المرور المروعة في الشوارع العديد من الأرواح، وأفقدت الكثير من المواطنين والمقيمين حياتهم من جراء القيادة بسرعة مفرطة، إذ يتسابق بعض الشباب أثناء جولاتهم في الشوارع والطرق السريعة، إضافة إلى قيام بعضهم بحركات استعراضية، لاسيما بعد إضافة قطع ممنوعة كدبات الصوت، و«سيستم» عادم السيارة، ما يشجعهم على مثل تلك الأفعال، في ظل عدم وجود حلبات سباق وراليات تمكنهم من تفريغ طاقتهم، ما يجعلهم يلجأون إلى إفراغ طاقتهم وسط الأحياء السكنية، الأمر الذي يتسبب في إزعاج الأهالي ومرتادي الطرق.
بينما تحرص وزارة الداخلية على تطبيق شروط السلامة والمتانة للسيارات، فإن هناك سلعاً تتوافر في محلات الزينة دون وجود أي دور رقابي يحد من توافرها، ما يشجع الشباب على اقتنائها، ويتوجهون إلى محلات في شارع الزينة بمنطقة الشويخ، للحصول على بعض الأكسسوارات والكماليات ودبات الصوت وغيرها من القطع غير المسموح بإضافتها على السيارات، بعيداً عن أعين الرقابة التي كان من المفترض أن يكون هناك تنسيق في هذا الأمر بين الجهات المعنية كوزارة الداخلية ووزارة التجارة.«الجريدة» ألقت الضوء على مدى توافر تلك القطع في المحلات الخاصة بزينة السيارات وأبرز احتياجات الشباب منها ويرغبون في اقتنائها، والكشف عن أسباب استهلاكهم لها، حيث التقت عدداً من أصحاب محلات بيع الأكسسوارات وقطع الزينة والكماليات، للتعرف على آراء بعض الشباب الباحثين عن اقتنائها والتعرف على أسباب الرغبة في الحصول عليها.وفي حين أكد أصحاب المحلات أن أغلبية رواد المنطقة من فئة الشباب الباحثين عن تزويد سياراتهم ببعض الأكسسوارات، التي من شأنها تحويلها إلى الفئة الأولى لافتقادها تلك القطع، عبّر الشباب عن استيائهم تجاه الإجراءات التي تتخذها وزارة الداخلية بحق من يلجأون إلى تركيب بعض القطع المتوافرة في مراكز البيع، وغض طرف الجهات المعنية باتخاذ إجراءاتها بحق التجار الذين يقدمون على استيرادها وطرحها في الأسواق.بدوره، قال مدير أحد محلات زينة السيارات بشارع الزينة علاء قداح، إن «شارع الزينة في الكويت تطور كثيراً، ومعظم أصحاب السيارات في الوقت الحالي بدأوا يلجأون إلى شارع الزينة لتخفيف الكلفة عنهم والحصول على قطع ذات «كواليتي ممتاز» يضاهي جودة قطع الوكالة»، موضحاً أن معظم الزبائن الذين يترددون على محلات زينة السيارات هم أصحاب سيارات الاسبورتات، للبحث عن تركيب الهدرزات، ودبات الاقزوز، والإنارة وأجنحة السيارات، إضافة إلى أصحاب سيارات الجيب والوانيتات لإضافة قطع الزينة.وأشار إلى أن الأكثر طلباً في الوقت الحالي دبات الاكسفورت، لتميزها بالصوت القوي وإمكانية تشغيلها وإطفائها، والتحكم في مستوى الصوت عن طريق الريموت كنترول، حتى إن كانت السيارة تعمل، ما يمكنهم بالتحكم في تشغيلها أثناء سيرها في الطريق، وكذلك لتجنب تشغيل الصوت في بعض الأماكن التي لا تسمح بدخول مثل هذه السيارات فيها كمواقف الجامعة وغيرها.وأوضح أن أسعار دبات الصوت تتفاوت حسب نوعية الدبة، وتبدأ أسعارها من 40 دينارا، وان أنواعها كثيرة ومنها بورلا وفوركاستر، وتعتبر دبة الاكس فورت هي الأغلى لارتفاع قيمتها على السيارات السبورت التي تحتوي على دبتين ما بين 350 و400 دينار، حسب الاتفاق مع الزبون، وان دبة الصوت نوع مجنافلو تبلغ قيمتها على السيارات السبورت التي تحتوي على دبتين 140 دينارا مع شامل التركيب، أما دبة فلوماستر وبورلا فتصل قيمة كل منهما على نفس النوعية من السيارات إلى 150 دينارا شاملة التركيب.وقال «بالنسبة للسيارات الكبيرة كالوانيتات الشبابية ذات القمارة الواحدة والجيبات فلها دبة اقزوز واحدة وتركيب الدبة يكون بنصف سعر تركيبها على السيارات السبورت»، مضيفا أن أصحاب سيارات السبورت بشكل عام يستبدلون سيستم شوتة السيارة القادم من الوكالة لإعطاء باسبور للسيارة، وبشكل عام يكون هناك طلب على تبديل الليتات الأمامية أو الخلفية، سواء أكانت للصيانة أم للناحية الجمالية، تجنباً للذهاب إلى الوكالة التي تصل قيمة بعضها الى 400 دينار، لتوفير ما لا يقل عن 250 دينارا من قيمتها دون أن يكون هناك أي إخلال بأداء الإنارة المطلوبة، والحصول على قطع نظيفة تظاهي جودة الوكالة دون وجود أي إخلال بكهرباء السيارة أو أي تشويه منظرها أو أي بروز يخالف حالة الوكالة وهو مطمئن، لاسيما أن العمر الافتراضي لهذه الليتات لا يقل عن 3 سنوات من تاريخ التركيب، ما لم تتعرض للكسر الخارجي، كما انها لا تؤثر على كفالة السيارة في الوكالة بالنسبة للسيارات الحديثة.وذكر أن هناك 80 في المئة من السيارات تأتي عليها أجنحة من الوكالة، فهناك سيارات لا تحتوي درجة مواصفاتها على أجنحة، ما يجعل الزبون يرغب في تركيبها لتكون كلفتها اقل من قيمة الشركة، لافتا الى أن التنكيل مطلوب بالدرجة الأولى للسيارات الأميركية مثل التاهو واليوكن والسلفرادو، ومن ثم السيارات اليابانية التي تكون بنسبة أقل كالنيسان باترول، واللاندكروزر، والمكسيما، والكامري، مشيرا إلى أن شباب الكويت متفتحون، وهناك مفاوضات من الزبائن لكون تسويقنا وتعاملنا 90 في المئة مع جيل الشباب، وان المشاكل قليلة وغالبا ما تكون مع قليلي الخبرة في التعامل مع قطع الاكسسوارات التي يريدونها.تزيين السيارةمن جانبه، قال صهيب القداح مدير أحد محلات شارع الزينة بمنطقة الشويخ، إن «هناك تعدداً في الطلبات التي يحتاج إليها الزبائن، فلكل زبون طلب يكون حسب احتياجه، فهناك سيارات كلاسيك، وسيارات فور باي فور 4×4، وسيارات يرغب اصحابها في اكمال المواصفات لها، موضحا أن الفور بأي فور تختصر على الوانيتات والجيبات الكبيرة، وهي عبارة عن قطع الدعاميات الأمامية والخلفية ودواسات الصعود إلى السيارة والسلة العلوية التي توضع على قمارة السيارة أو السلة التي تركب بالجهة الخلفية لها ويتم تركيبها على الشاصي، وغالباً ما تكون الوانها المطلوبة الأسود والألمنيوم ما لم تكن هناك الوان محددة يرغب في تركيبها الزبون، كما يتضمن هذا النظام رفع مستوى السيارة، والتي تتراوح ما بين 2 الى 8 إنشات، وذلك من خلال تبديل معاونيات السيارة، كما ان هناك زبائن يرغبون في تنزيل مستوى علو السيارة.وأكد أن المشاكل التي تواجههم لا تتجاوز نسبتها 1 في المئة من نسبة الزبائن التي يستقبلونها، مشيرا إلى أن قسم الديكورات الداخلية يختص بتجميل لون الداخلية وتحويله إلى ألوان أخرى حسب نوع طلب الزبون، إضافة الى تركيب الشاشات، لكون 90 في المئة من السيارات تخرج من الوكالة من غير شاشات، ويكون التسجيل فيها عادياً يعمل على الكاسيت أو السي دي، ونحن نحولها من الفئة الثانية أو الثالثة للفئة الأولى من خلال تركيب الشاشات بدون أي مشاكل، ولهذه الشاشات العديد من المواصفات، ومنها امكانية تشغيلالـGBS ونظام DVD ونظام IOX ونظام البلوتوث للهاتف الذي يمكن من توفير آلية إيصال المكالمات على سماعات السيارة، فضلا عن تلبيس الكشنات، وهو ما يعتبر حماية للكشنات الأصلية أو تغيير لون الداخلية بالكامل حسب رغبة الزبون إلى جانب بعض اكسسوارات الأرضيات وغطاء الجير والستائر وغيرها من الأكسسوارات.وقال عوض عياش مدير أحد محلات زينة السيارات بمنطقة الشويخ الصناعية، إن أكثر الفئات العمرية التي تتردد على محلات شارع الزينة هي الفئة الشبابية وأغلبيتهم من أصحاب سيارات 4×4، وبالأخص الوانيتات منها لكونهم يرغبون في امتلاك السيارات الحديثة التي يرغبون في أن تكون مميزة بالنسبة لهم عن غيرها، مما يجعلهم يبحثون عما هو مميز في شارع الزينة كقطع الإنارة الأمامية والخلفية والدعاميات، إضافة إلى تغييم وتعتيم الزجاج.وأضاف أنه لاشك أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يوجد حالة من رواج التغييم والتعتيم للسيارات التي تتراوح ما بين نسب 30 و50 و70 و100 في المئة، وغالباً ما يكون هناك عدم التزام بالنسبة المحددة من قبل الإدارة العامة للمرور والتي حددت أن نسبة التغييم المسموح بها هي 30 في المئة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي لا تتصدى لها هذه النسبة، ما يجعل الكثير يعمل على تركيب النسب الأعلى، لاسيما أن النسبة المحددة لا تؤثر كثيراً في عملية تخفيف الحرارة داخل السيارة، مما يعرض داخليتها للتضرر من ارتفاع درجة الحرارة إلى جانب تأثر درجة تبريد التكييف فيها خصوصاً في أشهر الذروة التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية.وذكر أنه في بداية فصل الشتاء يلجأ الشباب إلى إزالة التغييم الذي تزيد نسبته على 30 في المئة بسبب لطافة الجو، ومن ثم يعاودون تركيبها مع دخول فصل الصيف من كل عام، وان أفضلها النوع الأميركي، ويليه العادي الكواليتي الذي يتميز بجودة المادة وقوتها على تحمل حرارة الجو وتتراوح الأسعار بين 15 إلى 45 ديناراً، وأكثر الألوان رواجا الأسود والبني، وهذا يعود إلى رغبة الزبون في نهاية المطاف.وأشار إلى أن الشباب الكويتيين لديهم الثقافة العالية في التعامل مع نوعيات الاكسسوارات التي يبحثون عنها، وذلك من خلال متابعتهم للانترنت والاطلاع على ما هو حديث، كما أن هناك بعض الطلبات التي يبحثون عنها غير متوافرة لدينا. تغيير مواصفات السيارةومن ناحيته، قال عمار النابلسي الذي يعمل بأحد محلات شارع الزينة بمنطقة الشويخ، إن «أغلب الزبائن من فئة الشباب ممن يبحثون عن تحويل مواصفات سياراتهم من فئة إلى أخرى، لافتا إلى أن أكثر السلع طلباً هي الليتات الزنون والدواسات والدعاميات والتسكيرات، التي تفصل مقدمة السيارة عن خلفيتها من خلال وضع الشبك الحديدي داخل السيارة.وأوضح أن أصحاب سيارات السبورت يطلبون سيستم اقزوز يحتوي على صوت بورلا، لكونه الأقوى ويعطي السيارة عزماً، وكذلك تجديد الشكل الخارجي لموديلها.وذكر أن هناك العديد من الطلبات على تركيب سينسر للسيارة، وهو جهاز انذار الصوت والتنبيه في حال اقتراب السيارة من الأجسام، سواء كانت من الأمام أو الخلف، لافتاً إلى أن المحل الذي يعمل به يتميز بتركيب وحدات الإنارة سواء من الليتات الأمامية أو الاسطبات الخلفية والكشافات والشباك الأمامية والكتات والدعاميات الأمامية.وقال أحمد الشتلي وهو أحد رواد شارع الزينة إن هناك العديد من الاحتياجات التي يرغب الشباب في الحصول عليها كالاكسسوارات التجميلية مثل النياكل واسطبات الانارة والرينغات وغيرها لتجميل السيارة، موضحا ان هناك سيارات ليست بالفئات الأولى وتخرج من الوكالة غير مكتملة المواصفات وتحتاج الى بعض الاكسسوارات التي يمكن الحصول عليها من شارع الزينة، بالإضافة الى احتواء السوق على اكسسوارات إضافية كليتات واسطبات الإنارة المزينة بالكريستال واسطبات النيون التي نزلت في السيارات الحديثة وبعض المتطلبات التي يحتاج إليها أصحاب السيارات في أوقات السفر كالسلال الخارجية، سواء كانت العلوية أو الخلفية التي تركب على قلص الشاصي.وأشار إلى أنه حضر إلى شارع الزينة لتركيب ليتات النيون الأمامية للسكنات والتي نزلت على السيارات الحديثة، لافتا إلى أن بعض السيارات تخرج من الوكالة ذات انارة ضعيفة وتحتاج الى تزويدها بالعدسات لتقوية إنارتها.وذكر «نتمنى ان يكون هناك اهتمام من الدولة بشارع الزينة، بتوفير موقع مخصص له، على ان تكون اسعار الإيجارات مناسبة للمستثمرين، حتى ينعكس ذلك على اسعار السلع التي يستهلكها الزبائن».وطالب الشتلي الجهات المعنية بالدولة بالعمل على تضييق الخناق على مستوردي بعض القطع والأكسسوارات والكماليات المتوافرة في شارع الزينة والتي يحاسب عليها الزبون بعد تركيبها من قبل وزارة الداخلية التي تخالف الشباب على تلك القطع رغم توافرها في السوق، مستغربا كيفية السماح للتاجر بإدخال تلك القطع ومحاسبة المستهلك عليها كدبات الصوت وسيستم الشوته ودرجات التظليل التي تزيد على 30 في المئة.ودعا الجهات المعنية إلى الاهتمام بالشباب من خلال إيجاد البرامج الرياضية والعمل على استبعاد الشباب من الشوارع واستقطابهم الى حلبات يتم توفيرها كما هو معمول به في بعض الدول المجاورة.منع استيراد الأكسسوارات المخالفةأبدى طارق العميري أحد رواد شارع الزينة استغرابه مخالفة وزارة الداخلية للشباب على بعض الاكسسوارات الخارجية ودرجات التظليل التي تزيد على 30 في المئة رغم توافرها بالسوق المحلي، مما يجعلنا نتساءل عن كيفية السماح لدخول تلك السلع ان كانت مخالفة، فلماذا لا يتم منع دخولها على التاجر الذي يستوردها بدلا من السماح له بالاتجار بها ومعاقبة المواطن المستهلك ليكون الضحية».ولفت إلى أن الكثير من الشباب يرى أن صوت دبات الاقزوز فيها «طرب» يحدث اندماجا له، وهناك العديد من الشباب يضيفون ذلك الى سياراتهم، اضافة الى أن تركيب الكتاوت يتحكم في تشغيل واغلاق الصوت، ويتم استعمالها في بعض الطرق.وزاد «نحن نفتقد وجود الرابطات وحلبات السباق التي تمكن الشباب من التعبير عن شعورهم واطلاق هواياتهم كما هو معمول بالدول المجاورة»، وقال «في الاسبوع الماضي توجهت الى حلبة السيارات في البحرين للاطلاع على انواع واشكال السيارات وزينة السيارات»، مضيفا «هناك حلبة سباق في منطقة صبحان، إلا أنه لا تقام فعاليات لهذه الحلبة إلا بنسبة قليلة جداً، وبمسافة قصيرة، ولا يمكن لأصحاب السيارات تجربة سياراتهم في هذه المسافة».