غداة المهلة التي منحها الحوثيون للقوى السياسية اليمنية من أجل الاتفاق على إجراءات تنهي الفراغ الدستوري، رفضت قيادات حزبية التهديدات ومحاولة فرض إملاءاتهم بالقوة، مؤكدة أن مثل هذه التهديدات المستمرة تزيدهم تمسكاً بمقاطعة جلسات المفاوضات وبشروطهم التي وضعوها للعودة إلى الطاولة، ومن بينها نقل المفاوضات خارج العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" الحوثية.

Ad

وأوضحت القيادات الحزبية في تصريحات صحافية نشرت أمس أن هناك بعض الأحزاب باستثناء حزبي "الرشاد" ومكون "الحراك الجنوبي" وحزب "المؤتمر" لاتزال في جلسات مفاوضات مستمرة برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، ولم تتوصل إلى أي نتائج بعد، مبينة أن مهلة الحوثي تبين حالة الجهل السياسي وواقعه الذي يعيشه في المرحلة الراهنة.

وكان الحزب الناصري اعترض على البيان الختامي للمؤتمر العام الموسع الذي نظمه الحوثيون وأنصارهم في صنعاء وتضمن مهلة ثلاثة أيام للقوى السياسية للاتفاق أو تخويل قيادة الثورة اتخاذ اللازم.

وحمل الأمين العام للحزب الناصري عبدالله نعمان جماعة الحوثي ما ستؤول إليه الأمور في البلاد من جراء ما وصفه بـ"تعنتهم وعدم تقديمهم تنازلات".

وأعلن الحزب انسحابه من جلسات التفاوض مع القوى السياسية الموقعة لاتفاق السلم والشراكة بإشراف المبعوث الأممي جمال بن عمر والمستمرة منذ عدة أيام لإيجاد حل للأزمة في اليمن.

في الوقت ذاته أفصح مصدر سياسي في "الحراك الجنوبي" أنهم يدرسون دعوة أعضاء "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" لعقد جلسة لمناقشة الأوضاع ووضع آلية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني في الأيام القليلة المقبلة بمحافظة تعز غرب البلاد، مؤكدا استمرار "الحراك" في تعليق مشاركته في جلسات المفاوضات بالعاصمة.

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات بين عناصر مسلحة تابعة للحراك الجنوبي وقوات أمن موالية للحوثيين في عدن.

من جهة أخرى، تواصلت التظاهرات المناهضة لانقلاب المتمردين الحوثيين من شباب الثورة و"حركة رفض" في كل من صنعاء وتعز وإب والحديدة أمس، في حين استمرت حملة اعتقالات للطلاب المناهضين للمتمردين الحوثيين، وشهدت رداع في البيضاء مواجهات مسلحة بين المتمردين الحوثيين ورجال القبائل.

وشنت جماعة الحوثي حملة اعتقالات استهدفت قيادات حزبية رفيعة منذ يوم الجمعة الماضي، وكان آخرهم نجل أمين عام حزب "الرشاد" علي عبدالوهاب الحميقاني (16عاماً) الذي اختطف أمس الأول.

ووصف مراقبون وقيادات سياسية تلك الحملات التي استهدفت ناشطين وأقرباء قيادات حزبية أعلنت انسحابها من جلسات المفاوضات ورفضها إملاءات الحوثي بـ"الابتزاز"، بعد فشله في شرعنة الانقلاب على سلطة الدولة اليمنية بالعاصمة صنعاء.  

وفي مأرب، أقامت عناصر "الحماية القبلية" التابعة لقبيلة بني ظبيان نقطة أمنية ثالثة تحسبا لهجوم حوثي.

 وبهذه النقطة العسكرية، تكون قوات الحماية القبلية أحكمت تحصيناتها لجميع المنافذ والمداخل التي يمكن أن يتخذها الحوثيون لفتح جبهة حرب ضد أبناء المحافظة الغنية بالنفط.

على صعيد آخر، قتل عشرة أشخاص في هجمات قادتها جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة" خلال الأيام الأربع الماضية ضد المقاتلين الحوثيين والجيش.

(صنعاء- د ب أ، العربية .نت،مأرب برس، يمن برس)