عمر سامي: {خارج الخدمة} لا يروج للمخدرات

نشر في 08-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 08-05-2015 | 00:01
No Image Caption
في تجربته التأليفية الأولى، كتب المؤلف والمنتج عمر سامي عملاً مختلفاً عن القصص السائدة والمطروحة في دور العرض، هو فيلم {خارج الخدمة}. اختار أحداث ما بعد 30 يونيو لتكون الأساس، وشارك في إنتاج الفيلم مع مخرجه محمود كامل وبطليه أحمد الفيشاوي وشيرين رضا.

حول تقييمه هذه التجربة، وردود الفعل حولها، والجدل الذي أثير حول القصة كان لنا معه هذا اللقاء.

كيف جاءتك فكرة {خارج الخدمة}؟

في البداية، كتبت ملخصاً للقصة، كان مبنياً على الفترة السابقة لأحداث 30 يونيو. وجدت لاحقاً أن كثيرين يعانون حالة إحباط وملل شديدة بسبب الحوادث في البلد، لذا اختاروا الغياب عن الواقع عبر المخدرات، وثمة أيضاً من يتاجرون فيها، لذا اخترت هذا الاسم للعمل.

ولكن هذه النماذج ليست مستحدثة في مصر.

صحيح أنها موجودة منذ زمن طويل، لكن الأحداث، والمشكلات النفسية تسببت في زيادة نسبتها، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار، وعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية، لذا كان يجب تقديم إسقاطات حول هذه الأمور في الفيلم لبيان قدر التغييب الذي يعيشه بطلا الفيلم عن الواقع في مصر {سعيد} و{هدى}.

هل قابلت أشخاصاً مثل {سعيد}؟

بالطبع. ثمة أفراد يشبهونه كثيراً، فهم يرون الحياة جيدة، ولا مساوئ فيها، كذلك يعتقدون أن لا عداء بين الجيش والإخوان، فالجيش لم يتعرض لهم ولا مرة، والإخوان أحياناً يفعلون أموراً جيدة لأجل الناس. بل إن حالة الضياع التي يعيشها هؤلاء، وصلت بهم إلى درجة أنهم غير مدركين أن الطرفين يحاربان بعضهما لأنهما لا يشاهدان التلفزيون، ولا يتابعان الجديد في الساحة السياسية.

طريقة مشي بطل الفيلم مميزة ولافتة. لماذا لم تقدم تفسيراً درامياً لها؟

في البداية، ليست هذه الطريقة أو الحركة عاهة، وقد تكون طريقته الطبيعية في السير، والبطل يعاني آلاماً في ظهره، وإن كان هذا لم يمنعه من الركض في أحد المشاهد بسبب حالة الهلع الذي أصابه أثناء مطاردته، ولم تسأله عنها {هدى} بطله الفيلم لأن العلاقة بينهما ليست عميقة، كذلك لم تتوافر مناسبة لطرح هذا السؤال.

ألا ترى تناقضاً في العلاقة التي جمعت بطلي الفيلم؟

من خلال تجارب شخصية مررت بها، وأخرى تابعتها لدى المحيطين بي، اكتشفت أن علاقة قد تنشأ بين اثنين بغض النظر عن مستواهما المادي والتعليمي، ومع غياب أي لغة مشتركة للتفاهم بينهما، فربما يجدان ضالتهما ولو من خلال نقطة صغيرة تجمعهما.

ما الذي دفعك إلى المشاركة في إنتاج الفيلم؟

أنا منتج في الأساس، ولكن عندما بدأنا العمل على {خارج الخدمة}، وتعاقدنا مع الشركة الأساسية

T production فضلت الشركة ألا تكون المنتج الوحيد للعمل، لذا دخلت هي بالجزء الأكبر من المال، ومن جانبي دخلت مع المخرج محمود كامل والبطلين بأجورنا كشركاء، وذلك كي لا نهبط بمستوى الفيلم.

لماذا اعتمدتم على تصوير الفيلم بمدير تصوير أجنبي؟

صحيح أن لدينا مديرين تصوير مصريين موهوبين، لكنني اقترحت والمنتج المنفذ تيمور الأعصر على المخرج محمود كامل أن يتعاون مع مدير التصوير الإيطالي أرتورو سميث لأننا تجمعنا به علاقة شخصية، وشاهدنا له أفلاماً روائية طويلة كثيرة، وأعجبنا بتصويره. كذلك يعد {خارج الخدمة} الفيلم رقم 25 في مشواره الذي نال خلاله مجموعة من الجوائز، ودفعه إعجابه بالسيناريو إلى أن يقبل الانضمام إلى فريق عمله.

هل ترى أن تعاونه أثمر عن فيلم مختلف؟

بالإضافة إلى الصورة الجيدة التي خرج بها على الجمهور، يعد العمل الوحيد في السينما المصرية الذي تم تصويره بعدسة واحدة 85 مل، والمشهد الأخير فقط نفذناه بعدسة 35 مل، وكان ذلك مقصوداً لأنها تفتح النظر على ما يجري في الشقة بشكل أوسع وأكبر.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم؟

تصوير 28 يوماً في الشقة نفسها بين غرفة وصالة، وكان يتوجب على المخرج تقديم كل مشهد من زوايا مختلفة، مع ضبط الإضاءة والحركة، كذلك إبراز أحاسيس مختلفة، فتارة يتعارك البطلان، وطوراً يتعاطيان المخدرات.

ألم تقترح الرقابة وضع لافتة {للكبار فقط} على الفيلم؟

لا، ولكن كان لديها بعض التعليقات والاعتراضات على نقاط معينة مثل الألفاظ المستخدمة، وإن كانت أصبحت دارجة في الوقت الحالي ومطروحة في أفلام كثيرة. طالبتنا الرقابة بحذفها، لكننا استبدلنا بها صوت صفارة، رغبة منّا في إضفاء واقعية على العمل لأن المدمنين لا يتحدثون إلا بهذه الطريقة والألفاظ.

هل حُذفت مشاهد من العمل؟

مشهد فقط كان يتضمن تفاصيل متعلقة بأخذ {بطل الفيلم} حقنة تسببت في إحداث نزيف في ذراعه، بطريقة مستفزة، تقصدناها لجعل المشاهد يكره الإدمان، وليس دفعه إلى ذلك كما اعتقد البعض.

ماذا عن نهاية الفيلم؟

متروكة للمشاهد ليشغل عقله فيها، فهو بإمكانه استنتاج بعض الأمور الخاصة بالشخصيتين الرئيستين، وما إذا كانا سيتزوجان أم سيظلان مع بعضهما من دون رابط شرعي. كذلك اختلفت ردود فعل الجمهور حولها، فمنهم من اعتبرها نهاية إيجابية، وثمة من نظر إليها كنهاية مفتوحة. الأهم من ذلك أن يفكر المشاهد: هل هما من ضحايا المجتمع أم لا؟

ما جديدك؟

لدي أكثر من مشروع سينمائي أعمل على الانتهاء من كتابته حالياً، كذلك لدي خطة إنتاجية مع شركة

T production، ومن المبكر التحدث عن العمل الذي سنبدأ به.

back to top