12 عاماً هو عمر العمليات الإرهابية التي تشهدها سيناء المصرية، كان آخرها الهجمات الدامية أمس الأول، اكتوت فيها شبه الجزيرة المصرية بنار إرهاب جماعات إسلامية متشددة تحمل السلاح وتدعي الإيمان، اختلطت دماء المدنيين برجال الشرطة والجيش على رمال أرض الفيروز، العشرات سقطوا خلال عمليات دموية تحركها الكراهية والحقد الأسود ضد المصريين، فجاءت العمليات تترى على مدار الأعوام، لكن زادت وتيرتها وارتقت نوعيتها منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

Ad

القيادي الإخواني محمد البلتاجي قال صراحة عقب الإطاحة بمرسي إن إعادة الأخير إلى كرسي الحكم ستنهي الهجمات في سيناء، ما كشف عن خيوط غير مرئية تربط تنظيم "الإخوان" والجماعات الجهادية في سيناء، ليلازمها العنف منذ أكتوبر 2004، عندما وقعت تفجيرات "طابا" التي كان ضحاياها 34 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وهو ما تكرر في تفجيرات "شرم الشيخ" يوليو 2005، ثم مدينة "دهب" في 2006، وهي مدن تقع في جنوب سيناء.

ومع ثورة "25 يناير 2011"، انتقلت العمليات الإرهابية من الجنوب إلى شمال سيناء، مع اتهامات من القاهرة لضلوع الأنفاق -غير الشرعية والرابطة بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية- في تسهيل دخول عناصر إرهابية مدربة وأسلحة ثقيلة ومتفجرات استخدمت في هجمات ضد الجيش والشرطة المصرية، في الأثناء تم تفجير خط الغاز الطبيعي في سيناء أكثر من 30 مرة.

سيناء شهدت تطوراً في نوعية العمليات الإرهابية، بداية من أغسطس 2012، عندما تم استهداف 17 مجنداً لحظة إفطارهم في أحد أيام شهر رمضان، وهي الحادثة التي استثمرها الرئيس المصري –وقتذاك- محمد مرسي، للتمكين له ولجماعته في الحكم عبر الإطاحة بقيادات الجيش المصري، وزير الدفاع حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان.

وزاد زخم العمليات الإرهابية عقب الإطاحة بمرسي، في وقت كشفت جماعة "أنصار بيت المقدس" عن نفسها كجماعة إرهابية متشددة تمتهن العنف والإرهاب، ونفذت مذبحة رفح الثانية التي كان ضحاياها 25 قتيلاً من مجندي الجيش أغسطس 2013، ثم كررت فعلتها في مذبحة "كرم القواديس"، وأسفرت عن مقتل 31 مجنداً في أكتوبر الماضي، ورغم نجاح العمليات الأمنية في تحجيم خطر الإرهاب وقتل العشرات من العناصر الجهادية، فإن عملية أمس الأول تشير بوضوح إلى أن الطريق لايزال طويلًا قبل إعلان أرض الفيروز خالية من الإرهاب.