سجون الأسد... تعذيب وإذلال وتجويع
وصف معتقلون سابقون لدى النظام السوري "عالما آخر" منفصلا عن العالم الواقعي يقبع فيه نزلاء السجون الذين يتعرضون يوميا لأساليب تعذيب مبتكرة، من الضرب المبرح والصعق بالكهرباء والتجويع أو تقديم طعام ممزوج بالذل والقمامة ...بأنه "كابوس" يصعب عليهم نسيانه.ويقول الناشط محسن المصري، الذي كان يعمل قبل النزاع في الهندسة المعلوماتية، إنه جرى نقله خلال سنتين بين سجون عدة عانى فيها الأمرين: ضرب، وتعليق بالسقف من المعصمين لساعات، وإجباره على البقاء عاريا أياما وسط برد الشتاء القارس.
ومن أسوأ ما تعرض له، يروي لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، "ذات يوم، أخرجونا إلى الممرات لرش مبيدات للحشرات داخل الزنزانات، وبسبب رش المبيدات، صارت الصراصير تخرج الى الممرات وتطلع على وجوهنا، وكانت أعيننا معصوبة وأيدينا مقيدة وراء ظهورنا. حملوا الصراصير ووضعوها داخل ملابسنا، ثم بخوا مبيدات علينا". ويتحدث المصري (36 عاما) بإسهاب عن تفاصيل تبقى محفورة في ذاكرته، حيث أوقف على الحدود بينما كان يحاول العبور الى لبنان المجاور، وسلم الى فرع الامن العسكري في دمشق حيث كان المحققون "يشتمون زوجته ويهددون باعتقالها واغتصابها". بين جولة تحقيق واخرى، فيقول "كانوا يوقفونني عاريا في الخارج، ثم يدخلونني ويطرحون الاسئلة وهم ينهالون علي ضربا".ودخل المصري السجن وكان وزنه اكثر من مئة كيلوغرام، وخرج منه وهو يزن اقل من خمسين كيلوغراما. ويقول: "كنا نأكل وجبة واحدة في اليوم، رغيف خبز او اقل او خمسة ملاعق من الارز، وربع حبة بطاطا احيانا، او ثلاث حبات زيتون وثلث بيضة".ويضيف: "كان الطعام يوضع عند الباب، وعلينا سحبه بسرعة كبيرة، لان الحراس كانوا ينهالون بالضرب المبرح على الايدي التي تمتد لسحب الطعام"، مشيرا الى ان احد الضباط عمل مرة على مزج مياه من كرسي الحمام بالطعام، و"مع ذلك أكلناه، لاننا كنا جائعين".(بيروت- أ ف ب)