رغم تراجع حدة الاحتجاجات في ضاحية فيرغسون في مدينة سات لويس بولاية ميزوري، على خلفية عدم توجيه الاتهامات إلى الشرطي الأبيض دارن ولسون، الذي قتل الشاب الأسود مياكل براون (18 عاماً) في أغسطس الماضي، وبعد التطلعات الكبرى التي اثارها وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض على صعيد المسائل العرقية، يجد الرئيس الأميركي نفسه في موقع دقيق جداً إثر تفاعل قضية براون.

Ad

ودعا أوباما في اليومين الأخيرين إلى احترام القرارات القضائية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يتفهم غضب الذين يشعرون أن لون بشرتهم يؤثر في طريقة تطبيق القانون عليهم.

وعلّق الرئيس الفخري للجمعية الوطنية لترقية الملونين جوليان بوند، المنظمة الأميركية المدافعة عن السود على كلام أوباما هذا قائلا، إنه "خط دقيق جدا، لكنه يتعامل معه ببراعة".

وأضاف "فعل ما كان يجدر به تماما أن يفعل، وقال ما كان يجدر به تماما أن يقول"، موضحاً أن "أوباما لا يريد إطلاقا أن يكون الرئيس الأسود، بل يريد أن يكون رئيس كل الأميركيين".

وهي ثاني مرة منذ وصوله إلى السلطة عام 2009 يتحتم على اوباما الذي انتخب بفضل دعم كثيف من الأقليات وعلى الأخص السود، التعامل مع الآمال الكبيرة المعلقة عليه في هذا الموضوع الحساس، بعد مقتل تريفون مارتن، الشاب الأسود البالغ من العمر 17 عاما في فبراير 2012 في فلوريدا برصاص حارس فيما كان يتنزه بدون اي سلاح في حي سكني.

وبعدما لزم أوباما الحذر في مرحلة أولى، عبر عن موقف شخصي في ختام الإجراءات القضائية التي أفضت الى تبرئة القاتل في يوليو 2013، وانتقد أوباما هذا القرار، وقال إنه "آلم المواطنين السود".

ورأى رئيس فرع الجمعية الوطنية لترقية الملونين في سانت لويس ادولفوس بريت انه "في قضية تريفون مارتن، أخذ عليه منتقدوه تدخله. وهذه المرة أخذوا عليه العكس. انه في موقف يتعرض فيه للانتقادات مهما فعل".

إلى ذلك، تراجعت حدة التوتر أمس الأول في ضاحية فيرغسون في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري عشية عيد الشكر الذي يحظى باحترام شديد في الولايات المتحدة، بينما تواصلت التظاهرات في أنحاء عدة من الولايات المتحدة الأميركية ووصلت الى لندن، حيث تظاهر الآلاف أمس الأول أمام السفارة الأميركية.

إلى ذلك، تفاعلت قضية مقتل صبي أسود في الثانية عشرة من عمره كان يلهو بسلاح زائف السبت الماضي في كليفلاند برصاص شرطي. وأظهر الشريط المصور للحادثة الذي بثته الشرطة أمس الأول أن الشرطي أطلق النار على الفتى بعد ثوان فقط على وصوله الى موقع الجريمة.

وأعلن نائب رئيس شرطة كليفلاند في مؤتمر صحافي معلقا على التسجيل: "هذا ليس محاولة لتبرير أنفسنا، وليس محاولة لإظهار أن أحدهم تصرف بطريقة غير صحيحة أمام المجتمع. لقد فقد عضو مجتمعنا حياته، ومن الواضح أن هذا حدث مأساوي، إذ إن الضابطين كان يجب أن يفعلا ما لا يريد أحد فعله".

(فيرغسون ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)