17 مليون شيعي يحيون أربعين الإمام الحسين

نشر في 14-12-2014 | 00:15
آخر تحديث 14-12-2014 | 00:15
No Image Caption
40 ألف جندي لتأمين زوار كربلاء... وحشود العتبات المقدسة تتحدى «داعش»
وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي أوج المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي بسط سيطرته على مساحات واسعة من العراق، أحيا ملايين الشيعة، أمس، ذكرى أربعين الإمام الحسين في مدينة كربلاء جنوب البلاد، حيث احتشدت أعداد غفيرة داخل المدينة المقدسة وحولها في ذروة أحد أكبر الاحتفالات الدينية، بينما أغلقت قوات الأمن المداخل والمخارج لحماية الزوار.

وطوال الأيام الماضية، تدفقت حشود غير مسبوقة إلى كربلاء الواقعة على مسافة 110 كلم جنوب بغداد، وسار العديد منهم نحو 12 يوماً، كما تدفق أكثر من مليون زائر إيراني للمشاركة في تتويج أربعين يوماً من الحداد بعد ذكرى عاشوراء التي تجسد مقتل الإمام الحسين عام 680 هـ.

وبحسب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، تخطى عدد الزوار 17 مليوناً، بينهم أكثر من أربعة ملايين من جنسيات عربية وأجنبية، إذ افترشوا ساحات وطرق كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين وأخيه الإمام العباس، وأقاموا في خيم أو لدى سكان فتحوا منازلهم لاستضافتهم، بينما قال محافظ كربلاء عقيل الطريحي إن زيارة هذا العام هي «الأكبر».

وسارت الجموع المشاركة في إحياء الشعائر الحسينية في شوارع المدينة وفي محيط العتبات المقدسة، متشحة بالسواد ورافعة الرايات، مع ترديد المشاركين «لبيك يا حسين» وهم يلطمون رؤوسهم وصدورهم.

واستمع الزوار إلى السيرة الحسينية وروايات واقعة الطف التي قُتِل فيها الإمام الحسين، وبدا عليهم التأثر، في حين أجهش عديدون بالبكاء، واكتظت كربلاء والعتبات المقدسة بأعداد هائلة من الزوار الذين لفوا رؤوسهم بعصابات حمراء وخضراء.

ورأى بعض رجال الدين الشيعة أن مشاركة هذا العام تحمل رمزية عالية مع تزايد تهديدات المتطرفين منذ الهجوم الكاسح لتنظيم «داعش» في يونيو، وسيطرته على مناطق في شمال العراق وغربه، مع توعد التنظيم، الذي يَعتبر الشيعة «رافضة»، بمواصلة «الزحف» نحو بغداد وكربلاء.

وفي دلالة على الأخطار المتزايدة، قتل شخص وأصيب أربعة بجروح بعيد منتصف ليل الخميس/ الجمعة، في سقوط تسع قذائف هاون على مناطق في غرب كربلاء، بحسب مصادر أمنية وطبية عراقية، ما دفع السلطات إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية المشددة.

وقال قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن قيس خلف رحيمة إن «هذا الاعتداء دعانا إلى تعزيز القوات الأمنية بخمسة عشر ألف عنصر إضافي، ليصبح العدد الإجمالي أربعين ألفاً»، في سعي من السلطات إلى تأمين شعائر هذا العام.

وتتسم الزيارة بمشاركة أكثر من مليون زائر إيراني، قال العديد منهم إنهم عبروا الحدود إلى العراق للمشاركة بعد توصية من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي للقيام، حيث سمحت لهم السلطات العراقية بالدخول بدون تأشيرات، في وقت أدى تدافع على معبر بدرة الحدودي الجمعة، إلى وفاة ثلاثة أشخاص بينهم طفل.

(بغداد، كربلاء - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top