"اليسار" يتصدر الانتخابات الرئاسية بالأوروغواي

نشر في 27-10-2014 | 13:55
آخر تحديث 27-10-2014 | 13:55
No Image Caption
تصدر مرشح اليسار تاباريه فاثكيث نتائج الدورة الأولى للاقتراع الرئاسي الذي جرى الأحد في الأوروغواي لكن الغموض ما زال يحيط بنتيجة الانتخابات التشريعية التي قد تفضي خلافاً لكل التوقعات إلى احتفاظ اليسار بغالبيته في البرلمان.

وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت لدى الخروج مساء من صناديق الاقتراع إلى أن فاثكيث "74 عاماً" الطبيب المتخصص بأمراض السرطان الذي يحظى بالاحترام وكان أول رئيس يساري للأوروغواي بين 2005 و2010، حصل على حوالي 46% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.

وسيواجه في الدورة الثانية التي ستجرى في 30 نوفمبر مرشح الحزب الوطني "وسط يمين" لويس لاكال بو "41 عاماً" النائب المعروف بديناميته الذي قلما يهتم بالمناظرات الأيديولوجية، وهو يتحدر من عائلة سياسية ونجل رئيس سابق وقد حصل على حوالي 31% من الأصوات في الدورة الأولى بحسب استطلاعات الرأي.

ويرغب فاثكيث مرشح ائتلاف اليسار فرنتي امبليو في خلافة الرئيس خوسيه موخيكا "79 عاماً" الذي رفع شأن جبهة فرنتي امبليو في السنوات الأخيرة لكن القانون لا يجيز له الترشح لولاية رئاسية ثانية على التوالي.

من جهته تمكن لاكال بو من إضافة نفحة جديدة إلى المشهد السياسي التقليدي وحرص على تفادي التواجه مباشرة مع خصومه.

وهذه الاستراتيجية ستفيده على الأرجح في الدورة الثانية حيث سيحتاج إلى أصوات من المرشح اليميني الآخر بيدرو بوردابيري "حزب كولورادو" الذي حصد الأحد حوالي 13% من الأصوات بحسب استطلاعات الرأي.

وقال لاكال بو في المساء في مقر الحزب الوطني قبيل تلقيه دعم حزب كولورادو باسم التغيير "الأمل ما زال كبيراً سنتحاور مع الجميع".

وهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية قد تدق ناقوس الخطر بالنسبة للقانون الأكثر طموحاً الذي تم التصويت عليه في ظل رئاسة "بيبي" موخيكا أواخر العام 2013، وهو تشريع انتاج وبيع القنب الهندي تحت رقابة الدولة.

وقد وعد لاكال أن تم انتخابه بتعديل القانون خاصة لالغاء الجانب المثير للجدل فيه وهو البيع العام في الصيدليات الذي تحفظ بشأنه أيضاً تاباريه فاثكيث.

وإن كان ينتظر إجراء دورة ثانية للإنتخابات الرئاسية فإن المفاجأت قد تأتي من نتائج الانتخابات التشريعية التي قد تمنح الغالبية المطلقة لفرنتي امبليو، وهو أمر لم يكن المراقبون يتوقعونه كثيراً قبل الاقتراع، وقال فاثكيث بارتياح أمام انصاره "أننا قريبون جداً من الحصول على الغالبية البرلمانية".

وبعد إعلان النتائج الأولية تدفق آلاف من أنصار فرنتي امبليو ألى جادة 18 يوليو الكبرى في وسط مونتيفيديو وهم يطلقون أبواق السيارات ويلوحون بالإعلام.

وقالت ايرينا غولدمان "21 عاما" التي غطت وجهها بألوان فرنتي امبليو الأحمر والأزرق والأبيض لوكالة فرانس برس "كنت خائفة جداً من الخسارة" لكن في نهاية المطاف "أنني سعيدة لأننا عملنا أشهراً كي تفوز فرنتي امبليو".

ولدى الفريق الآخر كانت خيبة الأمل بادية على الوجوه، وقالت كارولينا "24 عاما" "الخيبة كبيرة الآن سيكون الأمر صعباً جداً".

وتبدو حصيلة أداء الجبهة الواسعة إيجابية إذ بلغت نسبة النمو 4.4 بالمئة في 2013 في ارتفاع للسنة الحادية عشرة على التوالي ونسبة بطالة تبلغ حوالي ستة بالمئة وتراجع الفقر إلى ثلث ما كان عليه بين 2006 و2013.

وعلى الصعيد الاجتماعي، قام هذا الحزب بخطوات كبيرة بموافقته على الزواج بين مثليي الجنس والإجهاض إضافة إلى تشريع القنب.

إلا أن حصيلة أداء حكومة موخيكا الذي سيترك مكتبه في الأول من مارس 2015، جاءت سلبية في عدة نقاط وخصوصاً الأمن والتعليم والتضخم "حوالي عشرة بالمئة سنوياً" وهي مواضيع تثير حساسية الطبقات الوسطى التي تشكل الأغلبية في الأوروغواي.

وقال الرئيس موخيكا للتلفزيون في المساء "أتصور أن النتائج ستكون كما هي الآن تقريباً".

وقد صوّت الرئيس في حي سيرو الشعبي غرب مونتيفيديو وأكد على أن الانتخاب "ليس حرباً" بل "أنه مرحلة هامة والبلاد ستستمر في الذهاب قدماً".

وكان موخيكا الذي اشتهر في العالم بأسلوب عيشه المتواضع ويوصف بأنه "أفقر رئيس دولة في العالم" ورفضه البروتوكول وخطبه المعادية للمجتمع الاستهلاكي، وصل إلى مركز التصويت مع زوجته وسائقه في سيارته القديمة الفولكسفاغن" أمام عدسة فريق المخرج أمير كوستوريكا الذي يصور فيلماً وثائقياً حول هذا الثائر السابق الذي أصبح رئيساً.

وقد دعي نحو 2.6 مليون ناخب في هذا البلد الذي يعد 3.3 مليون نسمة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس البلاد وأعضاء مجلس الشيوخ الـ 30 و99 نائباً، علماً بأن التصويت الزامي في الأوروغواي.

إلى ذلك قال الناخبون "لا" في استفتاء حول خفض سن المسؤولية القانونية الجنائية للمجرمين إلى 16 عاماً.

back to top