المهرجانات السينمائية... كثيرة العدد ... قليلة الفائدة

نشر في 29-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-08-2014 | 00:01
No Image Caption
ما هي الأسباب الحقيقية وراء كثرة المهرجانات السينمائية في مصر؟ يتحدث البعض عن موازنات مفتوحة غير مراقبة من الجهات المعنية، ومجاملات في توزيع الجوائز على المتسابقين، علاوة على عدم وجود هدف واضح وراء إنشائها وغيرها من الأسباب التي تشكك في جدوى هذه الفاعليات من الأساس... فكيف يقيّم المعنيون بالفن السابع المصري هذه الظاهرة؟
كمال عبدالعزيز، مدير التصوير السينمائي ورئيس مهرجان {الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة}، يؤكد أن  ثمة حالة من التخبط إزاء إقامة المهرجانات السينمائية، بسبب {اللجنة العليا للمهرجانات} التي توافق على أي طلبات لمهرجانات تقدّم إليها، {لدرجة أصبح لدينا مهرجان يدعى {كام}، فقد  حرّف صناعه اسم مهرجان {كان} العالمي وأخذوا دعماً من وزارة الثقافة، فكيف يوافق المسؤولون عليه؟ ولدينا مهرجان {بني سويف} أيضاً}، مطالباً ألا يطلق على مثل هذه الفاعليات الصغيرة اسم {مهرجان} بل من الممكن أن تسمى {أسبوعاً للأفلام}.

يتساءل:{كيف لشخص يتفق على عرض ستة أو سبعة أفلام يكون له الحق في إقامة مهرجان، ويستقطب دعماً من وزارة الثقافة وترعاه وزارة السياحة؟} ويضيف: {يجب أن يكون مجلس إدارة  {المركز القومي للسينما} الكيان الوحيد المعني بالموافقة على إقامة المهرجانات في مصر،  فبحكم القانون هذا المركز صاحب الحق الوحيد في  السماح بإقامة المهرجانات السينمائية}.

 يتابع: {تروّج الفاعليات الناجحة للسياحة في مصر،  أما المهرجانات الفاشلة فهي دعاية سلبية ضد البلد، لأن ضيوف المهرجانات يعودون إلى بلادهم ويتحدثون عما رأوه، سواء كان ذلك جيداً أو سيئاً}.

{شو} إعلامي

يوضح سيد فؤاد، رئيس {مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية}، أن بعض المهرجانات تكون نافعة ومفيدة والبعض الآخر  مجرد كيانات فارغة و{شو} إعلامي لا فائدة له، الغرض منه حصد الأموال والوقوف أمام الكاميرات لالتقاط صور تذكارية مع  النجوم الكبار وتوزيع الجوائز على الأصدقاء والأحباء.

يضيف: {إنقاذ الفن السابع المصري والعربي يأتي من ضمير المسؤولين على هذه المهرجانات التي يجب استثمارها حتى لا تكون مجرد أموال ملقاة في الأرض}.

يؤكد أن السينما المصرية هي الأهم في الشرق الأوسط وتنتظر الدول أفلامها، مطالباً بترشيد الأعمال التي تعرض ضمن هذه المهرجانات، تدريب الشباب السينمائيين خلال هذه المهرجانات، وتقليص النفقات التي تُصرف في حفلي الافتتاح والختام وتوجيه هذه الأموال لدعم السينما والارتقاء بشأن هذه المؤتمرات.

{بعض المهرجانات لا تعود بفائدة سواء مادية أو فنية على بلدانها} يلفت المخرج علي بدرخان مطالباً أن يغير العرب نظرتهم للمهرجانات، {فهم يتعاملون معها كمشروعات اقتصادية فحسب، بغض النظر عن الفائدة الفنية والسينمائية التي من الممكن أن تعود على الدولة}.

يضيف: {لا بد لأي مهرجان أن يكون له مردود فني وثقافي وربحي حتى نحكم عليه بالنجاح، وإذا ضُخت الأموال التي تنفق على المهرجانات في التطوير المباشر لصناعة السينما، فسيكون ذلك أفضل من مجرد القول إن لدينا كماً من المهرجانات}.

سوء تنظيم

المخرج مجدي أحمد علي، الرئيس السابق للمركز القومي للسينما يشير إلى أن {المهرجانات السينمائية العالمية  تتمتع بمستوى احترافي سواء في إدارتها أو في الأسواق المقامة على هامشها وتحقق أرباحاً طائلة}.

يضيف: {يحتاج تنظيم المهرجانات إمكانات مادية وبشرية، ونحن المصريين لا نجيد تنظيم المهرجانات  بشكل احترافي  يجذب الناس، وبالتالي أغلب الفنانين العرب والأجانب الذين يحضرون المهرجانات المصرية يكون هدفهم السياحة أكثر من الجانب الفني}.

يتابع: {إذا قارنا  المهرجانات المصرية ببعض الفاعليات العربية الأخرى، نجد أن الفنانين الأجانب يهتمون  بحضور المهرجانات العربية ما يثبت أن القيمين على هذه المهرجانات العربية الناجحة اكتسبوا احترام العالم الذي أصبح يهتم بهم وباحتفالياتهم».

أداة ترويجية

ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن المهرجانات من الممكن أن تكون أداة ترويجية للفن السابع، مشيرة إلى أنه من الظلم وضع كل هذه المهرجانات في سلة واحدة، فثمة مهرجانات تنطلق من مبدأ التسلية وأخرى جادة وحقيقية وتستحق الاحترام والتقدير.

تضيف:{إذا تمت إدارة هذه المهرجانات بشكل محترم فسنصل إلى نتيجة رائعة وهو ما يجب التركيز عليه»، مؤكدة أن السينما المصرية تحتاج مجهوداً هذه الأيام لاستعادة بريقها المفقود، منذ فترة ليست بقصيرة، لا سيما أن هذه الفاعليات هي خير من يقوم بهذا الدور المهم الذي نحن بصدده في الأيام المقبلة».

بدورها تعتبر الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن كثرة المهرجانات السينمائية العربية ظاهرة صحية، خصوصاً  أن دولة مثل مصر تمتلك تاريخاً وإرثاً فنياً، ولديها إمكانات تقنية وسياحية وبشرية ما يؤهلها إلى أن يكون لديها مئات المهرجانات، ويجعل من أي مهرجان يقام على أرض القاهرة، محط أنظار العالم ويؤهلها أن تكون خارج نطاق المنافسة لكن بشروط.

 تشير البشلاوي إلى أن كل دولة تراهن على أي مهرجان تقيمه  وتنافس به، لكن الأجواء المصرية المبهرة والأماكن السياحية الخلابة لا يمكن لأحد أن يشتريها بالمال.

تضيف: «الله سبحانه وتعالى وهبها هذه الإمكانات الفريدة، لذلك لا تراهن مصر على المنافسة بالأموال بل بما تمتلك من آثار ومن فنانين عظماء»، موضحة أن بعض الدول الأخرى، سواء كانت عربية أو أجنبية، تحاول إثبات وجودها من خلال هذه المهرجانات، لذلك تنفق أموالا ضخمة على الحفلات الأسطورية والجوائز المالية الطائلة.

back to top