العراق.. جهود عكسرية وأمنية لضمان أمن مراسم عاشوراء

نشر في 02-11-2014 | 12:28
آخر تحديث 02-11-2014 | 12:28
No Image Caption
دفعت السلطات العراقية مع اقتراب ذكرى عاشوراء بحشد من قواتها العسكرية بهدف "تطهير" مناطق جنوب بغداد لتأمين طريق الزوار الشيعة إلى مدينة كربلاء المقدسة، وتعتزم نشر عشرات الآلاف من رجال الأمن لمحاولة حمايتهم هذه السنة من الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتأمل السلطات أن يحول ذلك دون تكرار التفجيرات الدموية التي أودت بحياة مئات الزوار خلال الأعوام الماضية، لا سيما عبر الهجمات الانتحارية.

وشكلت استعادة جرف الصخر وهي منطقة زراعية ممتدة على مساحة نحو 200 كلم بين محافظات بغداد وبابل "جنوب" والأنبار "غرب" وقريبة من الطريق بين بغداد وكربلاء، محوراً أساسياً في هذه الخطط، ويستخدم هذه الطريق مئات آلاف الشيعة لزيارة مرقد الإمام الحسين في كربلاء.

ويقول قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي في تصريحات للصحافيين، أن جرف الصخر "كانت وكراً من أوكار الإرهابيين لتفخيخ السيارات وتصنيع العبوات التي تستهدف كربلاء "110 كلم جنوب بغداد" والحلة "95 كلم جنوب العاصمة" في موسم الزيارات الكبيرة".

وأضاف بأن "تحريرها ساعدنا في تنفيذ الخطة الأمنية هذا العام خلال أيام محرم الحرام وزيارة يوم العاشر"، مؤكداً على أن "الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء بات أكثر أماناً في هذه الزيارة".

ويقول ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية لوكالة فرانس برس أن "تطهير جرف الصخر يؤمن حماية إضافية للزوار"، إذ أن "طريق الحلة جرف الصخر هو الطريق الوحيد للزوار إلى كربلاء".

وبدأ الشيعة في العراق إحياء مراسم شهر محرم الأحد الماضي، على أن تتوج بعد غد الثلاثاء بمسيرات ضخمة داخل بغداد وكربلاء إحياء لذكرى مقتل الإمام الحسين، ثالث الائمة المعصومين، وتبلغ المراسم ذروتها في أربعين الإمام بمسيرة ضخمة تضم مئات الآلاف، من بغداد إلى كربلاء.

وغالباً ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء، وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء في العاصمة ومناطق أخرى.

وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات من دون تبن رسمي، يعتقد أن معظمها، لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون من تنظيم "الدولة الإسلامية".

ومنذ هجومه الكاسح في يونيو، تمكن هذا التنظيم الذي عرف سابقاً باسم "دولة العراق الإسلامية" ولاحقاً "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، بعضها على مقربة من العاصمة.

وتوعد التنظيم إثر الهجوم بمواصلة "الزحف" نحو بغداد وكربلاء، وتمكن عناصره في الأسابيع الماضية من تحقيق تقدم إضافي في محافظة الأنبار "غرب"، رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويقول العقيد في وزارة الداخلية أن "مستوى الخطر أعلى من السنوات الماضية، في السابق كان ثمة إرهاب، إلا أنه لم يصل إلى هذه الدرجة".

ويضيف عميد في قيادة عمليات الفرات الأوسط لفرانس برس أن "الخطورة حالياً أكثر من قبل، التهديد أكبر والتخطيط كان بحسب ما يتعرض له العراق".

وتابع هذا العميد الذي فضل عدم كشف اسمه أن "خطورة التهديد وكيان داعش "الاسم الذي يعرف به تنظيم الدولة الإسلامية" الإرهابي، تجعل القطاعات الأمنية تبذل المزيد من الجهود لحماية المؤمنين الشيعة خلال هذه الفترة.

وفي دلالة على هذا الخطر، قتل أكثر من عشرين شخصاً السبت في تفجير بشاحنة مفخخة عند نقطة تفتيش رئيسية في منطقة الدورة عند المدخل الجنوبي لبغداد، والواقعة على طريق الزوار إلى كربلاء، كما قتل عشرة آخرون على الأقل في تفجير سيارة مفخخة أمام خيمة عزاء حسينية في شرق العاصمة.

وقال الفريق الركن عثمان الغانمي أن "خطة محرم يشترك فيها أكثر من 25 ألف عنصر من الجيش والشرطة، إضافة إلى 1500 مئة متطوع من الحشد الشعبي"، في إشارة إلى المجموعات المسلحة الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد "الدولة الإسلامية"، وسينتشر هؤلاء العناصر في كربلاء وعلى الطريق إليها من بغداد.

وأضاف بأن "الأعداد كبيرة هذا العام لكون التهديدات الإرهابية كبيرة على العراق، والمعركة معركة اثبات وجود بيينا وبين عصابات داعش".

وسينتشر هؤلاء العناصر مدعومين بأجهزة لكشف المتفجرات على الطريق بين بغداد وكربلاء، وفي داخل المدينة التي تشهد تجمعات ضخمة خلال محرم، وتعرضت كربلاء وأطرافها لتفجير أربع سيارات مفخخة في 20 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.

في بغداد، ستعزز القوات الأمنية المنتشرة أساساً بأعداد كبيرة، إجراءاتها عبر الدفع "بعناصر من الأجهزة الأمنية بملابس مدنية" لرصد محاولات التفجير الانتحارية وسط المواكب العاشورائية، بحسب العقيد في الداخلية.

وفي حين لم يكشف العقيد عدد العناصر الذين سيتولون تأمين المراسم، أكد على أن الرقم سيكون "أعلى" من 2013، حين قارب العدد 30 ألف عنصر.

رغم ذلك، تبقى الهجمات المحتملة عامل قلق، ويقول العقيد "أغلب التفجيرات هذه السنة نفذها انتحاريون، وهذا يصعب السيطرة عليه".

back to top