خسر «حزب الله» اللبناني عنصرين أحدهما مسؤول عسكري رفيع المستوى في غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية قرب دمشق اعتبرها نظام الأسد دعماً للإرهابيين في سورية، وأعادت على إثرها الدولة العبرية تأكيد تصميمها على منع «نقل أسلحة» من سورية إلى لبنان.

Ad

كشفت مصادر أمس عن مقتل اثنين من "حزب الله" بينهم قائد عسكري رفيع في الغارات التي قام بها الطيران الإسرائيلي أمس الأول، واستهدفت محيط مطار دمشق ومطار الديماس في العاصمة السورية، في وقت طالبت موسكو بتوضيحات بشأن الهجوم، الذي اعتبره نظام الرئيس بشار الأسد وإيران دعماً ومواكبة للمجموعات الإرهابية المتشددة.

ونقلت قناة "العربية" وقناة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر أن الغارتين الإسرائيليتين استهدفتا مصانع أسلحة ومستودعات لتخزين صواريخ معدة لنقلها إلى معاقل "حزب الله" في لبنان.

وأعادت إسرائيل تأكيد تصميمها على منع "نقل أسلحة" من سورية إلى "حزب الله" اللبناني. وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز أمس، "لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية"، في إشارة إلى "حزب الله" اللبناني الذي يحارب إلى جانب نظام بشار الأسد.

وامتنع شتاينتز عن تأكيد أو نفي مسؤولية بلاده عن الغارتين، معتبراً أن الاتهامات الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه أمر بشن غارات في سورية لغايات سياسية لها علاقة بالانتخابات المبكرة في إسرائيل، "سخيفة ومسيئة".

دعم الإسلاميين

وكان النظام السوري اعتبر في بيان أن "هذا العدوان المباشر، الذي تقوم به إسرائيل اليوم، نصرة للإرهابيين في سورية، بعد أن سجلت قواتنا المسلحة انتصارات مهمة في دير الزور وحلب ومناطق أخرى".

وأضاف أن ذلك "يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سورية إلى جانب عدد من الدول الغربية والإقليمية المعروفة" بحسب البيان.

المعلم وظريف

وخلال زيارة لطهران للمشاركة في مؤتمر ضد الإرهاب، قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران أمس، إن النظام يعمل "مع إيران والأصدقاء في روسيا، من أجل إيجاد حل سياسي يقوم على الحوار الداخلي دون تدخل خارجي"، لافتاً إلى أن "اتصالاتنا مع العراق مستمرة، ونتطلع إلى تنسيق كامل، لأننا في خندق واحد في مواجهة الإرهاب". ومن المقرر أن يلتقي المعلم نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الذي يشارك في المؤتمر.

بدوره، دان وزير الخارجية الإيراني الاعتداء على سورية"، مشيراً إلى أن هذا يؤكد مواكبة إسرائيل للمجموعات التكفيرية، وسعي الكيان الصهيوني إلى رفع معنويات الإرهابيين بعد ضربات الجيش السوري لها".

وإذ لفت إلى أن "تمدد المجموعات الإرهابية يأتي بسبب الدعم المادي، وعلى الدول الإقليمية أن تعي ضرورة تجفيف منابعها"، أكد ظريف أن حل الأزمة يجب أن يكون بالطرق السلمية وعبر حوار سوري- سوري بعيداً عن التدخل الأجنبي".

روسيا

من جهتها، طالبت الخارجية الروسية توضيحاً من إسرائيل بشأن غاراتها على سورية. وقال المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش إن "موسكو تشعر بقلق عميق إزاء هذا التطور الخطير، وبعثت بخطاب إلى الأمم المتحدة تشكو فيه هذا "العمل العدواني"، وشددت على ضرورة ألا تتكرر مثل هذه الهجمات مرة أخرى".

«جنيف 1»

وفي وقت سابق، التقى رئيس الائتلاف هادي البحرة وبعض أعضاء الهيئة السياسية المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والوفد المرافق له، في اجتماع تناول ضرورة الإسراع بإيجاد الطرق للدفع نحو عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، وقد اتفق الطرفان على أن يشكل بيان "جنيف1" (الصادر في 30 يونيو 2012) الإطار التفاوضي المقبول، والذي تبنى عليه أي عملية تفاوضية مستقبلية، بحسب موقع الائتلاف.

مطار دير الزور

ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) جدد هجماته على مطار دير الزور شرقي سورية، بعدما تمكنت قوات النظام من وقف تقدمه نحو المدينة في وقت سابق.

وأوضح المرصد أن مقاتلاً من التنظيم فجّر سيارة مفخخة على أطراف مطار دير الزور العسكري بعد منتصف ليل أمس الأول، مشيراً إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب الانفجار تمكن خلالها "داعش" من أسر عدد من قوات النظام.

وفي حلب، تمكنت كتائب المعارضة من قتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من قوات الأسد في تفجير نفق في المدينة القديمة، وسط قصف لطيران النظام بالرشاشات الثقيلة استهدف مدن عندان وكفرحمرة وحريتان بالريف، موقعاً العديد من الإصابات في صفوف المدنيين.

(دمشق، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ)