لا يزال «الصراخ» يصدح في لبنان على جبهتي تيار «المستقبل» و«حزب الله»، وذلك بعد أن بلغ الاشتباك الإعلامي بين الطرفين مستويات غير مسبوقة نتيجة للاشتباك السعودي ــ الإيراني الإقليمي، الذي تحوّل إلى مواجهة مباشرة في اليمن منذ انطلاق «عاصفة الحزم».

Ad

ويبدو أن الأطراف اللبنانية، خصوصاً اللاعبين الأبرزين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، لا تزال ملتزمة بأداء دور الإعلام الحربي في الصراع اليمني، إلا أن هذا الالتزام لا يبدو نهائياً أو ثابتاً، وقد يتعرض لهزة في أي لحظة، خصوصاً مع بدء ظهور تقارير عن وجود ما لـ»حزب الله» في اليمن.

وبالرغم من تأكيد «المستقبل» و«حزب الله» اليومي التزامهما بالحوار، لا شيء يمنع أن يشتبك الطرفان طوال ستة أيام في الأسبوع ويجلسان على طاولة واحدة في اليوم السابع، وهناك سوابق شهدتها الحرب الأهلية اللبنانية عندما كانت المعارك مندلعة على الأرض وقادة الأحزاب المتقاتلة أو ممثلوهم يواصلون حواراً شبه يومي.   

وكان لافتاً أمس محاولة دخول أو إدخال قائد الجيش العماد جان قهوجي على خط الأزمة اليمنية، إذ نفت قيادة الجيش في بيان أمس الكلام المنسوب إلى قهوجي عن أن «الوقت غير مناسب حالياً للرد على الإساءات التي وجهها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للسعودية ودول الخليج».

ولفت البيان إلى أن «صحيفة الشرق الأوسط أوردت على موقعها الإلكتروني الصادر بتاريخ اليوم (أمس)، حديثا لقائد الجيش العماد جان قهوجي تضمن العديد من الآراء التي لم يدل بها».

وأضافت: «يهم قيادة الجيش التأكيد أن قائد الجيش العماد جان قهوجي قد تناول في حديثه حصراً موضوع الهبة السعودية المقدمة للجيش اللبناني والمساعدات الفرنسية المقررة في إطار هذه الهبة، ولم يتطرق في حديثه على الإطلاق الى أي موضوع سياسي، محليا كان أم اقليميا».

جنبلاط

 إلى ذلك، أوضح رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّ «سبب اللهجة الانفعالية للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ضدّ المملكة العربية السعودية، هو أنّ الحزب ومن خلفه إيران، فوجئا بعاصفة الحزم»، وسأل: «شو صاير عليه؟».

وقال جنبلاط، في حديث صحافي نشر أمس، إنّ «السعودية وجدت أن أمنها القومي أصبح فجأة تحت مرمى صواريخ باليستية منصوبة في اليمن وتطال مختلف المدن السعودية»، معتبراً أنّ «ما يجب مناقشته فعلياً هو هل السعودية هي من أعلنت الحرب ضد إيران أم أن إيران كانت البادئة في التحرّش والاعتداء على الأمن القومي السعودي من خلال دعمها العسكري والمالي غير المحدود لبعض الحوثيين، ودفعهم إلى الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة في اليمن؟».

ورأى جنبلاط أنّ «اللهجة الانفعالية للسيد نصرالله لا تفيد، بل يجب العودة إلى الهدوء، والمبادرة الخليجية»، ولفت إلى أنّ «خادم الحرمين الشريفين ومعه الإدارة الحكيمة التي تقود المملكة أوعى وأفطن من أن تقع في فخ نصرالله ومن ورائه إيران».

ولفت جنبلاط إلى أنّ «الخطاب التصعيدي ضد السعودية، يؤكّد، إلى حد ما، تصريح علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال إن إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي».

جواد نصرالله يجدد حملته على «الجديد»

عاود نجل الأمين العام لـ»حزب الله» جواد حسن نصرالله انتقاد قناة «الجديد» المؤيدة للخط السياسي الذي ينتهجه الحزب، والتي يملكها رجل الأعمال السني تحسين الخياط.

فبعد إطلاقه حملة «دكانة الجديد» التي ادت الى انشقاقات في صفوف «الجمهور المشترك» للحزب والقناة، أطل نصرالله الابن أمس الأول عبر «تويتر»، ليطلق سهامه من جديد صوب المحطة التي اعتبرها «ساقطة».

ولم يُغرّد نصرالله هذه المرة، بل استخدم سلاح إعادة نشر تغريدات جمهور «حزب الله» الذي بدأ حملة إنتقاد وتشهير واسعة بحق المحطة من خلال إطلاق هاشتاغ: «#الجديد_سقطت»، على خلفية عدم بث القناة لخطاب السيد نصرالله مساء الجمعة الماضي وتفضيلها نقل وقائع جلسة المحاكمة التي تخضع لها أمام المحكمة الدولية في لاهاي، إضافة الى تطرّق الاعلامية ريما كركي في برنامجها «للنشر» ليل الاثنين- الثلاثاء الى موضوع الخلاف بين «حركة أمل» و«حزب الله» إبان معركة خلدة عام 1982، مما اعتبره جمهور الحزبين «محاولة فاشلة من المحطة لخلق فتنة.

وفي ما يلي بعض التغريدات التي لجأ اليها جواد نصرالله للتعبير عن موقفه من قناة «الجديد»:#الجديد_سقطت تحت أقدام سيد المقاومة، «#الجديد_سقطت: وأصبحت أخت العربية والجزيرة!»، «#الجديد_سقطت من أعين كل الشرفاء والمقاومين، القضية لا تشرى ولا تباع»، «#الجديد_سقطت ورمت بندقية المقاومة»، «#الجديد_سقطت بأوّل اختبار شرف، #الجديد_سقطت وسيسقط معها كل من يتطاول على أشرف الناس».

انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس خلال احتفال تسليم دفعة جديدة من البطاقات الحزبية إلى المحازبين في معراب "اطرافاً تنظر إلى الدولة اللبنانية كمجرّد جزءٍ من امبراطوريةٍ أوسع وأشمل"، و"لم تكتفِ بشلّ الجمهورية في لبنان فحسب، بل لم تتورع عن زعزعة استقرار الأمن العربي والإقليمي برمتّه"، في إشارة إلى "حزب الله".

وأعلن جعجع دعم "القوات" لـ"تحرك جامعة الدول العربية باتجاه إنشاء قوةٍ عربيةٍ مشتركة تتولّى الدفاع عن القضايا العربية المُحقّة، بما في ذلك إرساء سلمٍ وأمنٍ إقليميين عربيين، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وإعلاء شأن الاعتدال والتصدّي للأطماع الخارجية في المنطقة". وفي الصورة جعجع خلال الحفل في معراب أمس                (الوكالة الوطنية)