أثارت دعوة الجبهة السلفية إلى رفع المصاحف في تظاهرات بعد غد، غضب أزهريين من إقحام المصحف في معارك القوى السياسية وإيقاظ فتنة بين طوائف المجتمع، وأكد الأزهر في بيان له مطلع الأسبوع الجاري، أن «رفع المصاحف في تظاهرات 28 نوفمبر الجاري إحياء لأول فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام».

Ad

وأوضح الأزهر الشريف في بيانه أن هذه الدعوة ليست إلا اتجاراً بالدين، وإمعاناً في خداع المسلمين باسم الشريعة، فهي دعوة إلى الفوضى وتدنيس المصحف، وهو ما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً، ووصف البيان هذه الدعوة بأنها «دعوة إلى جهنم»، وأنها تأتي في الوقت الذي تقود فيه مصر حرباً حقيقية في مواجهة الإرهاب.

على الوتيرة ذاتها، عممت وزارة الأوقاف خطبة موحدة على خطباء مساجد مصر يوم الجمعة الماضي، تحت عنوان «الدعوات الهدامة وسبل مواجهتها»، كما دعت إلى ملتقى فكري لشباب الدعاة والأئمة لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

وقال أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر، عبدالشافي محمد، لـ»الجريدة» إن «حمل المصاحف في التظاهرات المرتقبة دعوات خارجية ضد المجتمع والدين وتُدخل البلاد في حالة قلق»، بينما أكد عميد كلية أصول الدين، بكر عوض، أن «رفع المصاحف متاجرة بالدين ومخالف للشريعة، وحدث ذلك من قبل أتباع معاوية بن أبي سيفان لخداع أنصار عليّ ابن أبي طالب، والخوارج هم الذين لعبوا دورهم لقبول الاحتكام إلى المصحف ثم انقلبوا على عليّ وكانت بداية الفتنة بين المسلمين».

وبينما قال أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، سعد الدين هلالي، إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف: «لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن عليه من العدو»، ما يُدلل على منع إقحام المصاحف في النزاعات التي تنتقص من مقامه، لافتاً إلى أن سقوط المصاحف أرضاً أو دهسها بالأقدام أمر يتحمل تبعاته حاملو هذه المصاحف، وكذا الداعي والراضي بحملها، بينما رجال الأمن معذورون شرعاً إن حدث ذلك بغير قصد أثناء مطاردتهم للإرهابيين والخارجين على القانون.