لبنان يقرر مصير الأمة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
اللبنانيون أو بعضهم يريدون أن يحرروا القدس - كما يدعون - دون اعتبار لما تقوله القاهرة أو الرياض أو الرباط، وبحسب توقيت يحدده حزب طائفي محلي لديهم! واللبنانيون أيضاً أو جزء منهم دخلوا سورية ليفعلوا بها الأعاجيب من أقصاها إلى أقصاها، ولا يمكننا أن ننسى ما فعله حزب الله في حمص والقصير وعشرات المدن والقرى السورية الأخرى، ولولاه لسقط النظام السوري في بضعة أشهر، ولكانت سورية وشعبها اليوم في موقع آخر، ففي الشهور الأولى من الثورة السورية لم يستطع أحد أن يسعف نظام الأسد، الذي كانت سلطته تتهاوى وينشق عن جيشه الآلاف من جنوده الذين يرفضون أن يوجهوا بنادقهم إلى صدور شعبهم، وقبل أن تتمكن طهران من تدبير طريق لإرسال الرجال والعتاد انطلق مخلب القط اللبناني ليقوم بالمهمة المطلوبة في سورية. لبنان الصغير تنتشر عدواه الفتنوية الطائفية كالنار في الهشيم، فالعراق تم تعميم النموذج اللبناني فيه، وعلى الطريق اليمن وسورية، والبحرين كذلك تواجه ذلك التحدي، وأيادي طائفة من اللبنانيين تتلاعب بكل مكان تنطلق فيه الفتنة، فإرهابيو البحرين تدربوا في لبنان، وتنسيق عمليات التفجير الإرهابية في سيناء كان بأيادي قياديين من حزب الله اللبناني قبض عليهم في مصر، ولكنهم تمكنوا من الفرار خلال ثورة 25 يناير، ومن أسسوا الجناح العسكري لحزب الله العراقي والميليشيات العراقية هم قياديون من حزب الله اللبناني.في كل مكان تجد فيه شرارة الفتنة والمواجهة إقليمياً تجد بصمة لبنانية، أخطرها هي بصمته في المأساة السورية التي لن تمحى مدى الدهر، والمحزن أن باقي مكونات لبنان وطوائفه استسلمت وأتت صاغرة لتتفاوض مع حزب الله، وأقرت بأنه المهيمن والمدير للشأن العام، والجيش اللبناني ينفذ توجهاته ويحمي طرق مواصلاته إلى الداخل السوري، بل إن الدولة اللبنانية تحتجز نساء وأطفالاً لا ذنب لهم إلا أنهم أقارب لمطلوبين، في مخالفة لمبدأ إنساني دولي هو أن العقوبة والإدانة شخصية لمرتكب الجريمة دون سواه من أهله ومعارفه.الخلاصة أن لبنان الصغير يريد أن يقرر مصير أمته بطريقة حاكمه الفعلي (حزب الله وراعيه)، وجمهور ذلك الحزب ممن يقدمون له الرجال الذين يحملون السلاح ويفتدونه، ويقومون بالمهمات التي تطلب منهم من قبله، يجب أن يعلموا أن لذلك ثمناً في منطقتهم سيكون ضخماً ومكلفاً مهما طال الزمن، حتى ولو كان العم سام اليوم يشجعهم ويحميهم من خلف الستار لأغراضه الآنية في المنطقة، ولكن عندما تنتهي المهمة فإنه وحتى راعيهم الإقليمي سيتركهم لمصيرهم ولجردة الحساب مع كل من ظلموهم وارتكبوا بحقهم الجرائم، وللأسف فإن كل طوائف ومكونات لبنان الأخرى التي سكتت عما يقترفه شريكهم في الوطن ضد أبناء هذا الإقليم سيعانون كثيراً نتيجة ذلك.