سواء كان ما يحدث في العراق وسورية واليمن مؤامرة أو نتيجة لظروف فرضتها أخطاء شاركت فيها دول عظمى ودول إقليمية وشعوب المنطقة، فالراصد لتلك الأحداث يجد أن النتيجة واحدة لا ثاني لها، وحتى لا ندخل في تفاصيل تلك الأحداث وكيفية حدوثها لاختلاف التحليلات والتفسيرات علينا أن نركز على نتائجها، ومن هو الرابح منها ومن الخاسر، وبالتالي من السهل معرفة اللاعب الرئيسي لها والملعوب به.
كلنا نتذكر ثورة الشعوب العربية، والتي سميت بالربيع العربي، ومن الجهل أن نعتبر ذلك صناعة غربية لمشروع الشرق الأوسط الجديد، والعاقل يعلم أن الشعوب لا تحركها المؤامرات ولا يمكن للدول الاستعمارية السيطرة على الشعوب الثائرة، الأمر الذي يجعلها دائماً تنسق وتتآمر مع القيادات لتحقيق أهدافها الاستعمارية، وبذلك فإن الربيع العربي فاجأ الجميع وأصبح خطراً كان ليهدد الجميع لو نجح، وقد يفسد مشروع تلك الدول الذي بدأ يتبلور رويداً رويداً.نعود لنعرف من المستفيد ومن الخاسر من تلك الأحداث، فكلنا نعرف أن العدو اللدود والخصم العنيد لإيران هو العراق، لذلك من مصلحة إيران تدمير قوة العراق وبنيته التحتية وتفتيت وحدته لتأمن جانبه، فتركت العراق مقابل دعمها للنظام السوري ضد الثورة السورية والتي لو نجحت لشكلت خطراً على أمن إسرائيل، فساهمت عبر ذلك في تدمير سورية من الألف الى الياء، وهنا تحقق لإسرائيل مرادها وأمنت الجانب السوري ما بعد بشار لعشرات السنين، وبتدمير العراق وسورية ستلعب أميركا والغرب لعبة الإعمار، وستعمل شركاتهما هناك بعد أن يُفرَض على من سيتسلم الحكم فيهما إنهاء الحرب مقابل دعم الشركات الأميركية والغربية لإعادة إعمار ما دمرته تلك السنوات.يعني بالعربي المشرمح:إيران وإسرائيل وأميركا هي التي ستستفيد مما يحصل في العراق وسورية، وجاء هذا التحالف مؤقتاً لتبادل المصالح المشتركة، ولكن الكارثة هنا أن من ساهم في تلك النتائج هم العرب، ولاسيما العراقيين والسوريين الذين دمروا أوطانهم وأهدروا خيراتها، وزرعوا الفتنة بين شعوبها، ليتحقق لتلك الدول أهدافها، فهي الرابحة والعرب الخاسرون في تلك الأحداث.
مقالات
بالعربي المشرمح هم الرابحون وأنتم الخاسرون!
13-06-2015