● مقتل 160 طفلاً في حرب المدارس  

Ad

● هولاند يندم على عدم ضرب النظام ويحقق في صلته بـ«داعش»

مع اقتراب الأزمة السورية من دخول عامها الخامس، تجلت الكارثة الطبية مع انعدام الأمن ونقص الأطباء والأدوية، في ظل تسارع الأحداث على الأرض، حيث سقط أكثر من 200 ألف قتيل منذ مارس 2011، فضلاً عن 9.5 ملايين لاجئ ونازح، في حين شكت دمشق إلى الأمم المتحدة انتهاك شخصيات سياسية عدة لسيادتها.

حذّر أطباء سوريون من «الكارثة الطبية والإنسانية» في بلادهم التي تشهد حرباً مستمرة منذ نحو 4 سنوات، مع نقص في الأطباء والمعدات والأدوية، وعودة ظهور أمراض سبق أن تم استئصالها.

وخلال لقاء مع الصحافة مساء أمس الأول، في وزارة الخارجية الفرنسية، قال عبيدة المفتي الطبيب الفرنسي - السوري العضو في اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، وهو شبكة من الأطباء من داخل سورية وخارجها مدعوم من عدة بلدان، ولاسيما فرنسا، إن «الوضع لا يحتمل، كارثي، ولم يعد هناك وجود طبي في العديد من المناطق السورية».

وفي حلب ثانية مدن سورية وحدها خمسة مستشفيات لاتزال تعمل ثلاثة منها بشكل جزئي، في الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة، والذي يقيم فيه 360 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام.

وقال د. عبدالعزيز (الطبيب الحلبي الذي لم يكشف سوى عن اسم عائلته لدواع أمنية)، «لم يعد هناك سوى 30 طبيباً على اختلاف اختصاصاتهم، ونرى عودة لأمراض مثل شلل الأطفال والسل والجرب والتيفوئيد».

ووصف طبيب آخر وضعاً «لا يحتمل» في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي منطقة تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من سنتين، و«ليس هناك أي إمكان لإدخال المساعدات الإنسانية».

وفي مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قال أحد الأطباء إنه «بوسع الأطباء العمل، لكنهم لا يحظون بأي دعم من المنظمات غير الحكومية، لأنها غادرت جميعها هذه المناطق».

وأوضح في هذا السياق أنه في الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية البالغ عدد سكانه 1.6 مليون نسمة، «ليس هناك أي قسم للتوليد والأمراض النسائية وطب الأطفال، والأقسام محدودة للغاية».

وقال عبيدة المفتي إن 80 في المئة من عمليات التوليد في سورية باتت تجرى في المنازل، وقسم كبير من الأطفال لم يعد يتم تلقيحه. ويحاول أطباء اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، الذي يعد أكثر من 300 مركز طبي و12 مستوصفاً موزعة على كامل الأراضي، للعمل في جميع المناطق، سواء التابعة منها لدمشق أو التي تسيطر عليها المعارضة أو «داعش»، مؤكدين أنهم «محايدون، لكننا نتعرض للعنف من الجميع، ولا أحد منا يحظى بضمانة من أي جهة كانت».

ووضع الاتحاد قائمة بـ250 طبيبا قتلوا منذ 3 سنوات.

 وقال الطبيب توفيق شمعة ممثل الاتحاد في سويسرا ان «هذه الحرب تسببت بأضرار وبقتلى مدنيين - يتراوح عددهم بين ثلاثين وستين- كل يوم»، منددا بـ»الصمت» الدولي عن معاناة السوريين اليومية.

وقال مستنكراً: «لم تعد وسائل الاعلام تتحدث سوى عن التطرف وعن داعش، وليس عن النساء والأطفال القتلى والأجساد الممزقة والبطون المشقوقة وكل ما يترتب علينا التعامل معه يوميا بصفتنا أطباء».

حرب المدارس

وفي جنيف، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، مقتل 160 طفلاً على الاقل في هجمات على مدارس في سورية عام 2014 في حين اضطر نحو 1.6 مليون آخرين لوقف تعليمهم بسبب النزاع.

وقال الناطق باسم «يونيسيف» كريستوف بوليراك، خلال مؤتمر صحافي، «ما بين يناير وديسمبر حصل 68 هجوماً على الأقل على مدارس، وأدت الى مقتل 160 طفلا وإصابة 343 آخرين»، موضحاً أن هذه الأرقام «أقل بالتأكيد من الواقع، بسبب صعوبة الاطلاع على المعلومات».

ووفق «يونيسيف» فإن ما بين 1.3 و1.6 مليون طفل سوري لا يمكنهم الذهاب الى المدارس، بسبب انعدام الأمن السائد في البلاد. وقالت إن «المدارس يجب أن تبقى مناطق سلام وثقة بالنسبة للأطفال من دون الخوف من التعرض للإصابة أو الموت».

وعبرت «يونيسيف» عن قلقها إزاء الوضع في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة جزئية أو كاملة لتنظيم «داعش»، ولاسيما محافظتي الرقة ودير الزور والمناطق الريفية في حلب. وقال بوليراك إن «حوالي 670 ألف طفل معنيون» في هذه المناطق التي تغلق فيها المدارس أحياناً».

سيادة سورية

سياسيا، شكا نظام الرئيس بشار الأسد إلى الأمم المتحدة شخصيات سياسية عدة، بينها السيناتور الجمهوري جون ماكين، ووزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير، والعضو السابق في مجلس الأمة، وليد الطبطبائي، مؤكدا أنهم دخلوا البلاد من دون تأشيرات، في انتهاك فاضح لسيادة سورية.

وفي رسالة مؤرخة في 24 ديسمبر، يشير السفير السوري لدى المنظمة الدولية، بشار الجعفري، إلى عبور ماكين في مايو 2013 من تركيا الى سورية، حيث التقى لبضع ساعات مسؤولين في المعارضة السورية، وكذلك توجه كوشنير في نوفمبر الفائت الى مناطق الأكراد في شمال سورية «من دون أن تعلم الحكومة السورية بهذا الأمر او توافق عليه».

كذلك، يلفت الدبلوماسي السوري الى زيارتين قام بهما كل من بيتر غالبريث السفير الأميركي السابق في كرواتيا في ديسمبر 2014، ووليد الطبطبائي في سبتمبر 2013.

ووفق رسالة الجعفري، التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن، حمّلت دمشق «حكومات البلدان التي ينتمي اليها هؤلاء المسؤولية الكاملة عن هذا الانتهاك لسيادتها»، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجلس بـ»الضغط على هذه الحكومات لتتخذ فورا الإجراءات الضرورية بحق مواطنيها الذين يدخلون الأراضي السورية بشكل غير قانوني».

ندم فرنسي

وفي باريس، أبدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في حديثه، أمس، لإذاعة «إنتر» المحلية ندمه على عدم التدخل عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيمياوية عام 2013، قائلاً إن ذلك أفضى إلى «ظهور داعش، ونحن الآن نحقق في وجود صلة بين هذا التنظيم ونظام الأسد».

وفي معرض رده على سؤال، حول إمكان التعاون مع نظام الأسد، في سبيل مكافحة «داعش» قال الرئيس الفرنسي: «من الأفضل عدم الدخول في مثل هذا التعاون، فالله لا يمد يد العون لمن يضع يده بيد الشيطان».

جسر إماراتي

وفي أبوظبي، أعلنت الإمارات، أمس، توجيه جسر جوي لنقل مواد الإغاثة العاجلة إلى اللاجئين المتضررين من العاصفة الجوية في بلاد الشام «هدى».

ووجّه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد بالبدء الفوري في إنشاء جسر جوي لنقل مواد الإغاثة العاجلة من أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية لمساعدة آلاف اللاجئين في الأردن ولبنان، إضافة إلى المتضررين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.

(دمشق، باريس، نيويورك -أ ف ب، رويترز، د ب أ)