محادثات "جوهرية" بين الإيرانيين والأميركيين بشأن الملف النووي

نشر في 15-01-2015 | 10:35
آخر تحديث 15-01-2015 | 10:35
No Image Caption
أجرى وزير الخارجية الإيراني ونظيره الأميركي محادثات "جوهرية" في جنيف قبل أيام من استئناف مفاوضات طهران والقوى الست الكبرى للتوصل إلى اتفاق نهائي بشان برنامج إيران النووي.
أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري الأربعاء محادثات "جوهرية" في جنيف قبل خمسة أيام من استئناف مفاوضات طهران والقوى الست الكبرى للتوصل إلى اتفاق نهائي بشان برنامج إيران النووي بحلول الأول من يوليو.

وقال مسؤول أميركي كبير في وزارة الخارجية الأميركية في جنيف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجريا "محادثات جوهرية طيلة نحو خمس ساعات اليوم وبحثا في عدد كبير من القضايا وساعدهما من كل جانب بعض أعضاء وفديهما".

وأعلن المسؤول نفسه في وقت لاحق أن كيري وظريف التقيا مرة أخرى مساء الأربعاء في جنيف.

بل أن الوزيرين تباحثا حتى خارج الفندق بجنيف حتى أنهما قاما بجولة في وسط المدينة، رغم معارضة الفرق المكلفة أمنهما.

وتوجه كيري مساء الأربعاء مرة جديدة إلى فندق ماندران اورينتال في جنيف حيث تعقد المفاوضات بين الطرفين، للقاء نظيره الإيراني، وهو لقاء لم يكن مقرراً واستمر لأكثر من ساعة.

ومن المقرر أن تتواصل المفاوضات الأميركية الإيرانية الخميس والجمعة والسبت على مستوى منخفض.

ويسعى الوزيران إلى كسر الجمود الذي تسبب في تفويت مهلتين سابقتين للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج ايران النووي.

وصرح ظريف للصحافيين الأربعاء بعيد وصوله إلى جنيف "أعتقد أنها ستبرهن على استعداد الطرفين لتحقيق تقدم وتسريع العملية"، مضيفاً قبل لقائه كيري "كل القضايا صعبة حتى نجد لها حلاً".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول المهلة النهائية الجديدة في الأول من يوليو، قال ظريف "سنرى".

ومن المقرر أن يلتقي ظريف الخميس نظيره الألماني فرانك والتر شتاينمير ببرلين.

من جهة أخرى أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي مساء الأربعاء أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيجتمع بنظيره الإيراني محمد ظريف بعد ظهر الجمعة في باريس.

كما يزور الجمعة العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الأميركي جون كيري حيث سيجتمع بفابيوس صباحاً قبل أن يستقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

ولم يؤكد المصدر احتمال عقد لقاء ثلاثي بين ظريف وكيري وفابيوس في الوقت الذي تستانف فيه مفاوضات الملف النووي الإيراني في جنيف.

ورسمياً، ستستأنف المفاوضات النووية الأحد في جنيف برعاية الاتحاد الأوروبي.

وتردد أن المفاوضات السابقة تعثرت بسبب اصرار ايران على الاحتفاظ بحقها في تخصيب اليورانيوم -- الذي يمكن في بعض الحالات استخدامه في انتاج قنبلة نووية -- للاستخدام في أغراض سلمية.

كما دار خلاف حول العقوبات الدولية التي تدعو إيران إلى انهائها بعد أن أدت إلى شل الإقتصاد الإيراني، فيما تصر واشنطن على تعليق العقوبات بشكل مؤقت وتدريجي.

وحرص الجانبان على الابقاء على تفاصيل خلافاتهما سرية، وعند سؤال ظريف عن المسائل الأكثر صعوبة التي لا تزال قائمة في المحادثات، لم يكشف عن تفاصيل.

وبدوره أشار كيري إلى أن الهدف من محادثاته مع ظريف الأربعاء "إجراء تقييم" وارشاد فريقيهما المفاوضين قبل المحادثات الجديدة التي ستجري بين إيران ومجموعة 5+1 في جنيف الأحد، ويرافق كيري في زيارته كبيرا المفاوضين ويندي شيرمان وبيل بيرنز.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعرب كيري عن أمله في "تسريع العملية لإحراز تقدم أكبر".

ويخشى دبلوماسيون من نفاذ الوقت بعد تفويت مهلتين سابقتين للتوصل إلى اتفاق نهائي.

ويرغب أعضاء من الكونغرس الأميركي في فرض عقوبات جديدة على إيران رغم محاولات إدارة الرئيس باراك أوباما منعهم من ذلك.

والأثنين حذرت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة سامانثا باور الكونغرس الأميركي من أن فرض عقوبات جديدة على إيران سينسف على الأرجح المفاوضات.

وقالت باور أن تشديد العقوبات سيعزل الولايات المتحدة في استراتيجيتها في التعامل مع تطلعات طهران النووية وسيضعف الضغوط الدولية المشتركة، وأضافت في كلمة في مركز أبحاث "أن فرض عقوبات جديدة سينهي بالتأكيد عملية التفاوض التي لم تؤد فحسب إلى تجميد تقدم برنامج ايران النووي، بل يمكن أن تقودنا إلى فهم يمنحنا الثقة بطبيعته السلمية البحتة".

وأضافت في مركز ماكونيل "إذا ضغطنا على الزناد لإطلاق عقوبات جديدة الآن، فسننتقل من عزل إيران إلى عزل أنفسنا".

وفي وقت سابق قال ظريف للتلفزيون الإيراني "لقد وصلنا إلى مرحلة يتعين فيها على الطرف الآخر اتخاذ قرارات حتى نتقدم إلى الأمام".

وأضاف "يجب طرح اقتراحات جديدة، ونحن مستعدون لمناقشة جميع القضايا، ولكن علينا أن نرى إذا ما كان الطرف الآخر مستعداً"، مجدداً إصرار بلاده على أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وبموجب اتفاق أولي تم التوصل إليه في نوفمبر 2013، خفضت إيران نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.

وفي المقابل حصلت إيران على تخفيف محدود للعقوبات الدولية، حيث حصلت على نحو 7 مليار دولار من أصل 100 مليار دولار من عائدات نفطية مجمدة في حسابات مصرفية حول العالم.

back to top