تعكف المؤسسة العامة للرعاية السكنية على العمل بشكل مكثف، للقضاء على طابور الطلبات الإسكانية، بعد بلوغه أكثر من 111 ألف طلب، وذلك من خلال العمل على العديد من المشاريع الإسكانية الضخمة، مثل مدن الخيران والمطلاع والصبية، والتي تراهن عليها «السكنية» كنقلة نوعية للمؤسسة.

Ad

ومن خلال متابعة عمليات التخصيص للمواطنين المنتفعين بالمشاريع الإسكانية البعيدة جغرافياً عن العاصمة، لاحظنا بُعد تاريخ التخصيص بشكل لا يقارن مع المشاريع الأخرى القريبة، الأمر الذي يكشف عزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن التخصيص في المشاريع البعيدة.

 والتقت «الجريدة»، عدداً من المواطنين للوقوف على الأسباب، فأجمع معظمهم، وأكد صحة الملاحظة، في حين أبدى عدد قليل منهم قبولهم هذه المشاريع، لا لأنها مميزة الموقع، بل لأنها المتوافرة على أرض الواقع، وكانت الآراء كالتالي:

بداية، رفض المواطن قويعان المطيري، بشدة، التخصيص إن كانت المشاريع الإسكانية بعيدة الموقع جغرافياً عن العاصمة، معتبرا أن المشاريع في هذه المواقع ما هي إلا «مزارع»!

وقال المطيري: «أنا شايب وعندي عيال وساكن في ضاحية صباح الناصر، والسكن في المناطق البعيدة متعب ومرفوض، ومناطق الوفرة أو العبدلي مزارع وليست للسكن، وعلى الأقل نسكن في منطقة جبد القريبة أو منطقة الهجن أفضل من تخصيصها للبقر، وين تبوني أروح»؟!

اقتراح

من جانبه، استنكر المواطن سامي المطوع السكن في المناطق البعيدة، مبينا أن المواطن الكويتي اجتماعي، ويحرص على الزيارات العائلية ولقاء الأصدقاء، مبينا أن السكن في المناطق البعيدة متعب له لجهة أداء الجانب الاجتماعي، الى جانب بعد هذه المناطق عن مكان عمله وأسرته.

وأضاف أن السكن في المناطق البعيدة مرفوض، قائلا: «المشاريع البعيدة تفيد ناس وما تفيد عيال العاصمة، واحنا في شرق وقبلة متعودين على نص الديرة ومحد اييلك بالزوارات، وكل نزلتك وطلعتك بوقت، سواء دوام أو زيارات للأهل والأصدقاء، واحنا مجتمع اجتماعي، وفي حال السكن في هذه المواقع بعيدة فأنا شخصيا أرفضها».

واقترح المطوع على المؤسسة، في حال رغبتها في بناء المناطق البعيدة الحرص على بناء مناطق بعيدة وقريبة في نفس الوقت، لإتاحة المجال للمواطن للاختيار.

طريق سفر

من جانبه، وصف المواطن محمد العجمي المشاريع الإسكانية في المناطق البعيدة بأنها «مشكلة كبيرة»، متسائلا: «أنا ماني عارف ليش يبون يسكنون الناس آخر الدنيا، وفيه مناطق قريبة على الديرة»؟!

وقال إن الحلول كثيرة، وخاصة أن الكثير من المناطق من الممكن إعادة النظر بها لتوفير الرعاية السكنية، مشيرا الى منطقة خيطان كمثال، والتي من الممكن تثمينها وتخصيصها وتوزيعها على المواطنين، وهذا حل بسيط، الى جانب توافر مساحة ممتازة في المنطقة الجنوبية، والحلول كثيرة.

ورفض العجمي، بشدة، السكن في المناطق البعيدة، قائلا: «أكيد أرفض، أنا ساكن في جنوب السرة، والسكن في هذه المناطق يعتبر سفرا بالنسبة إليّ».

مُجبر لا بطل

من جانبه، قال المواطن محمد السعد إن السكن في هذه المناطق بعيد، ولكن المواطن مُجبر، وأنا كمواطن ليست لدي المشكلة، ليس حباً في الموقع، وإنما لأنني مجبر، مؤكدا «مُجبر أخوك لا بطل».

وأضاف السعد ضاحكاً: «أنا الآن سأخصص في مدينة صباح الأحمد، وفي حال انتظاري 5 سنوات من الممكن التخصيص في السعودية»!، متوقعاً ان تكون المشاريع الإسكانية المقبلة في مواقع أبعد من الحالية.

شرط الخدمات

ولفت المواطن محمد كرم الى أن السكن في المناطق البعيدة يلبي حاجتي كمواطن للسكن، بشرط وجود الخدمات العامة للدولة، مبينا أن مدينة صباح الأحمد على سبيل المثال، لا توجد بها جامعة قريبة منها، متسائلاً: كيف سيدخل أبنائي الجامعة، وكيف سيذهبون إلى العمل في مدينة الكويت؟

وتابع أنه في حال السكن في هذه المناطق البعيدة، كيف أجعل ابنتي تقود السيارة أكثر من ساعة ونصف الساعة للذهاب من البيت إلى الجامعة؟، الأمر ليس سهلا، وخاصة أن أقرب مدينة تجارية لنا هي الفحيحيل، وتبعد 30 كيلومترا.

شقة قريبة ولا بيت بعيد!

وقال المواطن علي العرادي إن السكن في المشاريع البعيدة عن مدينة الكويت متعب، ولا يستطيع السكن فيه، مبينا أنه من المواطنين الذين إن عرضت عليه هذه المشاريع فسيرفضها، لافتا الى أن عاملي الوقت والطريق لهذه المشاريع من أبرز مشكلاتها، مضيفا: «في حال سكني هناك يجب أن أخرج من منزلي عند الفجر للوصول إلى العمل».

وعن الحلول، قال إنها كثيرة، وتستطيع الحكومة تخصيص عمارات سكنية، مبينا أنه لا مانع لديه من السكن في شقق سكنية قريبة أفضل من بيوت وقسائم بعيدة.

من القريب للبعيد

واعتبر المواطن عادل الميل أن لديه مشكلة كبيرة في السكن بالمناطق النائية والبعيدة عن المدينة، مبينا أن التخطيط الإسكاني الحالي «خطأ في خطأ».

ودعا الميل المؤسسة العامة للرعاية السكنية إلى العمل على التدرج في بناء مواقع المشاريع الإسكانية من القريبة الى البعيدة عن مدينة الكويت، قائلا: «في حال التدرج يصبح المواطن مجبرا على السكن، أما التوزيع بشكل عشوائي وما يحدث الآن فهو خطأ %100»، مبينا أن معظم المواطنين يرفضون التخصيص حاليا على المشاريع في الوفرة والخيران لهذا السبب.

وبيّن المواطن مشاري العنزي أنه ليست لديه مشكلة في السكن في المناطق البعيدة، لكونه قريبا من محيط أسرته، مبينا أن السكن في الوفرة والمطلاع بشكل عام صعب، ولكن معظم المشاريع الجديدة من المتوقع أن تكون بعيدة.

وقال العنزي: «الحمد لله الواحد صبر وطلع له بيت، والواحد ودّه يشكر الحكومة على توفيرها المسكن للمواطن»، مبينا أنه ليست لديه مشكلة في السكن في أي موقع، ولحسن حظه طلع له بيت في «صباح الأحمد».