عشية الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الانتفاضة السورية، وجهت دمشق رسالة أشارت فيها إلى رغبتها في عودة الشرعية السياسية الدولية للرئيس بشار الأسد والرضوخ لفكرة بقائه في السلطة، مقابل تعاون نظامه مع الولايات المتحدة والغرب لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

Ad

شدد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن الوقت قد حان كي تقبل الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بأن الرئيس بشار الأسد باقٍ في السلطة، وأن تتخلى عما وصفها بأنها استراتيجية فاشلة تقوم على محاولة تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى جيوب طائفية.

وفي تصريحات لوكالة «رويترز» عشية الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الثورة السورية، كشف الجعفري، عن استعداد الأسد «للعمل مع الولايات المتحدة وغيرها لمكافحة الارهاب في الشرق الأوسط». وقال: «نحن منفتحون على التعاون (مع الولايات المتحدة). وهم لا يريدونه».

وفي إشارة واضحة إلى رغبة النظام في عودة الشرعية الدولية له مقابل التعاون الأمني»، أكد المندوب السوري أن «فائدة مثل هذا التعاون يجب أن تكون متبادلة وليست أحادية الجانب»، مضيفاً: «لا نريد أي فراغ في السلطة بالبلاد يثير الفوضى مثلما حدث في ليبيا والعراق وأفغانستان، وبقاؤه هو الطريق الوحيد للسلام والوحدة».

ومضى الجعفري: «يمكن للرئيس الأسد أن يحقق الأهداف لأنه رئيس قوي. إنه يحكم مؤسسة قوية هي الجيش السوري. ويقاوم الضغوط منذ أربع سنوات. وإنه الرجل الذي يمكنه تنفيذ أي حل».

وأشار الجعفري إلى أن «وفوداً أوروبية عديدة» زارت دمشق لطلب تعزيز التعاون ضد الارهاب، موجهاً رسالة إلى هذه الدول، التي لم يذكر اسمها، «إذا أردتم أن يكون هذا التعاون مثمرا فعليكم العودة إلى سورية وإعادة فتح سفاراتكم».

وانتقد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما القائمة على تدريب وتسليح من يوصفون بأنهم مقاتلون معتدلون، مؤكداً أن هذا أدى إلى وصول الأسلحة إلى أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، واصفاً ذلك بأنها «حرب إرهاب دولي على الحكومة السورية والشعب السوري».

حظر الكلور

في المقابل، تبنى مجلس الأمن قراراً يدين استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي في النزاع السوري في خطوة اعتبرها ائتلاف المعارضة السورية أمس إدانة واضحة لنظام الأسد.

وصادق 14 عضوا بينهم روسيا على القرار في حين امتنعت عن التصويت فنزويلا، التي أكد سفيرها رفاييل راميريز كارينو على ضرورة «إنهاء التحقيق أولاً وتحديد المسؤولية» قبل أن يتخذ المجلس قراراً.

والقرار، الذي حمل رقم 2209، «يندد بأكبر حزم ممكن باستخدام أي مواد سامة كيميائية مثل الكلور كسلاح في سورية»، مؤكدا ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك.

وفي حين يبقى النص غامضاً حول عواقب عدم احترام القرار، اعتبر الممثل الخاص للائتلاف السوري لدى الامم المتحدة نجيب غضبان أن اعتماد القرار يؤكد استمرار استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه، مشيراً إلى توثيق الدفاع المدني السوري هجومين منفصلين في 21 و23 فبراير الماضي في بلدتي حيان وحريتان في ريف حلب أسفرا عن مقتل مدنيين.

عقوبات أوروبية

وفي بروكسل، فرض الاتحاد الأوروبي أمس حظر سفر وتجميد الأصول على سبعة أشخاص وستة كيانات سورية في أحدث محاولاته لزيادة الضغط على نظام الأسد، ليرتفع عدد الشخصيات المستهدفة إلى 218 والكيانات إلى 69.

ومن بين هؤلاء مديرون في منظمة الصناعات التكنولوجية وشركة بانجيتس الدولية ومركز الدراسات العلمية والأبحاث السوري الذي قال الاتحاد الأوروبي، إنه ساعد في تزويد النظام السوري بأسلحة كيماوية ونفط. وتشمل العقوبات أيضاً رجل الأعمال جورج حسواني المتهم بأنه وسيط في صفقات للنظام لشراء النفط من «داعش».

وعلى الأرض، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» هجوماً أمس في اتجاه بلدة تل تمر في شمال شرق سورية في محاولة للسيطرة عليها، وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد مدعومين من آشوريين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة آشورية.

وكان التنظيم المتطرف شنّ في 23 فبراير هجوماً في المنطقة تمكن خلاله من السيطرة على 11 قرية آشورية خطف منها أكثر من مئتي آشوري، بينما نزح الآخرون. وتقع بلدة تل تمر على مفترق طرق يؤدي إلى الحدود العراقية من جهة والتركية من جهة أخرى.

إلى ذلك، أكد المرصد ووسائل إعلام رسمية سورية أمس، أن سلاح الجو النظامي قتل أبي عمار الجزراوي أحد قادة التنظيم في غارة جوية قرب بلدة حمادي عمر الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب غربي مدينة حماة، مؤكدة أن الضربة الجوية دمرت أيضاً قافلة مركبات عسكرية.

معركة اللاذقية

إلى ذلك، قتل ما لا يقل عن 40 من القوات الموالية للأسد خلال محاولاتها لليوم الثاني على التوالي لإحكام السيطرة على جبل دورين في ريف اللاذقية، وذلك للتقدم إلى محاور أخرى أكثر قرباً لمصيف سلمى، الذي يقع تحت سيطرة كتائب المعارضة السورية المسلحة، لكنها فشلت في السيطرة على دورين جبلا وقرية وطرقا.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل «19 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و13 مقاتلاً من الفصائل السورية المسلحة لقوا مصرعهم في الاشتباكات المستمرة في اللاذقية».

وفي حمص، أشار المرصد إلى احتدام المعارك في منطقتي مكسر الحصان وجب الجراح بالريف الشرقي للمدينة أسفرت عن مصرع عدد من مقاتلي «داعش»، الذي فتح جبهة أخرى مع النظام منطقة جزل في الريف الشرقي أسفرت عن مقتل سبعة عناصر على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و12 من التنظيم.

خلافات «النصرة»

في غضون ذلك، خرجت الخلافات بين قيادات جبهة النصرة حول فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتشكيل تحالف جديد، ما سيسهل الحصول على مصادر تمويل كبيرة.

وقالت مصادر من داخل الجبهة لـ«رويترز» إن «الكيان الجديد سيرى النور قريباً، وسيضم عدداً من الفصائل المقاتلة إلى جانب النصرة، بينها جيش المجاهدين والأنصار، وهي جماعة صغيرة متطرفة تحت قيادة قائد شيشاني».

كما سيتم التخلي عن اسم النصرة بعد فصلها عن «القاعدة»، الأمر الذي أثار خلافات كبيرة بين قيادييها. في حين تحدثت المصادر نفسها عن عزم قائد الجبهة أبو محمد الجولاني المضي قدماً في هذه الخطوة، خصوصاً مع محاولة «النصرة» توسيع نفوذها وقوتها شمال سورية.

(دمشق، نيويورك - رويترز، أ ف ب، د ب أ)

46 ألف حساب «داعشي» على «تويتر»

أفادت دراسة أميركية بأن ما لا يقل عن 46 ألف حساب على «تويتر» مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حتى نهاية 2014، محذرة من التوجه إلى الرقابة المعممة جداً لهذه الحسابات.

وجاء في الدراسة، التي أعدها معهد بروكينغ ومولها غوغل ايدياز، «نعتقد أنه بين سبتمبر وديسمبر 2014 استخدم 46 ألف حساب على تويتر من قبل أنصار الدولة الإسلامية».

وبحسب تحليل للمعطيات الجغرافية للتغريدات (الموقع المعلن والمنطقة الزمنية)، فإن أغلب المشتركين يقيمون في مناطق تحت سيطرة التنظيم في سورية والعراق، لكن أيضاً في المملكة السعودية. وثلاثة أرباع الحسابات المؤيدة للتنظيم ناطقة بالعربية، و20 في المئة بالإنكليزية، و6 في المئة بالفرنسية.

ويتبع الحسابات المؤيدة للتنظيم ألف مشترك في المعدل، ما يعني أنها «اكثر من حساب عادي»، بحسب الدراسة التي أكدت أن الكثير من نجاح التنظيم على الشبكة الاجتماعية «يمكن نسبته إلى مجموعة صغيرة نسبياً من المستخدمين ناشطة جداً».

وفي الفصل الأخير من 2014 تم إقفال ما لا يقل عن الف حساب من قبل «تويتر»، لكن الرقم الحقيقي قد يكون اكبر بكثير، بحسب الدراسة، لكن معدي الدراسة دعوا «تويتر» إلى عدم الإفراط في الغلق رغم ضغط بعض الحكومات أو المسؤولين السياسيين الغربيين.

(واشنطن- أ ف ب)