أعطت الحكومة العراقية الضوء الأخضر لوزارة الخارجية لفتح ملف الحدود مع إيران، بدلاً من اتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين عام 1975، في وقت استأنف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خططه الممنهجة بنهب العشرات من شاحنات النفط المحملة بالنفط الخام من جنوبي مدينة كركوك الغنية بالنفط.

Ad

أفاد شهود عيان أمس بأن تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ"داعش"، قام مساء أمس الأول بتهريب العشرات من شاحنات الصهريج محملة بالنفط الخام من مناطق جنوبي مدينة كركوك.

وقال الشهود إن عناصر "داعش" نقلوا نحو 100 شاحنة محملة بالنفط الخام في مجموعات متفرقة، حيث كان ينقل عشر شاحنات من النفط الخام في كل مرة، كل شاحنة محملة بـ33 طنا، موضحين ان الشاحنات بالصهاريج انتقلت بشكل متقطع من حقل عجيل النفطي قرب جبل حمرين جنوبي كركوك.

معركة الحدود

على صعيد آخر، خول مجلس الوزراء العراقي أمس وزارة الخارجية التفاوض مع إيران بشأن الحدود بدلا من اتفاقية الجزائر.

وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء رافد جبوري إن "مجلس الوزراء خول خلال جلسته الـ14 وزارة الخارجية الاستمرار في التفاوض مع إيران لإيجاد حل شامل في ما يتعلق بالحدود بين البلدين، ومنها الأنهار المشتركة، وانحراف شط العرب باتجاه العراق"، مضيفا ان "التوجيه بأن يكون نهائيا وبديلا لاتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين عام 1975".

وتعتبر اتفاقية الجزائر، التي وقعت في 6 مارس 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي، وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين، أعادت رسم حدود العراق مع إيران في ذلك الوقت، وأعطت إيران النصف الشرقي لقضاء شط العرب، إلا أن صدام حسين ألغى هذه الاتفاقية عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه ووصول الإسلاميين إلى الحكم، الأمر الذي أشعل حرب الخليج الأولى التي امتدت 8 سنوات، ومن ثم اعترف مرة أخرى بالاتفاقية، بعدما دمرت الحرب الكثير في العراق.

«داعش»

إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية عراقية أمس أن عناصر "داعش" اختطفت مرشحا عراقيا سابقا للانتخابات البرلمانية في منطقة غربي مدينة كركوك.

وقالت المصادر إن عناصر داعش اختطفوا حسين جبار صالح الجبوري، وهو مرشح سابق عن ائتلاف العربية الذي كان يتزعمه وزير التربية السابق محمد علي تميم، وسط قضاء الحويجة غربي الموصل ونقلوه إلى جهة مجهولة.

وكان مسلحو "داعش" أعدموا المرشح للانتخابات البرلمانية عن ائتلاف عرب كركوك المحامي مؤيد علي حسين البجاري في قرية البكارة بقضاء الحويجة قبل أسبوعين.

في السياق، أعلنت وزارة حقوق الإنسان أمس مقتل 150 امرأة على يد القيادي في تنظيم "داعش" المدعو أبو أنس الليبي في مدينة الفلوجة، بينهن فتيات وحوامل.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه "تمت تصفيتهن بسبب رفضهن تلبية جهاد النكاح الذي يفرضه التنظيم الإرهابي في الفلوجة"، مبينة ان "عصابات داعش نفذت عمليات قتل واسعة في الفلوجة، ودفنت الضحايا في مقبرتين جماعيتين في مناطق الزغاريد وحي الجولان وناحية الصقلاوية".

وأضاف البيان أن "العصابات الإرهابية حولت جامع الحضرة المحمدية في المدينة الى سجن كبير فيه مئات المحتجزين من الرجال والنساء المعارضين لأفعالها".

وفي غضون ذلك، ذكر سكان محليون أمس أن 33 من عناصر "داعش" قتلوا في غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت مواقع التنظيم في مناطق جنوب وغرب مدينة الموصل.

المصالحة الوطنية

إلى ذلك، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس إلى اتخاذ خطوات "حاسمة وحازمة" لإجراء مصالحة وطنية لجميع الأطراف والمكونات "دون تمييز" في بلاده.

ونقل بيان رئاسي عن معصوم القول خلال مباحثات مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف إنه يتعين "السعي الحثيث من أجل اتخاذ خطوات حاسمة وحازمة وإعادة النظر في قرارات وقوانين عدة لإنجاح المصالحة وتحقيق الأمان والازدهار والوئام والتقدم بعيدا عن ويلات الاحتراب"، واصفا تحقيق "المصالحة الحقيقية" بأنه "الطريق الوحيد للتخلص من المصاعب كافة، وبما يساعد على استتباب الأمن والسلم الاجتماعي".

وأشار الرئيس إلى أن المصالحة "لا تتحقق فقط بالاجتماعات والمؤتمرات الخطابية والتظاهر الإعلامي، بل تحتاج إلى الإرادة القوية والمشاركة الفعلية من الجميع".

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)