جنبلاط يدلي بشهادة مدوية أمام المحكمة الدولية
• تلاقي مصالح بشار ولحود أدى إلى اغتيال الحريري
• لو استُدعي غزالة إلى لاهاي لعرض معلومات مهمة
• لو استُدعي غزالة إلى لاهاي لعرض معلومات مهمة
بالرغم من أن الزعيم الدرزي اللبناني، وليد بيك جنبلاط، لم يقل أي جديد ولم يشكف أي سر في اليوم الأول من شهادته أمام المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والتي تابعها اللبنانيون بكثير من الاهتمام والترقب، فإن الوزن السياسي لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وموقعه السياسي الحالي، جعلا من كل اتهام كاله أمس للنظام السوري اتهاماً له صداه ومصداقيته.وبدا جنبلاط، الذي قدّم "شهادة للتاريخ"، هادئا أمام المحكمة، ومنسجماً مع ذاته بالرغم من تحفّظه الشديد عن أي ذكر لـ"حزب الله".
كما بدا أن العرض التاريخي السياسي التفصيلي "المحبوك" الذي قدّمه ينفع بحد ذاته أن يكون مرافعة اتهامية تؤكد المؤكد، وتضع النظام السوري ورأسه بشار الأسد في قفص الاتهام. صف واحدوفي بداية شهادته، قدّم وليد بيك لمحة عن حياته السياسية التي ابتدأت بعد مقتل والده كمال جنبلاط عام 1977 وانتخابه بعد 6 أسابيع رئيسا للحزب الاشتراكي.وقال جنبلاط: "علاقتي مع النظام السوري بدأت عام 1977 بعد الأربعين من اغتيال كمال جنبلاط على يد النظام السوري، وأمام الخطر المحدق بلبنان والذي كان يتعرض إلى مؤامرة، كان لابد لي أن أوقع اتفاقاً سياسياً مع من اغتالوا والدي"، مشيرا الى أن "كمال جنبلاط اعترض على دخول النظام السوري إلى لبنان، وكان يعلم أنه سيقتل، وهو تلقى معلومات في هذا الإطار"، لافتا الى أنه "قبل اتفاق الطائف كنت في الصف السياسي الواحد مع النظام السوري لتجنيب لبنان الخطر الإسرائيلي".الجيش بإمرة سوريةواعتبر جنبلاط أن "رفيق الحريري، وهو رئيس وزراء لبنان، وإلياس الهراوي وهو كان رئيساً للجمهورية لم يكن لهما، حتى بصفتهما الرسمية، أي تأثير على الجيش اللبناني الذي كان بقيادة إميل لحود الذي كان بدوره بإمرة سورية مباشرة"، وقال: "كنا نحاول مع الهراوي والحريري إيجاد فرصة لبنانية للحكم، ولكن جهاز المخابرات المشترك اللبناني - السوري لم يسمح بذلك"، موضحا أن الجيش اللبناني يعمل بإمرة سورية بإشراف لحود طبعا"، وأضاف: "أخّرنا مجيء إميل لحود لرئاسة الجمهورية لسبب بسيط، هو أننا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري".بداية التحولوأشار الى أنه في "عام 1998 كانت البداية البطيئة للتحول ضد النظام السوري، لأننا كنا نريد بلدا مستقلا ومؤسسات مستقلة، وكان الهدف المركزي تحرير الجنوب". وأضاف: "كانت هناك أقنية مختلفة تصب عند لحود غير القنوات السورية، لذلك بعد مقتل باسل الأسد بدأ صعود نجم بشار، وكانت لديه طرق خاصة في التعاطي مع لحود"، معتبرا أن "تلاقي المصالح بين بشار الأسد ولحود أدى إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري". اللقاء الأول مع بشاروتابع: "في لقائي الأول مع بشار الأسد، قال لي غازي كنعان: أريدك أن تعلم من هم بيت الأسد، لم أعلّق أهمية على هذه الكلمة، وتذكرت هذه الكلمة أواخر 2005 عندما أجبر غازي كنعان على الانتحار"، لافتا الى أنه في "المرة الثانية ذهبت وغازي العريضي، واستقبلنا بشار في جبل قاصيون، ولم يكن اللقاء مريحا، بل طرحت أسئلة محكمة حول الحريري، وكان يتبين من اسئلته آنذاك العداء مع الحريري". وأعلن أنه في "عام 2000 كانت الخطوة الثانية للتصعيد ضد النظام السوري".الأسد والحريريوبعد استراحة قصيرة، تطرّق جنبلاط الى تغير علاقة الحريري بالقيادة السورية بعد رحيل حافظ الأسد، فأشار الى أن "هذه العلاقة كانت وطيدة جدا لكنها تغيرت جذريا بعد وصول بشار الأسد. وأن بداية توتر العلاقة بين الرئيس الحريري والنظام السوري كانت مع تعيين إميل لحود رئيسا للجمهورية الذي كان يعلم جيدا أنه مدعوم من سورية، ليقوم بما يريد كما حصل في وزارة المالية مع الرئيس فؤاد السنيورة، حيث عمد لحود إلى إرسال دورية لتهين السنيورة في وزارة المالية بغطاء من سورية، بسبب تعديل رواتب العسكريين".وتابع جنبلاط: "الحريري كان يُعتبر وزير خارجية سورية في عهد حافظ، بسبب علاقاته الخارجية، وهذه العلاقة تغيرت بعد وصول بشار الى الحكم". وأضاف: "الحريري كان يظن انه يمكن أن يأخذ نفس الدور بعد رحيل حافظ وثبت لاحقا انه أخطأ، ولا ننسى انه استُدعي الى دمشق في 2003 وقال له الأسد "أنا من يحكم ويأمر وليس غيري"، كما طلب منه بيع أسهمه في صحيفة النهار".تصفية المشاركينوردا على سؤال عن اعتقاده حول وجود ربط بين اغتيال الحريري ومقتل غازي كنعان وجامع جامع ورستم غزالة وغيرهم، رأى جنبلاط أن "كل الذين عملوا وشاركوا في عملية اغتيال الحريري تتم تصفيتهم لقطع السلسلة بين الآمر والمنفذ"، وتابع: "لجنة التحقيق حققت مع كنعان وغزالة، لذلك تم تصفيتهما، ولو استدعي الأخير الى لاهاي قبل وفاته، لكان قدّم معلومات مهمة عن اغتيال الحريري".كما تطرق جنبلاط الى علاقته وصداقته مع رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري خلال حكم حافظ الأسد، العماد حكمت الشهابي، مشيرا الى أن الأخير ردد على مسمعه أكثر من مرة انه هو الممسك بالملف المخابراتي المتعلق بتحركاته وسياسته.وقال جنبلاط: "بالرغم من أن الشهابي وخدام كانا يعتبران الحريري شخصية عربية بارزة، ولكن شخصية سنيّة مثله أخافت النظام السوري". وأضاف: "لم تكن لي علاقات شخصية بحاكم سورية اليوم"، موضحا أن "حكمت الشهابي رفض طلب حافظ الأسد بتمديد ولايته، لأنه لم يشأ العمل تحت إمرة بشار الأسد".