أين «داعش»؟

نشر في 21-02-2015
آخر تحديث 21-02-2015 | 00:01
 علي عبدالعزيز أشكناني يستنكر الجميع تقريباً، حتى أغلب من كانوا مؤيدين في بداياتهم، أعمال "داعش" ووحشية ما يفعله، وما يحاول أن ينشره بقوة السيف، لا بتأثير الكلمة بالطبع، وهذا ما جعل حتى تنظيم "القاعدة"، الذي كان يعد الأكثر تطرفاً في ما مضى، يستنكر على "داعش" أفعاله، ويطلب منه عدم التطرف فيما يفعل، فسبحان الله مغير الأحوال.

هل ستنفع الضربات الجوية العسكرية؟ وهل سيستطيع الحلفاء من كل أقطار الأرض التغلب على "داعش"؟

كي نجيب عن هذا السؤال يجب أن نعرف بدايةً كيف وجد "داعش"؟ ومن أوجده؟ إن هذا الوحش الكاسر موجود بيننا ونراه يومياً بشكله الخبيث لا الواضح، نراه في الجار الذي يتعمد أن يوقف سياراته بطريقة تضايق جاره لا لشيء إلا لأنه يختلف عنه في المذهب، نراه في رئيس القسم الذي يزيد من تقييمات موظفيه إن كانوا يوافقون مذهبه أو يصلون في المسجد الذي يصلي فيه، نراه في "تويتر" عندما يترحم الناس على صدام لأنه كان خط الدفاع الأول ضد الروافض.

ونراه في دعوات أئمة المساجد بهلاك النصارى واليهود جميعهم، الطيب منهم والخبيث، نرى "داعش" بقوانين منع الاختلاط واللباس المحتشم، ونراه بمطالبات الدولة الدينية ذات المذهب الواحد، نراه في منع الآراء السياسية التي تخالف أهواءنا، ونراه في أصواتنا لانتخابات الجمعيات والبلدي ومجلس الأمة عندما يكون التصويت لمن طالت لحيته لا بناءً على جودة برنامجه، ونعطيه على "خوش ريال مصلي ومسمي" لا على شهاداته وخبراته وكفاءاته.

"داعش" موجود بيننا يعيش ويتغذى، ليغدو وحشاً كاسراً يفتك بنا، وإن استطعنا التغلب الآن عليه في معركة فمن يضمن عدم عودته أقوى كعنقاء تخرج من رمادها إذا لم نغير مناهجنا، وأسلوب حياتنا، وطريقة تعاملنا؟ لن يموت هذا الوحش إلا عندما نعلم أننا لسنا كياناً واحداً بل كيانات عدة، يجب أن تتعايش رغماً عنها، وإلا كان الوحش ابن أحدها.

back to top