تلقّى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، أمس، ضربة موجعة من الجيش المصري بقتل 15 من عناصره وإصابة 25 آخرين والقبض على 20 منهم، في وقت تستعد الحكومة لبدء العام الدراسي في الجامعات غداً، بخطة متعددة الاتجاهات لمواجهة أي عنف محتمل من طلاب جماعة «الإخوان».

Ad

وجّه الجيش المصري ضربة قاصمة إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، بعدما قتلت حملة للقوات المسلحة 15 من العناصر التكفيرية التابعة للتنظيم، في مواجهات عنيفة شهدتها منطقة جنوب رفح بمحافظة شمال سيناء، أمس، في واحدة من أكبر المواجهات بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية المتمركزة في سيناء منذ أشهر عدة.

مصدر أمني قال لـ"الجريدة" إن قوات الجيش نجحت خلال اشتباك عنيف مع "بيت المقدس" في تصفية 15 من عناصر التنظيم، وإصابة 25 آخرين، والقبض على 20 منهم، في اشتباكات وقعت إثر حملة مداهمات لملاحقة التكفيريين في جنوب مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة، مؤكدا أن من بين القتلى شقيقا لمؤسس التنظيم.

وأعلنت قوات الجيش الاستنفار في جميع أرجاء شبه جزيرة سيناء، تحسباً لأي هجوم انتقامي من التكفيريين، وفرض سياج أمني حول معسكر القوات متعددة الجنسيات جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء، خشية استهدافه من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس".

العام الدراسي

إلى ذلك، ينطلق العام الدراسي في الجامعات المصرية غداً، وهو الأول في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط استعدادات حكومية مشددة لتأمين المقار الجامعية، استباقاً لأي عمليات عنف وتخريب من طلاب جماعة "الإخوان المسلمين"، على خلفية أحداث العنف التي شهدتها الجامعات طوال العام الدراسي الماضي، وأسفرت عن سقوط قتلى وإصابة العشرات وتخريب عدد من المنشآت الجامعية في مواجهات بين طلاب وقوات الأمن.

وبينما تستقبل 23 جامعة حكومية فضلاً عن الجامعات الخاصة نحو 2.5 مليون طالب وطالبة، أكد وزير التعليم العالي، د.السيد عبدالخالق، أن "الجامعات على أهبة الاستعداد للعام الدراسي الجديد"، مشدداً في تصريحات إعلامية على أنه لن يتم السماح "لأي قلة من الطلاب بإفساد العملية التعليمية، مضيفا أن كل طالب يخالف القواعد ويصر على ممارسة الشغب ويبتعد عن هدفه في التعليم سيتم فصله، وتسقط عنه صفة الطالب، بعد ممارسة العنف مباشرة".

وأعلنت الجامعات المصرية أن الرئيس السيسي ورموز الدولة المصرية خط أحمر، لا يجوز للطلاب التجاوز في حقهم أو الإساءة إليهم، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قررت عدة جامعات، على رأسها "القاهرة" و"عين شمس"، حظر التظاهرات نهائيا داخل المدن الجامعية أيا كانت أهدافها، كما قررت بعض الجامعات حظر الأسر الطلابية ذات الميول "الإخوانية"، وأخرى تنتمي لقوى مدنية.

دعوات إخوانية

في غضون ذلك، وبينما تعاقدت وزارة التعليم العالي مع إحدى الشركات الأمنية الخاصة لتأمين 9 جامعات حكومية، أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن الترتيبات الأمنية تتضمن الدفع بأفراد الأمن الإداري بكثافة داخل الجامعات، على أن توجد قوات الشرطة خارج الجامعات لتتدخل حال استدعى الأمر، وأشار إلى حرص الدولة على انتظام العملية التعليمية بالجامعات، بعدم السماح بأي خروج على القانون بما يحقق انتظام العملية التعليمية.

في المقابل، دعا "تحالف دعم الشرعية" التابع لجماعة "الإخوان"، أنصاره إلى التظاهر بداية من اليوم، تحت شعار أسبوع "الطلاب فرسان الثورة"، في إطار تصعيد الذراع الطلابية للجماعة في الجامعات، مطالباً بتدشين "حراك ثوري قوي ومكثف" في الجامعات، من خلال رفع صور الرئيس المعزول محمد مرسي، وصور الطلاب المسجونين وشعار "رابعة"، فضلاً عن حرق صور الرئيس السيسي وأعلام أميركا وإسرائيل.

كيري وآشتون

على صعيد آخر، يزور كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، مصر الأحد المقبل، للمشاركة في مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.

وتستضيف القاهرة مؤتمراً دولياً بشأن فلسطين تحت شعار "إعادة إعمار غزة"، لبحث كيفية إزالة آثار العدوان الإسرائيلي على القطاع في الحرب الأخيرة التي انتهت في أغسطس الماضي، ويترأس المؤتمر الحكومة النرويجية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمشاركة نحو 30 وزير خارجية، إضافة إلى أكثر من 50 وفدا من دول مختلفة وممثلي نحو 20 منظمة إقليمية ودولية.

ويلتقي كيري وآشتون خلال زيارتهما وزير الخارجية المصري سامح شكري وكبار المسؤولين بالحكومة المصرية، لبحث الملفات الإقليمية والعلاقات بين مصر وكل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

وبينما عقد شكري مباحثات مع نظيره السوداني علي كرتي، لبحث العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم، التقى وزير الخارجية المصري المبعوث الرئاسي الأميركي لمواجهة تنظيم "داعش"، الجنرال جون آلن، أمس، وفي حين أكد شكري أن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب تتركز على "تجفيف منابع تمويل جميع التنظيمات الإرهابية في كل أنحاء المنطقة، بما فيها ليبيا"، شدد المبعوث الأميركي على أهمية الدور المصري في مواجهة الأفكار التكفيرية ونشر قيم الإسلام المعتدل، من خلال دور الأزهر الشريف، إلى جانب المساهمة في بناء قدرات الحكومة العراقية.