أخا العرب "بُص سعادتك" بيتك الأبيض لن ينفعك في يومك الأسود، وما سيحتاجه "البيت الغربي" سيُحرم على "جامعتك العربية"، فإياك ثم إياك أن تتهم أحداً من هؤلاء بحبْكِ المؤامرات ضدك.

Ad

مولانا اليعربي، هؤلاء لن "يطلوا في وجهك" من أجل سواد عينيك بل لأجل سواد نفطك، نعم سيدارونك حشمةً فقط لموقعك الاستراتيجي، أما أنت بذاتك فلا موقع لك من الإعراب، وسل إن شئت "المجتمع الدؤلي" عن الفرق بين خبر المبتدأ والخبر العاجل، سل "سيبويه" واشنطن و"ثعلب" لندن، و"ثعالبي" موسكو، فستعلم بعدها أن الأول مرفوع بالضمة والثاني مرفوع عنه القلم!

 أخياه، حاول أن تركز! سيارتك التي تفاخر بها العالمين صنعها ألماني، وتلفازك الذي تزهو ببوصاته صممه ياباني، و"موبايلك" الأحدث اخترعه أميركي، وغترتك المنشّاة حاكها إنكليزي، وأقمارك الصناعية أطلقها روسي، وقلمك حَبرهُ تايواني، وأوراقك قطعها كندي، وقهوتك المرة والسكر زيادة حمّصها برازيلي، وملابسك الداخلية نسجها صيني، ودواؤك ركّبه هولندي، وساعتك "الكشخة" صاغها سويسري، وعطرك الباريسي مزجه فرنسي، ولحافك الدافئ خاطه إسباني، فمن من هؤلاء بربك سيضيع وقته الثمين  للتآمر عليك؟!

أخي، أنت لا تصلح بطلاً لأفلام المؤامرات، أنت "حدك كومبارس" يا سيدي! دورك الوحيد الخروج على شاشات السينما الدولية خلال فترات استراحة المحاربين، ثم الدوران في حلقات مفرغة كصوفية خراسان والصراخ على قدر "الفيلم": مدد، مدد، أمجاد يا عرب أمجاد، دبكت خيولنا على حدود الصين، كل نصال رماحنا تؤدي إلى روما، شمسنا كانت تشرق على الغرب، قمرنا هلاله كان غرة شهور المشرق، ومدد، مدد، مدد يا زمان الوصل في الأندلس! وبعد أن تنهي وصلتك ستخرج كالعادة من مولد صالات الأفلام الدولية بلا حمص، ولا القدس، ولا دمشق، ولا بغداد، ولا صنعاء حتى! ستخرج، وقد لفّت القنوات الإخبارية شريط عاجلها حول رأسك، تحف بك القهقهات الخارجة من أفواه العالمين بنكهة "الكوكا كولا"، وخدك المياس سيلسعه رذاذ دموع  الضاحكين الممطرة على أكياس الفشار، وسيفتح "الشيبس" الشماسي ليدقها على بلاج بحور شعرك الركيك الطويل والمتقصف.

ولكن احذر وخذها مني نصيحة بجمل من فئة "المزاين"، حذراك أن تتهور في تهريجك فتموت الجماهير من الضحك، يا ويلك ويا سواد ليلك! سيجتمع مجلس الأمن ويصدر قراراً يتهمك بالإرهاب الكوميدي، وسترسل حاملات الطائرات صواريخها لتقصف جبهتك، بالله عليك كم مرة قصفت القوى العالمية جبهتك وبنجاح! لتلوذ بركن حلمك المظلم وحيداً "مندقراً"!، يا للعار عيب عليك يا "أراجوز" الألفية الثالثة! فضحتنا.